22 أكتوبر 2017
أيها الساسة الفلسطينيون
مصطفى مطر (فلسطين)
يترقّب الفلسطيني المستنفذ في قطاع غزة انفراجة، الكلمة التي أصبحت حقنة مخدّر فارغة المحتوى، ويحملها المختلفون على الوهم لشعبٍ أقعدته معاناته، وأعيته الحيلة في وقتٍ بات عادِمًا الوسيلة فيه، فلا الفصائل الكُبرى تشعر بمعاناته، وإن كان بعض عناصرها يعيشُها، لكنّهم عناصر يبرّرونها بحُكم ما تُوجبه عليهم شرائط الولاء والطاعة، أو مبادئ النضال الوطني. وفي الحالتين، كلامٌ فارغ المضمون، وسقوطٌ مدوٍّ للمسؤولين جميعًا عند أوّل اختبار حقيقيّ على طاولة المسؤولية الوطنية.
الإنشائيون فاشلون سياسيّا، لا يجيدون غير فنّ الخطابة، وتراهم يُدمنون الحديث وقتًا طويلًا أمام الشاشات، لعدم مقدرتهم تكثيف كلامهم سياسيًّا بقرارات واضحة، أو نتائج عملية، ذلك لأنّهم اعتادوا تخدير الشّعب بمصطلحاتٍ رنّانة، باتت لا تنطلي على الصغير منهم قبل الكبير، في ظلّ واقع معيشي مأساوي تعيشه غزة منذ قرابة 11 عاما.
قدر الشّعب الفلسطيني أن يحاسب على فاتورةٍ لم يطلب صنفًا مما ورد فيها، فبين متمسّح بالوطنيّة وآخر لا سلاح في يده سوى شرف المقاومة بين هذين، نجد شعبًا لا تتوفّر لديه أبسط مقوّمات الحياة، فالأول يرى أنّ الثاني خرج عن طوعه، والثاني يرى أنّ "ثباته 11 عاما" هو لحماية ظهر المقاومة، ثم يخرج أحد السذّج من المحسوبين عليه بالقول إنّنا جاهزون لخوض 11 عامًا جديدة من الصّمود، أمرٌ طبيعي طالما أنّه يعيش مرتاحًا، والكهرباء حاضرة في بيته، فالنّاس في شرع هذا وذاك ما هم إلا طاولة مقامرة والساسة حفنة من تجّار يراهنون على ما لا يملكون، فمتى تشعرون بالشّعب، فعلًا لا خطابات.
لماذا لا يبادر المسؤولون في حركة فتح للمصالحة التي تعطّل قطارُها منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، وفي كلّ مرة يخرج الوفدان لإطلاق العبارات الرنّانة التي تبعث آمالًا فارغة المضمون والأثر، لشعبٍ أنهكته ظروفه المأساوية التي يعيش المسؤولون خارج إطارها، إلا من رحم ربّي من القلّة الذين لا أثر لهم، ولا تأثير سوى بالنّزر اليسير.
ولماذا أصبح الخطاب الفلسطينيّ هشَّ المضمون، يبعث على التّحفيز اللّفظي فقط، فإن كان من انفراجة فهي بعباراتٍ منمّقة، تؤسّس لشهور أو سنوات جديدة من المعاناة، إنّ الخطاب السياسي الفلسطينيّ ليس أكثرَ من نصّ نثري، مشوّه البداية والنّهاية، كونه يفتقر إلى الصراحة والصّدقية في الطّرح والتّعبير، فهل يفهم المسؤول الخطابي اليوم أنّ حديثه المُطوّل لم يعد مقنعًا في ظلّ غياب النقاط العملية لحلم التغيير.
خاضت حركة حماس لعبة الدّيمقراطية، وفي المقابل لم تتقبّل فتح تلك النتائج، فكان ما كان بالفترة ما بين عامي 2005-2006 ثم ماذا حدث؟ الشّعب هو الذي حاسَب على الفاتورة، أما القيادتان، فأصبحتا على موعد سنوي لتَكرار رحلة استجمام وسياحة تنقّلوا خلالها إلى دُول عدّة، أبرزها مصر من أجل "تحقيق المصالحة"، تلك التي أصبحت حُلمَ إبليس في الجنّة كما يرى كثيرون.
منذ بدء الحصار الإسرائيلي على غزة، تسبّب برفع عدد العاطلين عن العمل إلى ما يزيد عن 220 ألفًا، كما أنّ نسبة الفقر في الأسرة الفلسطينية تجاوزت اليوم حاجز 70%، وبحسب إحصائية لنقابة عمّال فلسطين، وصلت نسبة البطالة العامة 60% وربما تخطّت في 2017 هذا الرّقم إلى ما هو أبعد.
على الفاعل السّياسي أن يصدّر إلى الواجهة متحدّثين عقلانيين، يخفّفون مواجع النّاس، يبثّون في قلوبهم الأمل، أن نبتعد قليلًا عن المجازية الفضائية الخيالية التي لا يقتنع فيها أطفال غزة اليوم، اخرجوا واعترفوا أمام الشّعب أنّكم لستم مسؤولين عن قراركم، اعترفوا لهم أنّ المبادئ يمكن لها أن تتغير بتغيّر المصالح، اعترفوا لهم أنّكم قامرتُم بمصيرهم في لعبةٍ فاشلةٍ، ولا فشل أكبر منها إلا إصراركم على العناد، صارحوا الشّعب بما يحدث، ولا تُجمّلوا له واقعًا مظلمًا تعلّموا الصّدق ولو مرةً واحدة، واشعروا بشعبٍ ما زال يعاني الأمرّين.
