إسرائيل تخشى سقوط صديقها هاربر في الانتخابات الكندية اليوم

19 أكتوبر 2015
هاربر حليف وثيق لإسرائيل (أوديد باليلتي/Getty)
+ الخط -
مثلت التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الكندية ستيفان هاربر، والتي دافع فيها عن نمط العلاقات الخاص الذي تطور بين كندا وإسرائيل في عهده، مناسبة لكي لا تحتفي النخب الإسرائيلية فقط بهذه التصريحات، بل ولتبدي أيضاً قلقاً عميقاً في أعقاب استطلاعات الرأي العام التي تؤكد تراجع شعبية حزبه في الانتخابات العامة التي تنظم اليوم، وتشير في حال تحققت إلى انتقاله لصفوف المعارضة.


 اقرأ أيضاً: روبرت فيسك: قرار كندا حول تجريم مقاطعة إسرائيل مضحك 

وعلى الرغم من أن هاربر تجنب الإشارة بوضوح إلى السبب الرئيس الذي يدفعه للتماهي مع المواقف الإسرائيلية وللتحمس على نحو غير مسبوق لدعم سياسات حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب تجاه الفلسطينيين والعرب، فإن بعض محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أكدت أن هاربر يرى في إسرائيل رأس الحربة في مواجهة الإسلام "المتطرف". 

وعدّت نخب إسرائيلية مواقف هاربر بأنها تعكس أحد نجاحات الإستراتيجية الدعائية التي تنتهجها إسرائيل في الغرب. ففي الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول، عدد هاربر خلال اجتماع انتخابي، الأسباب التي تدفعه لتبني المواقف الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتحمسه الشخصي للدفاع عن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو. وقال إن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي ترتبط بتحالف قوي مع الغرب، وتمثل ذخراً استراتيجياً في مواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدف الأمن القومي الكندي، ويكون مصدرها الشرق الأوسط". 

وهاجم هاربر، المعروف بعلاقاته الشخصية الوثيقة مع نتنياهو وقادة اليمين في تل أبيب، الأصوات داخل الحلبة الحزبية الكندية التي تطالب بمحاسبة إسرائيل على سياساتها السلبية تجاه الفلسطينيين، قائلاً:  لن أجعل من إسرائيل هدفاً لهجومي، لأنها حليفة وفية وتمثل الديموقراطية الوحيدة في تلك المنطقة. إنها لا تواجه فقط التهديدات التي تستهدفها، بل تعمل على إحباط التهديدات التي تستهدف الغرب أيضاً".

 ودافع المسؤول الكندي عن المسوغات العنصرية التي ترفعها حكومة نتنياهو لتبرير رفضها الوفاء بمتطلبات التسوية السياسية للصراع مع السلطة الفلسطينية، قائلاً "نحن نقر بحق إسرائيل الطبيعي في الحفاظ على طابعها اليهودي وبحقها في الدفاع عن نفسها".

لكن ما تجنب هاربر الإشارة إليه بوضوح، شدد عليه "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يديره وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد؛ ففسر استنفار هاربر للدفاع عن إسرائيل بإيمانه "العميق" بأنها "الحصن الذي يحمي الغرب من التحولات التي أسفر عنها الربيع العربي وصعود خطر الإسلاميين". وفي تقدير موقف نشره موقعه بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول الماضي، نوه المركز إلى أن هاربر يدرك أن الإسلاميين لن يكتفوا بالقضاء على إسرائيل "بل يتطلعون إلى سيادة الإسلام على أوروبا وأميركا الشمالية". 

وبحسب العقيد المتقاعد، وضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق يوحنان هليفي، الذي أعد تقدير الموقف، فإن هاربر يعي أن الإسلاميين معنيون "بنشر الإسلام وأن هذه المهمة تعد فريضة شرعية من الطراز الأول، وأن هذا سيكون بالضرورة على حساب الغرب وثقافته". ورأى هليفي، الذي يقيم في العاصمة الكندية، أوتاوا، أن هاربر يؤمن بخط الدعاية الإسرائيلي القائل إن إسرائيل "تمثل في نظر الإسلاميين مجرد محطة في طريقهم نحو القضاء على الغرب، الأمر الذي يعني أنه لا يوجد بديل عن الدور الإسرائيلي في مواجهة قوى الإسلام المتطرف".

ونظراً للدور الذي تقوم به كندا تحت قيادة هاربر في دعم إسرائيل في المحافل الدولية، فإن الكثير من الأوساط الإسرائيلية، خصوصاً اليمينية، قد أعربت عن قلقها الشديد في أعقاب استطلاعات الرأي العام التي تتوقع خسارة هاربر الانتخابات قوى أمام اليسار الكندي المعروف بانتقاداته الحادة للسياسات الإسرائيلية. وعلق موقع "عروتش شيفع"، الذي يمثل التيار الديني الصهيوني على نتائج الاستطلاعات في تقرير نشره بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول الماضي، قائلاً إن "عشر سنوات من العسل في العلاقات بين البلدين يمكن أن تنتهي بعد إعلان نتائج الانتخابات". 

وأشار الموقع إلى أن الاستطلاعات تتوقع أن يحصل الحزب "الديمقراطي" الجديد، الذي يمثل اليسار، على غالبية تمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة، وحل الحزب الليبرالي في المكانة الثانية، في حين حل حزب هاربر في المكان الثالث. ونظراً لعمق إدراك الإسرائيليين مدى إسهام هاربر في دعم المصالح الإسرائيلية، فقد تطوع عدد من الإسرائيليين ممن يحملون الجنسية الكندية للعمل في الحملة الانتخابية لهاربر. وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر في 5 سبتمبر/أيلول أن عشرة إسرائيليين توجهوا إلى كندا للانتساب لحملة هاربر والمساعدة على إنجاحه. ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء قوله إن الخدمات الكبيرة التي قدمها هاربر لإسرائيل تفرض على كل إسرائيلي العمل من أجل إنجاحه.

اقرأ أيضاًجنود إسرائيل الغربيون1..تنافس إسرائيلي- داعشي على تجنيد الأميركيين