إصدارات.. نظرة أولى

24 يوليو 2018
إسلام اللبون/ الأردن
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة وتاريخ التصوّف وتراثه والتربية والتعليم والأديان والسيرة الذاتية والمعاجم والفكر الديني.

■ ■ ■

في طبعة مشتركة بين "ضفاف" و"الأمان" و"الاختلاف"، صدر مؤخّراً كتاب "معنى الجميل: كتابات فلسفية إستطيقية.. من أفلاطون إلى لوك فيري" للباحث الجزائري كمال بومنير. يستقرئ العمل تطوّر مفهوم الجمال على مدى العصور من خلال مساهمات الفلاسفة، حيث إن كبارهم خصّصوا لهذا المشغل جزءاً من مؤلّفاتهم؛ مثل: هيغل وكانط وهايدغر. كما يرصد المؤلّف أثر هذه الفكرة لدى فلاسفة من التراث العربي الإسلامي؛ مثل أبي نصر الفارابي وأبي حامد الغزالي. من الجوانب التي يضيئها العمل أيضاً التعقيد الذي طرأ على هذا المفهوم وانعكاسه على ممارسة الفن.


في كتابه "أنا والرومي: السيرة الذاتية بقلم شمس الدين التبريزي" الذي ترجمه إلى العربية محمد ياسر حسكي ومنال الخطيب، وصدر حديثاً عن "دار الكرمة"، ينقُل وليام شيتيك، أستاذ الدراسات الدينية في "جامعة ستوني روك" بنيويورك، نصوصاً للشاعر والمتصوّف الفارسي من لغتها الأمّ إلى الإنكليزية مع تمهيد يُضيء عليها، مواصلاً بذلك اشتغاله على التراث الصوفي الإسلامي الذي ألّف حوله عدداً من الأعمال؛ أبرزها: "طريق الحب الصوفي: التعاليم الروحية للرومي"، و"الطريق الصوفي للمعرفة"، و"غيبيات خيال ابن عربي"، و"الكشف الذاتي للّه: مبادئ كونيات ابن عربي".


"حول التربية"، عنوان آخر مؤلفّات المفكّر الإسباني إيميليو ييدو (1927)، والذي صدر مؤخّراً عن منشورات "تاوروس" في مدريد. يُقدّم المؤلّف وجهة نظره في مسائل التعليم، منطلقاً من تجربته كأستاذ فلسفة في عدد من الجامعات الأوروبية. الفكرة الرئيسية التي يؤكّد عليها المؤلّف هي الدور الذي ينبغي أن يلعبه الأدب في بناء شخصية فكرية حتى لدى أصحاب الاختصاصات غير الأدبية، حيث يرى أن إشكاليات كبرى تعيشها قطاعات مثل الطب والرياضيات ومهن القانون تعود لفقر التحصيل الأدبي، سواء في تخطّي الحواجز البحثية أو في الجوانب الأخلاقية من ممارستها المهنية.


يتتبّع ثائر زين الدين، في كتابه "شخصيّة يهوذا الإسخريوطي في نماذج روائية"، الصادر مؤخّراً عن "دار صفحات"، حضور هذه الشخصية القادمة من التراث الديني في الأعمال الروائية المكتوبة في ثقافاتٍ مختلفة، وهو حضورٌ يتّخذ أشكالاً متعدّدة؛ حيثُ وظّفها الروائيون بشكلٍ صريح أو موارب، وداخل بيئتها الزمانية والمكانية أو خارجها. يعتبر زين الدين أن غنى الشخصية وما تُثيره من غموضٍ وإشكاليات جعلها روائيةً بامتياز، وأن ارتباطها بقضايا إنسانية ووجوديّة متجدّدة في التاريخ منحها القدرة على عبور المكان والزمان إلى أمكنة وأزمنة أُخرى.


عن منشورات "ورقة"، صدر مؤخّراً كتاب "أجمل الذنوب" لـ عبد الرزاق المسعودي. يمكن تصنيف العمل ضمن السيرة الذاتية، ولكن من زاوية خاصّة، حيث إن الكاتب التونسي يهتم برصد جزء من حياته يتقاطع مع مرحلة التحصيل الجامعي، وهو صنف من السيرة الذاتية قلّما جرى الاهتمام به بشكل جدّي، إذ كثيراً ما تكون كتابات فترة التحصيل الدراسي مجرّد ورقات لا يعود إليها المؤلّفون. من ناحية أخرى، يمكن اعتبار الكتاب توثيقاً لصراعات سياسية وثقافية عاشت على وقعها الجامعة التونسية بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وهي صراعات لا تزال تلقي بظلالها إلى اليوم.


عن "دار عدنان للطباعة والنشر"، صدر قبل أيّام كتاب "معجم الموارد المائية في لسان العرب". ينطلق العمل، الذي ألّفته كلّ من ندى الشايع ولطيفة عبد الرسول وزينة جليل، من اشتغالات المعاجم العربية على الألفاظ الدالّة على الموارد المائية وأنواعها وأشكالها والأدوات المستعملة في استخراجها والفائدة منها؛ حيثُ يجمع الألفاظ المبثوثة بين صفحات تلك المعاجم في مؤلف واحد، بعد ترتيبها وإعادتها إلى جذورها، ثمّ توزيعها على المحاور الدلالية الفرعية لمحور الموارد المائية، وترتيبها داخل المحور الواحد بحسب الحروف الهجائية.


ضمن سلسلة "كتب الجيب البيئية" التي تصدرها دار "ري إيشكييه" الفرنسية، صدر مؤخّراً كتاب "طريق الهند الأخضر" للباحثة بينديكت مانييه. يمضي العمل في مسارَين متوازيَين: التحوّلات البيئية والتحوّلات الاجتماعية في الهند، ويُبرز بالخصوص تفاعلهما، حيث ترى المؤلّفة أن الهند اليوم تمثّل نموذجاً مهمّاً في تطوير سياسات تعالج إشكاليات بيئية خطيرة؛ مثل التلوّث والاحتباس الحراري وتهديدات الكوراث الطبيعية، وفي الوقت نفسه تقدّم هذه السياسات حلولاً للانفجار السكاني وتعدّد الإثنيات وما يسببه ذلك من احتكاكات تصل إلى درجة العنف في أوقات كثيرة.


عن "المركز العربي للكتاب" صدر حديثاً كتاب "إني سمّيتُه مريم"، وفيه تُحلّل الكاتبة اللبنانية سالي كوثراني، "وفق منهج معرفي شمولي"، بعض المفاهيم القرآنية التي تعتبرها شائكة؛ مثل: الضرب، والبُدْن، والحوت، والجبين، والمتاع، والأيمان، والمدّثر، والمزّمّل، واللات، والعُزّى، والفحشاء. كما تتناول مواقف في حياة عددٍ من الأنبياء محاولةً إسقاطها على عصرنا؛ كقصّتَي ذبح بقرةٍ في زمن النبي موسى ورؤيا إبراهيم لذبح ابنه، معتبرةً أن هذه الموضوعات نماذج تطبيقية للمنهجية المعتمَدة، يُمكن الاستفادة منها في مختلف الموضوعات والبحوث القرآنية الأخرى.

المساهمون