الإنشائيون فاشلون سياسيّا، لا يجيدون غير فنّ الخطابة، وتراهم يُدمنون الحديث وقتًا طويلًا أمام الشاشات، لعدم مقدرتهم تكثيف كلامهم سياسيًّا بقرارات واضحة، أو نتائج عملية، ذلك لأنّهم اعتادوا تخدير الشّعب بمصطلحاتٍ رنّانة، باتت لا تنطلي على الصغير منهم قبل الكبير، في ظلّ واقع معيشي مأساوي تعيشه غزة منذ قرابة 11 عاما.
قدر الشّعب الفلسطيني أن يحاسب على فاتورةٍ لم يطلب صنفًا مما ورد فيها، فبين متمسّح بالوطنيّة وآخر لا سلاح في يده سوى شرف المقاومة بين هذين، نجد شعبًا لا تتوفّر لديه أبسط مقوّمات الحياة، فالأول يرى أنّ الثاني خرج عن طوعه، والثاني يرى أنّ "ثباته 11 عاما" هو لحماية ظهر المقاومة، ثم يخرج أحد السذّج من المحسوبين عليه بالقول إنّنا جاهزون لخوض 11 عامًا جديدة من الصّمود، أمرٌ طبيعي طالما أنّه يعيش مرتاحًا، والكهرباء حاضرة في بيته، فالنّاس في شرع هذا وذاك ما هم إلا طاولة مقامرة والساسة حفنة من تجّار يراهنون على ما لا يملكون، فمتى تشعرون بالشّعب، فعلًا لا خطابات.
لماذا لا يبادر المسؤولون في حركة فتح للمصالحة التي تعطّل قطارُها منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، وفي كلّ مرة يخرج الوفدان لإطلاق العبارات الرنّانة التي تبعث آمالًا فارغة المضمون والأثر، لشعبٍ أنهكته ظروفه المأساوية التي يعيش المسؤولون خارج إطارها، إلا من رحم ربّي من القلّة الذين لا أثر لهم، ولا تأثير سوى بالنّزر اليسير.
ولماذا أصبح الخطاب الفلسطينيّ هشَّ المضمون، يبعث على التّحفيز اللّفظي فقط، فإن كان من انفراجة فهي بعباراتٍ منمّقة، تؤسّس لشهور أو سنوات جديدة من المعاناة، إنّ الخطاب السياسي الفلسطينيّ ليس أكثرَ من نصّ نثري، مشوّه البداية والنّهاية، كونه يفتقر إلى الصراحة والصّدقية في الطّرح والتّعبير، فهل يفهم المسؤول الخطابي اليوم أنّ حديثه المُطوّل لم يعد مقنعًا في ظلّ غياب النقاط العملية لحلم التغيير.
خاضت حركة حماس لعبة الدّيمقراطية، وفي المقابل لم تتقبّل فتح تلك النتائج، فكان ما كان بالفترة ما بين عامي 2005-2006 ثم ماذا حدث؟ الشّعب هو الذي حاسَب على الفاتورة، أما القيادتان، فأصبحتا على موعد سنوي لتَكرار رحلة استجمام وسياحة تنقّلوا خلالها إلى دُول عدّة، أبرزها مصر من أجل "تحقيق المصالحة"، تلك التي أصبحت حُلمَ إبليس في الجنّة كما يرى كثيرون.
منذ بدء الحصار الإسرائيلي على غزة، تسبّب برفع عدد العاطلين عن العمل إلى ما يزيد عن 220 ألفًا، كما أنّ نسبة الفقر في الأسرة الفلسطينية تجاوزت اليوم حاجز 70%، وبحسب إحصائية لنقابة عمّال فلسطين، وصلت نسبة البطالة العامة 60% وربما تخطّت في 2017 هذا الرّقم إلى ما هو أبعد.
على الفاعل السّياسي أن يصدّر إلى الواجهة متحدّثين عقلانيين، يخفّفون مواجع النّاس، يبثّون في قلوبهم الأمل، أن نبتعد قليلًا عن المجازية الفضائية الخيالية التي لا يقتنع فيها أطفال غزة اليوم، اخرجوا واعترفوا أمام الشّعب أنّكم لستم مسؤولين عن قراركم، اعترفوا لهم أنّ المبادئ يمكن لها أن تتغير بتغيّر المصالح، اعترفوا لهم أنّكم قامرتُم بمصيرهم في لعبةٍ فاشلةٍ، ولا فشل أكبر منها إلا إصراركم على العناد، صارحوا الشّعب بما يحدث، ولا تُجمّلوا له واقعًا مظلمًا تعلّموا الصّدق ولو مرةً واحدة، واشعروا بشعبٍ ما زال يعاني الأمرّين.
مقالات أخرى
27 يوليو 2017
02 يوليو 2017
24 يونيو 2017