نقل موقع صحيفة "هارتس"، اليوم الأربعاء، عن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية أن "حزب الله" حصل أخيراً على قدرات تسليحية قادرة على المس بحقول الغاز، التي اكتشفتها إسرائيل خلال الأعوام الخمسة الماضية، وتقوم باستغلال بعضها حاليا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "حزب الله" امتلك منظومة صواريخ قادرة على المس بكل الأهداف التي تقع ضمن المياه الاقتصادية الإسرائيلية وضمنها حقول الغاز، مشيراً إلى أن تهديدات الأمين العام للحزب حسن نصر الله باستهداف حقول الغاز، تستند إلى تمتع الحزب بقدرات عسكرية.
وعلى الرغم من أن الصحيفة تنقل عن مصدر قيادي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله "إن محافل التقدير الاستراتيجي والاستخباري في تل أبيب، لا ترجح أن يسارع حزب الله بتوظيف هذه القدرات في الوقت الحالي في استهداف حقول الغاز، إلا أن تل أبيب حرصت على التزود بالإمكانيات التي يفترض أنها تقلص من خطر منظومة الحزب الصاروخية".
وأضاف "نحن لا نرى أن حزب الله يتجه حالياً إلى القيام بهذه الخطوة المتطرفة، فقط من أجل استفزازنا، حيث إن الطرف الثاني يعي أن المس بحقول الغاز سيتم التعامل معها على أنها إعلان عن حرب لبنان الثالثة".
كما أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي عمد أخيراً إلى إحاطة حقول الغاز بعدد من السفن العسكرية من طراز "ساعر 5" نصبت على ظهرها منظومة الدفاع الجوية "القبة الحديدية"، وذلك بهدف محاولة إسقاط الصواريخ التي قد يطلقها الحزب بهدف استهداف الحقول.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ستقوم بتطوير منظومة الدفاع عن حقول الغاز، من خلال تزويد سلاح البحرية بسفن "ساعر 6"، التي ستكون في الخدمة بحلول العام 2019، مشيرة إلى أن هذه السفن ستكون مزودة بمنظومات مضادة للصواريخ أكثر تطوراً وتخصصاً من منظومة "القبة الحديدية"، إلى جانب تمتعها بميزات أخرى تتحفظ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن الكشف عنها.
من ناحيته، قال قائد سلاح البحرية الإسرائيلي، إيلي شربيط، إن "حزب الله أدرك الطاقة الكامنة في ضرب الأهداف التي تملكها إسرائيل في المياه الإقليمية، وهذا ما دفعه للحرص على بناء منظومة هجومية استراتيجية بكل ما تعني الكلمة، من أجل تمكينه من المس بهذه الأهداف".
وأشارت "هارتس" إلى أن شربيط كتب في مقال نشره العدد الأخير من دورية "بين الأقطاب"، أن "حزب الله" قام "ببناء زورق الصواريخ الأفضل في العالم، المزود بالكثير من الصواريخ، بدرجة لا يمكن لأية قوة معادية أن تقوم بإغراق هذا الزورق". وشدد على أن التهديد الذي يمثله "حزب الله" يدل على أن قدرات أعداء إسرائيل "غير محددة وبإمكانه المس بالمرافق التي تمثل ذخرا استراتيجيا لنا".
من جهته، قال قائد القاعدة البحرية في أسدود، العقيد يوفال أيلون، إن أعداء إسرائيل سيحرصون خلال المواجهات القادمة على توظيف المجال تحت المائي في المس بأهداف إسرائيل الحيوية بشكل جدي. وفي مقال آخر نشرته "بين الأقطاب"، أوضح أيلون أن منظومة الوسائل التي ستستخدمها الأطراف المعادية في المجال التحت مائي كبيرة جدا، لافتاً إلى أنها تشمل استخدام سباحين انتحاريين، وتشغيل قوارب مفخخة، ورجال غطس ذوي خبرات في مجال العمل في المياه العميقة، وضمن ذلك استخدام غواصات صغيرة ومنظومات ألغام بحرية من إنتاج ذاتي.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل افترضت أنه بمجرد أن تم الكشف عن حقول الغاز فإن "فرص تحولها إلى هدف لهجمات الأطراف المعادية باتت كبيرة، لا سيما من قبل حزب الله".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل اهتمت بتصريحات معلقين لبنانيين مقربين من "حزب الله" توقعوا فيها أن يتجه الحزب لضرب حقول الغاز "في حال واصلت إسرائيل سرقة الغاز والنفط اللبناني".
وأوضحت الصحيفة أن المخاطر على حقول الغاز ستتعاظم العام القادم، عندما تبدأ إسرائيل في حفر حقلي الغاز اللذين يقعان في أقصى الشمال وهما "كريش" و"تنين"، مشيرة إلى أن سلاح البحرية الإسرائيلي سيحرص على توفير الحماية لهذين الحقلين. وحسب الصحيفة، فإن قرب الحقلين من لبنان، يزيد من الحاجة إلى توفير منظومة حماية لهما بشكل مناسب.
وذكّرت الصحيفة بأن "حزب الله" شرع منذ العام 2010 في التهديد باستهداف حقول الغاز، لا سيما حقل "تمار"، مشيرة إلى أن نصر الله ونائبه نعيم قاسم، هددا أكثر من مرة باستهداف حقول الغاز التي استولت عليها إسرائيل بوصفها تابعة للبنان.
وأضافت أن الجيش والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية لمست توجهات لدى حركة "حماس" للحصول على قدرات هجومية، تمكنها من استهداف حقول الغاز التي استولت عليها إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله "أحد أهم أهداف حماس في المواجهة القادمة هو المس بحقول الغاز"، مشيرا إلى أن المسافة التي تفصل غزة عن حقول الغاز تبلغ 40 كيلومترا "وهي مسافة بإمكانهم الوصول إليها".