استمع إلى الملخص
- أشار إلى السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الولايات المتحدة، حيث يتم الموافقة على الطلبات الأميركية عند الإمكان ورفضها عند الضرورة، مع التركيز على تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
- شهدت المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله تقدمًا ملحوظًا، حيث يسعى المبعوث الأميركي هوكشتاين إلى صياغة مسودة اتفاق تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني وهدنة لمدة 60 يومًا.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء جمعه، اليوم الخميس، مع الموفدين الأميركيين بريت ماكغورك وعاموس هوكشتاين، إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل، ليعود لاحقاً ويؤكد في حفل تخريج ضباط إسرائيليين مساء اليوم، أنه لن يحدد موعداً لنهاية الحرب، وسعيه للقضاء على ما سماه "قدرات حركة حماس السلطوية".
وأضاف نتنياهو في حفل التخريج: "حرب النهضة دخلت عامها الثاني. أنا لا أحدد موعداً لنهاية الحرب، ولكنني أضع أهدافاً واضحة لتحقيق النصر في الحرب. نحن عازمون على استكمال القضاء على قدرات حماس السلطوية، وإعادة جميع مختطفينا (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، وإحباط أي تهديد مستقبلي لإسرائيل من غزة، وإعادة سكان الجنوب والشمال إلى منازلهم".
وحول السياسة التي تتبعها إسرائيل أمام الولايات المتحدة، أشار نتنياهو إلى أنه يقول نعم عندما يكون ذلك ممكناً (رداً على طلبات أميركية)، فيما يقول لا عندما يستدعي الأمر ذلك، وأوضح: "في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، قلت إننا سنغيّر وجه الشرق الأوسط. وبعد عام من ذلك، في سبتمبر (أيلول)، قلت إننا نغير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط وما زلنا في عين العاصفة. أنا لا أستخف بأعدائنا وسنواصل إدارة الحرب بعزم وفقاً وبناءً على اعتبارات معيّنة". وأضاف نتنياهو: "في بداية الحرب، واجهنا ضغوطاً هائلة من الخارج والداخل، وما حدّد خطواتنا هو الاعتبارات الأمنية لدولة إسرائيل. إنني أقدّر دعم الولايات المتحدة، عندما يكون ذلك ممكناً أقول نعم، وعندما يتطلب الأمر أقول لا".
وعن انجازات الحرب قال: "نحن نفكك محور الشر. لن تسيطر حماس على غزة بعد الآن، ولن يجلس حزب الله على حدودنا الشمالية. أمّا بخصوص التسوية في لبنان، فإن احترام الاتفاقيات محفوظ، لكنها ليست الأساس، بل القدرة على فرض الأمن وإحباط الهجمات"، وأضاف حول إيران: "لقد هاجمنا الخاصرة الرخوة. ولا يمكن للخطاب الإيراني أن يخفي حقيقة بسيطة، وهي أن إسرائيل تتمتع بحرية عمل أكبر في إيران من أي وقت مضى، ويمكننا الوصول إلى أي مكان فيها".
وكان نتنياهو قد التقى في وقت سابق اليوم مع هوكشتاين وماكغورك، اللذين يزوران الدولة العبرية، سعياً لوضع حد للحرب في قطاع غزة ولبنان، وأكد أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل، وذلك بحسب بيان أصدره مكتب نتنياهو أعقاب الاجتماع، نقل فيه عن رئيس حكومة الاحتلال قوله للموفدين الأميركيين إن "المسألة الرئيسية هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان".
كما اجتمع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت مع الموفدين الأميركيين بشكل منفصل، وقال في بيان إن اجتماعه معهما ركز على "الترتيبات الأمنية في ما يتعلق بالساحة الشمالية ولبنان والجهود المبذولة لضمان عودة 101 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة".
وكان موقع والاه العبري، الخميس، استبق وصول المبعوثين الأميركيين بالكشف أن المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تقدّمت بشكل ملحوظ خلال الساعات الـ24 الماضية، لكن إدارة الرئيس جو بايدن لم تتوصل إلى اتفاق نهائي مع لبنان وإسرائيل بشأن نص الاتفاق.
وقال مسؤول أميركي كبير، لم يسمّه الموقع، إن زيارة هوكشتاين إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الأسبوع الماضي، في محاولة للتوسّط بين الطرفين، أسفرت عن تقدّم نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة في ما يتعلق باستعداد حزب الله للتوقيع على اتفاق منفصل مع إسرائيل، بمعزل عن الوضع في قطاع غزة. وأوضح المسؤول الأميركي أنه منذ عودة هوكشتاين من بيروت أحرزت المفاوضات تقدماً أكبر، وتم تمرير مسودات ذهاباً وإياباً مع إسرائيل ولبنان. وأضاف: "ما زلنا نتفاوض، ولكن تم إحراز تقدّم كافٍ خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو ما يبرر قرار الرئيس بايدن إرسال هوكشتاين إلى إسرائيل".
وكانت وسائل إعلام عبرية قالت، أمس الأربعاء، إن هوكشتاين يعمل على صياغة مسودة اتفاق بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي يقضي بانسحاب جيش الاحتلال من الجنوب اللبناني، وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن "هوكشتاين يعكف على صياغة مسودة اتفاق بين إسرائيل ولبنان، تقضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال أسبوع، شريطة استئناف العمليات العسكرية في حال جرى خرق الاتفاق". ويدعو المقترح كلاً من لبنان وإسرائيل إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، مع تنفيذ هدنة تستمر لمدة 60 يوماً، على أن تبدأ القوات اللبنانية في الانتشار بالجنوب وقت انسحاب القوات الإسرائيلية منه.