أول حديقة حيوانات تربوية في فلسطين

الأناضول

avata
الأناضول

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
30 مارس 2015
B506917E-D4C6-41C1-9CD0-A990386D067D
+ الخط -


عشق الحياة البرية فكرّس حياته لها، ليقضي جلّ وقته متنقلاً بين جبال وسهول وأودية الضفة الغربية، راصداً طيورها وحيواناتها، وناشراً في نفوس الصغار رسالة محبة للحياة البرية.

إنه الفلسطيني عماد الأطرش، 56 عاماً، والذي دفعه عشقه للحياة البرية إلى تأسيس جمعية الحياة البرية عام 1999، ثم بناء حديقة حيوان تربوية في أكتوبر/تشرين الأول 2014، سماها "كنوز الحياة البرية التربوية"، وهي الأولى من نوعها في فلسطين، ويسعى من خلالها إلى خلق ودّ بين الأطفال والحيوانات، ووضع استراتيجيات خاصة بحقوق الحيوان والرفق به.

وفي محاولة لإيصال رسالته، يمسك الأطرش بيده أفعى، بينما يشرح لطلبة مدرسة بني نعيم، قرب مدينة الخليل، جنوبي الضفة، خلال زيارتهم للحديقة قائلاً: "الحيوانات بطبيعتها مسالمة لا تهاجم الإنسان إلا دفاعاً عن نفسها". يحاول الأطرش تهدئة الأفعى، ممرراً يده بلمسات خاصة على جسدها بشكل متعرج، قبل أن يطلب من بعض الطلاب الإمساك بها بلطف، لكسر حاجز الخوف لديهم.

الطفل رائد جمعة، 12 عاماً، أحد طلاب المدرسة، يقول عقب إمساكه بالأفعى: "أول مرة أمسك أفعى بين يدي، إنها لطيفة".

تضم الحديقة قسمين، حيوانات داجنة وأخرى برية، واللذين ينقسمان بدورهما إلى قسمين؛ طيور وحيوانات. ويضم قسم الحياة البرية أنواعاً مختلفة، (الماعز والغزال الجبلي، السلاحف المائية، الأفاعي بأنواعها المختلفة، البط البري، طيور الطاووس، الحجل البري، البوم النسارية، الصقور).

يقول عاشق الحياة البرية: "الطيور والحيوانات البرية الموجودة في الحديقة، نشأت أساساً في منازل المواطنين، فقد حصلنا عليها من سكان محليين، وبات يتعذر عليها العيش في الجبال لعدم قدرتها على التأقلم، فنبقيها هنا". ويضيف: "أي حيوان أو طائر بري يُمسك به، نفحصه ونقدم العلاج اللازم له ونحجله (نرقّمه)، ونعيده مرة أخرى إلى البرية".

ولا يخفي الأطرش مخاوفه من انقراض عدد من الحيوانات البرية في فلسطين، قائلاً: "الضبع حيوان أصيل في الطبيعة الفلسطينية، بات شبه منقرض، كما أن الغزال مهدد بالانقراض، نتيجة الصيد، إضافة إلى البوم النسارية".

ويطمح الأطرش وجمعيته التي تأسست عام 1999، إلى إنشاء برك مياه خاصة لجذب الطيور المهاجرة والمحلية، لتوثيقها وتحجيلها وإعادتها إلى الطبيعة، كذلك يطمح إلى إيجاد مستشفى بيطري خاص بمعالجة الحيوانات.

ويعد التمويل أكبر معوّق أمامهم، إذ يشير إلى أن حديقة "كنوز الحياة البرية التربوية" أُنشئت على أراضٍ تملكها بلدية بيت ساحور، وكل ما بداخلها ثمرة تبرعات وجهد المهتمين بالطبيعة والحياة البرية. ويدرب الأطرش فريقاً فلسطينياً لإجراء أول عملية مسح بيئي للحياة البرية في فلسطين، تشمل الحيوانات الداجنة والبرية، طيوراً وحيوانات وزواحف.
وفي البيئة الفلسطيية نحو 550 طائراً برياً، وما بين 80 إلى 90 حيواناً، ونحو 100 حيوان زاحف منها 37 أفعى، وما يزيد عن 2700 نبتة برية، وأعداد لا تُحصى من الحشرات، وفق الرجل الذي يجد نفسه صديقاً للحياة البرية الفلسطينية، إذ يختتم حديثه قائلاً: "تكمن سعادتي هنا بين الطيور والحيوانات، وهناك في الطبيعة حيث الحياة البرية".
المساهمون