إسماعيل غزالي في منامات الكتابة

28 ابريل 2015
+ الخط -

أربع مجموعات قصصية للكاتب المغربي إسماعيل غزالي، ضمّها كتاب "بستان الغزال المرقّط" الصادر حديثاً في طبعة ثانية عن دار "العين" في القاهرة. وتحت عناوين "عسل اللقالق"، "لعبة مفترق الطرق"، "منامات شجرة الفايكنغ" وأخيراً "الحديقة اليابانية"، جاءت المجموعات الأربع لتبدو منفصلة شكلاً، لكنها تلتقي في بؤر كثيرة من حيث الموضوع والرغبة في التجريب في الجنس الأدبي نفسه.

وكان الناقد المغربي أحمد بوزفور، خصّ المجموعة بقراءة نُشرت في آخرها بعنوان "شدو الغزال"، وصف فيها الكتاب بأنّه وافر "بالمتعة الجمالية الخالصة، كأنه لا ينتمي إلى الأدب بل إلى الموسيقى: ذلك الفن الذي تسعى إلى بلوغه الفنون كلّها"، معتبراً أن أسلوب الكتابة التي يقترحها الغزالي تستحق الالتفات في متن السرد المغربي الحديث.

ولأن نمط كتاب صاحب رواية "التمتمة" وُصف بأنه تجريبي، يحاول غزالي (1977) أن يوضح المقصود من ذلك في حديث إلى "العربي الجديد": "التجريب مغامرة في الكتابة تروم خلق الأشكال الجديدة، ما يجعل سيرورة الأدب تتحوّل وتتجدّد بدل الارتكان إلى التكرار والتناسخ والتجاور".

ويضيف: "التجريب مسكون بولع ابتكار القيم الفنية المغايرة للحكاية التي تتخطى الأنماط السائدة. إنّه عمل جمالي يسعى إلى إحداث رجّة في الذائقة الشائعة لدى القارئ، كما يسعى في العمق إلى الخروج بحالة الإبداع من طوق أفقيته وانغلاقه، والدفع بالتجربة الفنية والإنسانية، أو الانزياح بها وراء الحدود". ويوضّح المؤلف أنّ "التجريب بهذا المعنى احترام جَسور لذكاء القراءة، يروم خلخلة اطمئنانها وخطيّتها. فالنّص التجريبي لا يعوّل بالضرورة على قارئ نوعي محيط بالشعر وتاريخ السرد، بل على أن تتحقق في نصه القيمة الجمالية الغريبة والجديدة، التي إن تحققت، تحدِث أثرها المطلوب لدى قارئها الخاص".

غزالي الذي رشحت روايته "موسم صيد الزنجور" لقائمة البوكر الطويلة العام الماضي، يتحدث عمّا يلحق بفكرة التجريب من نجاح وفشل: "لا أفكر في مسألة النجاح عندما أكتب، والتجريب لا يروم وصولاً، أن تتحول التجربة إلى مسلّمة يعني موتها الفادح عملياً. أن تجرب في الكتابة، معناه أنك في صلب المغامرة دائماً، والأدب برمته يحتاج إلى هذه المغامرة كي يتجدّد و يتحوّل".

وعن الصلة بين قصص المجموعات الأربع، يبيّن الكاتب "تُمكن قراءة كل كتاب كوحدة سردية ضمن شجرة رباعية الأضلاع؛ أي أن هناك نسقاً أو هارموني يلحم بين التجارب الحكائية الأربع، ما يجعلها في المجمل كتاباً واحداً لمجاميع قصصية كتبت في أزمنة متباينة".

المساهمون