في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الطاقة الروسي ألسكندر نوفاك إلى الجزائر هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن خفض الإنتاج، فإن التطورات في وطنه تشير إلى أن روسيا الدولة غير العضو في المنظمة ما زالت غير مستعدة لأي تحرك منسق بشأن الإنتاج.
وتقول أكبر خمس شركات روسية لإنتاج النفط الروسي- مسؤولة عن ثلاثة أرباع الإنتاج في أكبر منتج للنفط في العالم- إنها سترفع الإنتاج العام المقبل بعد الوصول إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة.
ومما لا شك فيه، فإن جميع هذه الشركات ستطيع الرئيس فلاديمير بوتين إذا أمرها بالحد من الإنتاج.
لكن حتى الآن، فإن بوتين لم يجتمع مع رؤساء كبرى الشركات الروسية المنتجة للنفط، سواء مملوكة للدولة أو خاصة، وحتى وزارة الطاقة لم تعقد أي مشاورات مماثلة لترتيب التفاصيل والإجراءات اللوجستية في هذا الشأن بعد.
وقال مصدر في روسنفت أكبر شركة منتج روسي للنفط "نعتقد أنه من المستحيل الاتفاق... لا أحد يثق بأحد. الجميع يرفع إنتاجه (داخل أوبك وخارجها)".
وروسنفت التي تسيطر عليها الدولة وتمثل أكثر من ثلث إنتاج النفط الروسي، هي أكبر معارض لاتفاق تثبيت الإنتاج منذ جرت مناقشته للمرة الأولى في مطلع العام.
وكان إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لروسنفت والحليف المقرب لبوتين، قال إن الخلافات الداخلية تقتل أوبك وقدرتها على التأثير في السوق.
وقال مصدر روسنفت إن موقف الشركة لم يتغير رغم التطورات الأخيرة التي شهدت اجتماع بوتين بولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الصين مطلع سبتمبر/أيلول واتفاق وزراء البلدين على العمل معاً للمساعدة في استقرار أسواق النفط.
وبعد أيام من توقيع الاتفاق حققت روسيا مستوى قياسيا جديدا من إنتاج النفط عقب الحقبة السوفييتية بأكثر من 11 مليون برميل يوميا وقالت إن الإنتاج في واحد من تلك الأيام تجاوز 11.75 مليون برميل يوميا مع تدشين عدة شركات لحقول جديدة.
ويهيمن على المشهد الروسي أيضا شركة لوك أويل ثاني أكبر منتجي النفط في البلاد، وهي شركة خاصة، وكذلك المنتج الخاص سورجوت وغازبروم المملوكة للدولة وتات نفت.
وتخطط الشركات لزيادة الإنتاج بنحو 1.6% في المتوسط خلال 2017 وفق توقعاتهم مع استفادتها من ضعف الروبل الروسي وانخفاض التكلفة في البلاد.
وتوقع محللون من بنك يو.بي.إس ارتفاعا قدره 2.7 في المائة في إجمالي إنتاج روسيا النفطي العام المقبل.
وقال فلاديمير دريبنتسوف رئيس الاقتصاديين لدى بي.بي في روسيا والاتحاد السوفييتي السابق "أنا متشكك ليس بشأن الاتفاق فقط، ولكن بشأن النتائج أيضا. مع ارتفاع الأسعار فإن الإنتاج في الولايات المتحدة يزيد أيضا".
وتساهم بي.بي بحصة تبلغ 20 % في روسنفت التي جادل رئيسها سيتشن طويلا بأن أي زيادة في أسعار النفط نتيجة لإجراء مشترك من قبل أوبك والدول غير الأعضاء بالمنظمة سيسمح للولايات المتحدة باستئناف نمو الإنتاج من مكامن النفط الصخري عالية التكلفة.
وأدلت وزارة الطاقة الروسية نفسها، بتصريحات متناقضة على مدى الأسبوع الماضي، ففيما قال نوفاك إنه ما زال يدعم تثبيت الإنتاج، لكنه نفى بسرعة تصريحات نائبه كيريل مولودتسوف بأن روسيا يمكنها نظرياً خفض الإنتاج بنحو خمسة في المائة.
وقال مصدر مقرب من وزارة الطاقة الروسية "الإنتاج يحطم أرقاماً قياسية الآن...سيكون من الحماقة تجميد الإنتاج، ناهيك عن خفضه، مع احتياج خزائن الدولة للمال وتشغيل الشركات حقولا جديدة".
(رويترز)