جاء الرد الإسرائيلي قاسياً على حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تحقيق نجاحات أمنية كبيرة في سيناء، بأن أغلقت معبر طابا الحدودي، وحذّرت مواطنيها من التوجه للسياحة بمصر.
وبعد ساعات من تصريح السيسي حول ضرب (الإرهاب) في سيناء، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، إغلاق معبر طابا الحدودي، وذلك بعد ورود تحذيرات استخباراتية من احتمال وقوع عمليات تفجيرية عند المعبر.
وجاء القرار في الوقت الذي حذرت فيه مرة أخرى، "هيئة مكافحة الإرهاب"، الإسرائيليين من مواصلة التدفّق إلى شبه جزيرة سيناء لقضاء عيد الفصح اليهودي، ومطالبتها لمن في سيناء بالعودة، "بعد تراكم معلومات عن احتمالات قيام جهات، مثل تنظيم (داعش ولاية سيناء)، بتنفيذ عمليات في المنتجعات السياحية في سيناء، واستهداف السياح الإسرائيليين"، وفق ما قالت.
وتشهد شبه جزيرة سيناء وطابا في هذه الفترة من العام، سنوياً، تدفّق آلاف من السياح الإسرائيليين، وآلاف من الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، لتزامنها مع عطلة الربيع المدرسية.
اقــرأ أيضاً
ويتجاهل الإسرائيليون، في حالات كثيرة، التحذيرات الرسمية ويتوجهون لقضاء إجازاتهم في شبه جزيرة سيناء، أو حتى في مدينة طابا الحدودية القريبة من مستوطنة إيلات.
ويعتمد المتابعون للشأن في سيناء على الرواية الإسرائيلية أكثر من المصرية، بالنظر إلى الجهد الاستخباري الذي تمارسه إسرائيل في الأرض المصرية المحاذية لحدودها، والذي تحدثت عنه في أكثر من مناسبة، دون مواربة خصوصاً بعد تولي السيسي زمام الأمور في مصر عقب انقلاب عام 2013.
في المقابل، تُظهر الوقائع كذب الرواية المصرية الرسمية، سواء الصادرة عن المؤسسة العسكرية، أو السياسية، في ظل استمرار الهجمات التي ينفذها تنظيم "ولاية سيناء" في كافة ربوع شمال ووسط سيناء، وتوسع دائرة استهدافاته ونوعيتها.
وقال شيخ قبلي، لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس السيسي تجاهل حين حديثه عن نجاحات أمنية في سيناء إحصاءات القتلى في صفوف قواته خلال الأشهر الماضية، ما نراه أن تنظيم ولاية سيناء يوسّع قوته ومساحة سيطرته على حساب قوات الجيش والشرطة".
وأوضح أن "الجيش المصري يعرف الحقيقة الموجعة، والتي مفادها أن غالبية خططه العسكرية فشلت في تحقيق انتصار حقيقي في سيناء منذ بدء الحرب على الإرهاب قبل 4 سنوات تقريباً، إلا أن السيسي يصرّ على تجميل الصورة، وإظهار أن نظامه مسيطر على سيناء، وهذا ما ينفيه الواقع".
ويتساءل الشيخ القبلي عن استمرار فرض قانون الطوارئ في سيناء، والتعامل الأمني الخشن مع المواطنين، والتشديدات العسكرية في أرجاء سيناء، لطالما أن هناك إنجازات أمنية كبيرة، وأنه تم محاصرة "الإرهاب" في سيناء.
وهذا ما أكده رئيس اتحاد قبائل سيناء إبراهيم المنيعي، في حوار سابق مع "العربي الجديد" بقوله إن "غالبية بيانات الجيش الصادرة من سيناء مغلوطة، وفيها مبالغات بأعداد القتلى أو المعتقلين، وغالباً ما يكون ضحايا القصف الجوي والمدفعي من المدنيين".
وأضاف: "إذا جمعنا ما قال الجيش إنه قتلهم خلال عملياته، فسنجد أنهم أكبر من عدد المسلحين الحقيقي بمئات المرات!". ورأى أن العريش لم تعد منطقة آمنة كما كان الحال في السنوات الماضية، بل أصبحت جزءاً من خارطة التمدد لتنظيم "ولاية سيناء"، وأن النزوح منها سيتصاعد خلال الأشهر المقبلة إذا بقيت الحالة الأمنية على ما هي عليه حالياً.
