إسبانيا والبرتغال أمل المغرب في احتضان كأس العالم

29 نوفمبر 2018
+ الخط -
استغل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، خلال الزيارة التي قام بها إلى مدينة الرباط لعرض مقترح على المغرب مفاده تقديم ملف ثلاثي إلى جانب البرتغال، قصد الترشح لاستضافة كأس العالم 2030.

وقد أعلن المغرب في وقت سابق نيته الترشح من جديد للمنافسة من أجل تنظيم هذه النسخة من المونديال من دون إعطاء تفاصيل حول ما إذا كان الملف الذي سيقدمه بشكل رسمي سيكون أحاديا أو مشتركا، في وقت بدأ فيه الحديث عن التقدم بملف مغاربي يجمع المغرب بالجزائر وتونس.

أضحت مسألة تنظيم كأس العالم من طرف دولة واحدة صعبةً بعد ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية وأربعين منتخباً بدلاً من اثنين وثلاثين، اللهمَّ إذا كانت هذه الدولة عملاقةً وقادرةً على استقبال هذا العدد من المنتخبات والجماهير المرافقة لها التي ستأتي من جميع أقطار العالم لمساندتهم، زيادة على محبي كرة القدم الذين سيتوافدون من أجل مشاهدة البطولة، مما جعل البلدان الراغبة في احتضان هذه التظاهرة الكروية تطلب ود بلدان مجاورة شريطة أن تتوفر هذه الأخيرة على إمكانات مهمة تجعلها قادرة على احتضان هذه الكأس، وقبل كل هذا كسب أصوات كفيلة بتحديد مستقر الكأس.


تراهن إسبانيا على المغرب في هذا الملف باعتباره عنصر قوة، كونه يمثل قارة كبيرة لها ثقل وبإمكانها ترجيح كفة ملف على حساب ملف آخر، ناهيك عن تحقيقه لتقدم ملموس في مجال البنية التحتية الرياضية خصوصا، وعن الخبرة الكبيرة التي راكمها من خلال تقديم ترشحه لاستضافة المونديال في خمس مناسبات سابقة، وإن كانت جميعها لاقت المصير نفسه أي الإخفاق، بيد أن مجهوداً مقبولاً قد بُذل خاصة من قبل القائمين على الملف السابق لتنظيم كأس العالم 2026 في مواجهة ملف قوي جدا قادته الولايات المتحدة الأميركية.

سيكون الملف الثلاثي المغربي الإسباني البرتغالي ملفاً استثنائياً إذا كُتب له أن يتحول إلى حقيقة، لأنه يضم ثلاثة بلدان يجمعها عامل الجوار ويفرقها عامل الانتماء إلى القارة نفسها، الأمر الذي لم يسبق له أن تحقق من قبل، لا في كأس العالم 2002 التي تشاركت في تنظيمها دولتا اليابان وكوريا الشمالية ولن يتحقق في النسخة ما بعد القادمة سنة 2026 بكل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

ستكون حظوظ المغرب وافرة في استضافة بعض مباريات كأس العالم 2030 إذا قبل تقديم ترشيح مشترك مع إسبانيا والبرتغال بدل ملف مغاربي سيكون أقل جودة من جميع النواحي مقارنة مع الملف الأول. وتشهد الملاعب الموجودة في إسبانيا على الإمكانات الكبيرة التي يتميز بها هذا البلد في مجال البنية التحتية الرياضية، والأمر ذاته ينطبق على البرتغال، فالبلدان معا سبق أن نظما بطولات كبيرة، الشيء الذي يجعلهما مؤهلين لاستضافة كأس العالم، لو قدما ملفا مشتركا، ما يعني أن المغرب سيكون مستفيدا لا محالة من هذا المعطى.

في حين تبدو حظوظ الملف المغاربي ضئيلة جدا نظرا لضعف البنيات التحتية، خصوصا الرياضية منها الموجودة حاليا في هذه البلدان، والحديث هنا يخص بالتحديد الجزائر وتونس، بالإضافة إلى الخلافات التي تطبع هذه المنطقة، إذ يكفي إلقاء نظرة خاطفة على سير عمل اتحاد المغرب العربي لندرك سريعاً حالة الجمود الطاغي في هذه البقعة من الخريطة، وبالتالي كيف يمكن لدولتين جارتين لا تعرفان لطريق الحوار والتواصل سبيلا، أن تقنعا العالم بأنهما قادرتان على تنظيم حدث من هذا الحجم بشكل مشترك.

حَبا الله البلدان الثلاثة التي يُحتمل أن تشكل الملف المشترك الذي سينافس على تنظيم كأس العالم 2030 بمناظر طبيعية وموقع متميز ومناخ معتدل، عوامل جعلت منها محجّاً للسياح من مختلف الجنسيات، وهو معطى سيعزز هذا الملف في انتظار مواجهة منافسة شرسة من قبل ملفات أخرى ستصبو إلى بلوغ المراد نفسه. ولم تُعرف حتى الآن سوى هوية ملف واحد مشترك أيضاً قدمته رسميا الأرجنتين والأوروغواي والبارغواي، بمناسبة مرور مئة سنة على أول نسخة نظمتها الأوروغواي.