إصابات الرأس عند الأطفال تزيد احتمالات الموت المبكّر

02 سبتمبر 2016
قد تؤثّر عليه لاحقاً (عبد خطيب/Getty)
+ الخط -
حذّر باحثون من العواقب الوخيمة التي قد تنتج بعد سنوات من تعرّض الرأس ولو لضربة واحدة في مرحلة الطفولة. وفسّروا ذلك بأنّ أي ارتجاج خفيف يمكن أن يزيد من احتمالات انخفاض المستوى الدراسي أو الإصابة بأمراض عقلية، والموت في سن 40 عاماً.

وتوصل الباحثون من جامعة "أوكسفورد" البريطانية إلى النتائج بعد تحليل بيانات أكثر من مليون شخص ولدوا بين عامي 1973 و1985.

وجد الباحثون أنّ 9.1 في المائة منهم تعرّض إلى ضربات رأس قبل بلوغهم سن 25 عاماً، وأدى ذلك إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل.

وقارن الباحثون بين أفراد العينة الذين عانوا من ضربة على الرأس، مع الذين لم يتعرّضوا لمثلها، وتبيّن أنّ 76 في المائة منهم قد يعجزون عن العمل ويتقاضون تعويضات خاصة بالأشخاص المعوقين في المستقبل. وأيضاً وجد الباحثون أنّ 58 في المائة منهم يتركون المدرسة من دون أي مؤهلات دراسية. كذلك، فإنّ 72 في المائة منهم كانوا أكثر عرضة للموت قبل سن 41 عاماً.

عن ذلك، يقول مدير مكتب إعلام جمعية إصابات الدماغ "هيدواي"، جيمس كوكسون لـ "العربي الجديد" إنّ الدراسة وجدت أنّ الأطفال والمراهقين الذين يعانون من ضربات على الرأس حتى المعتدلة منها، قد تقصّر عمرهم وتصيبهم بمشاكل نفسية واجتماعية مهمّة في مرحلة البلوغ. ويشير إلى أنّ الرئيس التنفيذي لإصابات الدماغ في الجمعية بيتر مكابي يقول إنّ هذا البحث هو إشارة وتحذير واضح من أنّ الآثار النفسية والاجتماعية لإصابات الدماغ يمكن أن تستمر مدى الحياة.

من جانبه، يعتبر رئيس فريق الباحثين الدكتور أمير سارياسيان إنّ العديد من إصابات الرأس الخفيفة تبقى طي الكتمان ولا يجري تسجيلها أو التبليغ عنها. ويلفت إلى أنّ معظم الناس الذين تعرّضوا لضربة على الرأس لا يعانون من مشاكل على المدى الطويل، لكن 1.6 في المائة منهم قد ترتفع احتمالات وفاتهم حتى سنّ الأربعين.

بدوره، يقول عالم الأعصاب شهريار رضا إنّ الحلّ هو الوقاية. يشير في المقابل إلى أنّ الابتعاد عن المخاطر وانتهاج نمط حياة قليل النشاط ومستقر يمكن أن يسهم بضعف أداء الشخص في مرحلة البلوغ. أمّا طبيب الأعصاب بيتر جنكينز فيقول إنّهم في قسم الرعاية الصحية لا يمتلكون الموارد المتاحة للتعامل مع المشاكل المستقبلية لما تؤدي إليه الضربات على الرأس وهو أمر ينبغي أخذه بعين الاعتبار.

من جهته، يقول البروفيسور هيو ويليامز من جامعة إكسيتير إنّ "ذلك لا يعني أن نمنع أولادنا من ممارسة الألعاب الرياضية".

دلالات
المساهمون