وكشف أن "هناك مناطق واسعة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، لم يدخلها الجيش المصري منذ عام على الأقل، نظراً للسيطرة الفعلية الكاملة لمجموعات تنظيم ولاية سيناء، وعدم رغبته في الدخول بمواجهة معه ستؤدي حتماً إلى خسائر فادحة في صفوف قواته".
وبحسب منظمة سيناء لحقوق الإنسان في تقرير الأخير، فإن الشهر المنصرم شهد نشاطاً ملحوظاً في عمليات ما يُعرف بـ"تنظيم ولاية سيناء"، إذ تم رصد قيامهم بنشر مفارز وكمائن تفتيش في بعض طرقات الشيخ زويد ورفح وأجزاء من مناطق وسط سيناء.
ورأى متابعٌ للشأن الإسرائيلي في حديث، لـ"العربي الجديد"، أن إسرائيل غير معنية في إظهار ضعف السيسي في السيطرة الأمنية بسيناء، إلا أن حقيقة تدهور الوضع الأمني في سيناء أجبرتها على تحذير مواطنيها من السفر لسيناء، واتخاذ القرار المفاجئ بإغلاق معبر طابا.
وأوضح أن القوة الاستخبارية الإسرائيلية المشهود لها إقليمياً تؤكد أن الإنذارات ليست من باب العبث، أو التهويل الإعلامي، إنما المعلومات التي بُنيت عليها التحذيرات دقيقة وموثقة، بالنظر إلى أن إسرائيل تتجسس جواً على التحركات بسيناء، وكذلك على أدوات التواصل المعمول بها.
وأشار إلى أن لإسرائيل إنجازاً في جانب التحذيرات في الملف الأمني المصري، إذ سبقت عدة هجمات وقعت بسيناء خلال العقد الماضي، تحذيرات تشابه التي انتشرت حديثا، مما يعني أن الساحة أمام سيناريو هجوم جديد يشنه تنظيم "ولاية سيناء" ضد السياح الإسرائيليين، أو ضرب التجمعات السياحية، الأمر الذي من شأنه أن يهز النظام المصري سياسياً واقتصادياً وأمنياً في ضربة واحدة.
وتعيش محافظة شمال سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة، ازدادت سوءاً في مدينة العريش عاصمة المحافظة خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم نصب قوات الأمن لعشرات الحواجز الثابتة والمتحركة في المدينة.
اقــرأ أيضاً
وبعد ساعات من تصريح السيسي حول ضرب (الإرهاب) في سيناء، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، إغلاق معبر طابا الحدودي، وذلك بعد ورود تحذيرات استخباراتية من احتمال وقوع عمليات تفجيرية عند المعبر.
وجاء القرار في الوقت الذي حذرت فيه مرة أخرى، "هيئة مكافحة الإرهاب"، الإسرائيليين من مواصلة التدفّق إلى شبه جزيرة سيناء لقضاء عيد الفصح اليهودي، ومطالبتها لمن في سيناء بالعودة، "بعد تراكم معلومات عن احتمالات قيام جهات، مثل تنظيم (داعش ولاية سيناء)، بتنفيذ عمليات في المنتجعات السياحية في سيناء، واستهداف السياح الإسرائيليين"، وفق ما قالت.
وتشهد شبه جزيرة سيناء وطابا في هذه الفترة من العام، سنوياً، تدفّق آلاف من السياح الإسرائيليين، وآلاف من الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، لتزامنها مع عطلة الربيع المدرسية.
ويتجاهل الإسرائيليون، في حالات كثيرة، التحذيرات الرسمية ويتوجهون لقضاء إجازاتهم في شبه جزيرة سيناء، أو حتى في مدينة طابا الحدودية القريبة من مستوطنة إيلات.
ويعتمد المتابعون للشأن في سيناء على الرواية الإسرائيلية أكثر من المصرية، بالنظر إلى الجهد الاستخباري الذي تمارسه إسرائيل في الأرض المصرية المحاذية لحدودها، والذي تحدثت عنه في أكثر من مناسبة، دون مواربة خصوصاً بعد تولي السيسي زمام الأمور في مصر عقب انقلاب عام 2013.
