إبداعات الشباب الفلسطيني الثائر

30 ابريل 2018
+ الخط -
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، هذا قول الله عزوجل في كتابه العزيز. والحاجة أم الاختراع، هكذا تقول سنن الحياة، فالرغبة في التخلص من نير الاحتلال والظلم واستراد الحقوق تدفع المظلوم للتفكير في إيجاد أدوات ترد كيد الظالمين وتخلص الحقوق من أيديهم، وفي التاريخ شواهد جمة، أقوال وأفعال شاهدة على إبداعات الشعوب المظلومة التي ناضلت حتى أتاها التحرير.
تاريخ الشعب الفلسطيني حافلٌ بالأدوات التي يستخدمها تجاه الاحتلال، فمهما كانت بسيطة إلا أنها مؤلمة، وتعتبر مسيرة العودة أحدث وسيلة نضالية يخوضها الشعب من أجل العودة إلى القرى التي هُجّر منها عام 1948. وهي إبداعٌ رئيسي خرجت من رحمها إبداعات مارسها الشباب الثائر منذ 30 مارس/ آذار الماضي، ولا زالت رحم الأفكار تلد الجديد، ومنها:
أولا: الإعلام الجديد، فـ"الإعلام نصف العركة". وعلى هذه القاعدة، سارع نشطاء كثيرون إلى بث أخبار مسيرة العودة وأحداثها بشكلٍ مباشرٍ من أرض الميدان، ليرى العالم كيف أن الاحتلال يقتل المتظاهرين المدنيين بلا رحمة.
ثانيا: وحدة الكوشوك، شكلها الشباب الثائر لجمع إطارات وسائل النقل وحرقها على الحدود أمام الجنود الصهاينة للتعمية عليهم، كي لا يطلقوا النار على المتظاهرين، حيث تمّ جمع أكثر من خمسة عشر ألف إطار تم حرقهم في الجمعة الثانية، وهذه الخطوة أربكت الاحتلال إلى درجة أنّ دولة الاحتلال ناشدت المنظمات المهتمة بالبيئة لمنع هذه الخطوة خوفاً على البيئة.
ثالثا: وحدة قص السلك، إذ تقوم فكرة هذه الوحدة على قص السلك بأدوات حادة، ثم يتم سحبه إلى جهة المتظاهرين، ما يحدث ثغرة عند الجنود، وتشارك في الخطوة عربات زراعية يتم ربط طرف السلك بطرف العربة ثم تسير العربة بسرعة باتجاه المتظاهرين لتحدث خللا في نظام الحماية عند الجنود.
رابعا: إشعال الطائرات الورقية، وتقوم هذه الفكرة على إشعال ذيل الطائرة الورقية بفتيل مبلل بالكاز وفصله عن باقي أجزاء الطائرة من خلال سلك قصير كي يكون عازلا للنيران من الانتقال إلى باقي أجزاء الطائرة، ثم يتم إطلاق الطائرة في الهواء مسافةٍ كبيرةٍ داخل حدود فلسطين المحتلة عام 1948، فتقع الطائرة على الأحراش والمزارع، فتحرق المزروعات وتتلفها.
خامسا: طائرات ورقية محملة بأوراق مكتوب عليها باللغة العبرية ما مفادها "أيها الصهاينة لا مكان لكم في بلادنا".
سادسا: المقلاع، ويتم به رشق الحجارة على الجنود المتمركزين على نقاط مختلفة على الحدود.
سابعا: استخدام عربة جر الحمار أداة لقذف القنابل على الاحتلال مثل المنجنيق.
وفي غمرة انشغال الجماهير بالتفاعل مع معطيات الميدان، كانت أفكارهم حاضرة، مثل تنظيم معرض صور خاص بالأسرى في مخيمات العودة، والذي يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ومثل ارتداء كثيرين من كبار السن، الملابس التراثية الفلسطينية، فكل أهل قرية لبسوا الزي الخاص بهم، إضافة إلى الدبكة الشعبية التي كانت حاضرة، وبقوة، من خلال فرق دبكة على إيقاع الأغاني الشعبية التراثية في فترة المساء. وهناك أيضا، سلسلة قراءة بشرية، إذ انتشرت مجموعات شبابية على طول الحدود، وكل عضو معه كتاب يقرأ، وآخر يشرح، وآخر يحكي فكرة الكتاب. وأيضا، تنظيم محاضرات تعليمية لطلبة جامعيين للتأكيد على تفاعلهم مع فكرة مسيرة العودة، وتنظيم دوري رياضي، حيث المساحة كبيرة جدا وتتسع لجماهير غزة التي تحب الرياضة، وأمسيات شعرية حيث الشعراء يصدحون بقصائدهم الوطنية الرنانة.
هذه بعض إبداعات الشباب الثائر ولا زالت الأيام حبلى بمزيد من المفاجآت.
3C21A7CA-1A58-492C-88A4-25F861318670
3C21A7CA-1A58-492C-88A4-25F861318670
مصطفى أبو السعود (فلسطين)
مصطفى أبو السعود (فلسطين)