إحالة ضابط موالٍ للثورة على التقاعد يُغضب السودانيين

18 فبراير 2020
دعا السودانيون إلى مسيرة مليونية الخميس (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

قرر الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، إحالة ضابط برتبة ملازم أول على التقاعد، ما أثار غضباً واسعاً وسط الثوار في البلاد، الذين هددوا بتنظيم مسيرة مليونية خاصة دعماً للضابط الذي يعد واحداً من أبطال الثورة ضد الرئيس المعزول، عمر البشير.

صباح اليوم، أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بأن القيادة العامة أصدرت، أمس الاثنين، كشوفات تقاعد للمعاش وترقيات حسب ما هو معتاد بداية كل عام جديد، وفقاً للوائح فرع شؤون الضباط وشروط اجتياز حواجز الترقي والاستمرارية في القوات المسلحة. وشملت الكشوفات، وفق الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، رتب الضباط من العقيد حتى الملازم، مشيراً إلى أنه ستتوالى بقية الكشوفات لاحقاً.

وبعد مدة من إصدار البيان، نشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لقائمة الضباط المحالين للتقاعد، بينهم الملازم الأول محمد صديق إبراهيم أحمد، وهو واحد من صغار الضباط، الذي أعلن بعد أيام من اعتصام محيط قيادة الجيش انحيازه للثورة وحماية المعتصمين، وألقى خطبة حماسية في ميدان الاعتصام، طالب فيها كبار الضباط بالانحياز للثورة. وبعد أيام ألقي القبض عليه بغرض تقديمه لمحاكمة عسكرية، قبل أن يطلق سراحه بعد سقوط نظام البشير.

ومباشرة بعد انتشار خبر إحالته للتقاعد، دشنت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة للتضامن مع الملازم أول محمد صديق، وانتشرت ملصقات تدعو إلى تنظيم موكب يوم الخميس المقبل دعماً له، فيما ظهرت مئات المنشورات على "تويتر" و"فيسبوك" تمجد في مواقفه البطولية مع الثورة، وتعيد كلماته التي ألقاها في ساحة الاعتصام.

كتب الدكتور علي الكوباني عبر "فيسبوك": البطل الملازم أول محمد صديق للصالح العام، وهو أحد أبطال الثورة الذي فدى شباب الثورة بنفسه وروحه ومستقبله في أوج بطش النظام السابق، ونقول للعسكر في المجلس السيادي وفي قيادة الجيش: هل كان في واحد فيكم يتجرأ إنو يثور على البشير ونظامه لولا أولئك الشباب الثوار ومن وقف معهم من شباب القوات المسلحة؟".

وقال أحمد سعيد المصيرف: "قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله. إذا فعلا تمت إحالة -البطل -الملازم أول محمد صديق إلى المعاش... فالواجب علينا الخروج ضد قحت وحكومتها لأن وقت الحارة هو الذي قال بشجاعة - مخالف يا سعادتك والرهيفة التنقد - قالها ويعلم تماما أنه ممكن يتم اغتياله في وقتها".

وأضاف المصيرف: "في رأيي أن وجود حل لأزمة الأخلاق أولى من الأكل والبنزين، علينا في أضعف الإيمان أن نرد لهذا البطل قليلا من الدين الذي تركه علينا، وأمامنا خياران لا ثالث لهما... أولا: أن نخرج كلنا في مسيرة هدفها إرجاع هذا البطل إلى عمله مع التحفيز المادي له ولأمثاله الذين وقفوا مع الثورة وهم كثر. ثانيا: أن نكرمه ومن معه تكريما يليق بمواقفه الشجاعة لكي نؤكد للجميع أننا لن نخون ولن نترك حامي القيادة".

وغرّد حمدي صلاح الدين: "إن صحت إحالة البطل الملازم محمد صديق للمعاش فهذا اعتبره (انتكاسة للثورة) أتفهم حججا مثل (مخالفة التعليمات) و(التحرك من دون أمر تحرك) وانعكاسات ذلك على جو الانضباط العام. لكن التي تسود الآن هي حكومة الثورة وفعلها يجب أن يوازي تضحيات من عرضوا حياتهم لخطر كبير حال لم ينقلب النظام".