وقال شيخ قبلي، لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس السيسي تجاهل حين حديثه عن نجاحات أمنية في سيناء إحصاءات القتلى في صفوف قواته خلال الأشهر الماضية، ما نراه أن تنظيم ولاية سيناء يوسّع قوته ومساحة سيطرته على حساب قوات الجيش والشرطة".
وأوضح أن "الجيش المصري يعرف الحقيقة الموجعة، والتي مفادها أن غالبية خططه العسكرية فشلت في تحقيق انتصار حقيقي في سيناء منذ بدء الحرب على الإرهاب قبل 4 سنوات تقريباً، إلا أن السيسي يصرّ على تجميل الصورة، وإظهار أن نظامه مسيطر على سيناء، وهذا ما ينفيه الواقع".
ويتساءل الشيخ القبلي عن استمرار فرض قانون الطوارئ في سيناء، والتعامل الأمني الخشن مع المواطنين، والتشديدات العسكرية في أرجاء سيناء، لطالما أن هناك إنجازات أمنية كبيرة، وأنه تم محاصرة "الإرهاب" في سيناء.
وهذا ما أكده رئيس اتحاد قبائل سيناء إبراهيم المنيعي، في حوار سابق مع "العربي الجديد" بقوله إن "غالبية بيانات الجيش الصادرة من سيناء مغلوطة، وفيها مبالغات بأعداد القتلى أو المعتقلين، وغالباً ما يكون ضحايا القصف الجوي والمدفعي من المدنيين".
وأضاف: "إذا جمعنا ما قال الجيش إنه قتلهم خلال عملياته، فسنجد أنهم أكبر من عدد المسلحين الحقيقي بمئات المرات!". ورأى أن العريش لم تعد منطقة آمنة كما كان الحال في السنوات الماضية، بل أصبحت جزءاً من خارطة التمدد لتنظيم "ولاية سيناء"، وأن النزوح منها سيتصاعد خلال الأشهر المقبلة إذا بقيت الحالة الأمنية على ما هي عليه حالياً.
وكشف أن "هناك مناطق واسعة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، لم يدخلها الجيش المصري منذ عام على الأقل، نظراً للسيطرة الفعلية الكاملة لمجموعات تنظيم ولاية سيناء، وعدم رغبته في الدخول بمواجهة معه ستؤدي حتماً إلى خسائر فادحة في صفوف قواته".
وبحسب منظمة سيناء لحقوق الإنسان في تقرير الأخير، فإن الشهر المنصرم شهد نشاطاً ملحوظاً في عمليات ما يُعرف بـ"تنظيم ولاية سيناء"، إذ تم رصد قيامهم بنشر مفارز وكمائن تفتيش في بعض طرقات الشيخ زويد ورفح وأجزاء من مناطق وسط سيناء.
ورأى متابعٌ للشأن الإسرائيلي في حديث، لـ"العربي الجديد"، أن إسرائيل غير معنية في إظهار ضعف السيسي في السيطرة الأمنية بسيناء، إلا أن حقيقة تدهور الوضع الأمني في سيناء أجبرتها على تحذير مواطنيها من السفر لسيناء، واتخاذ القرار المفاجئ بإغلاق معبر طابا.
وأوضح أن القوة الاستخبارية الإسرائيلية المشهود لها إقليمياً تؤكد أن الإنذارات ليست من باب العبث، أو التهويل الإعلامي، إنما المعلومات التي بُنيت عليها التحذيرات دقيقة وموثقة، بالنظر إلى أن إسرائيل تتجسس جواً على التحركات بسيناء، وكذلك على أدوات التواصل المعمول بها.
وأشار إلى أن لإسرائيل إنجازاً في جانب التحذيرات في الملف الأمني المصري، إذ سبقت عدة هجمات وقعت بسيناء خلال العقد الماضي، تحذيرات تشابه التي انتشرت حديثا، مما يعني أن الساحة أمام سيناريو هجوم جديد يشنه تنظيم "ولاية سيناء" ضد السياح الإسرائيليين، أو ضرب التجمعات السياحية، الأمر الذي من شأنه أن يهز النظام المصري سياسياً واقتصادياً وأمنياً في ضربة واحدة.
وتعيش محافظة شمال سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة، ازدادت سوءاً في مدينة العريش عاصمة المحافظة خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم نصب قوات الأمن لعشرات الحواجز الثابتة والمتحركة في المدينة.