نجح أطباء مركز سدرة، أول مستشفى قطري متخصص في تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال، بفصل توأمين ملتصقين، بعد جراحة استمرت 9 ساعات مرت بنجاح وبدون عقبات.
ويتماثل التوأمان حمد وتميم للشفاء بعد أقل من 10 أيام على خضوعهما للجراحة، ومن المتوقع أن يستردا عافيتهما ويعيشا حياة طبيعية.
ويروي عثمان والد التوأمين قصة اصطحاب زوجته الحامل من بلدهما مالي إلى الدوحة، ويحكي لـ"العربي الجديد" عن فرحه بنجاح عملية فصل ولديه، وقال: "في مالي اكتشفت زوجتي أنها حامل بتوأمين ملتصقين، وبدأت رحلاتنا إلى البلدان المجاورة لنرى إمكان إجراء عملية مضمونة لفصل التوأمين لكننا لم نفلح". وأضاف: "استشرت زوجتي في فكرة المجيء إلى قطر لأننا نحتاج لدولة تتوفر فيها الإمكانات والكفاءات، وتُفضل الجانب الإنساني على المادي، وذلك بعد سؤالنا عن تكاليف العلاج في المستشفيات الأوروبية التي تبيّن لنا أنها باهظة".
وأوضح والد التوأمين الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، أنه "بعد الوصول إلى قطر، أدخلت زوجته مستشفى النساء والولادة بمؤسسة حمد الطبية حتى جرت الولادة المبكرة بسلام". وتابع: "ظلت المخاوف تعتريني من عملية فصل التوأمين قبل أن يصبحا روحين منفصلتين"، لكن مخاوفه هدأت بعدما عرف أن مركز سدرة بكفاءاته الطبية والفنية سيجري العملية مجاناً.
وأكد عثمان أنه "عرفاناً بالجميل، والشكر لدولة قطر ومركز السدرة، أطلقت على الطفلين اسمي تميم وحمد".
وعانى التوأمان اللذان أُجريَت لهما الجراحة في مركز سدرة الالتصاق في الكبد، الذي يعرف بأنه من أخطر أنواع الالتصاق، نظراً لحاجة كل طفل للاستفادة الكاملة من وظائف كبده دون مشاركة مع أحد، فضلاً عن أن هذه التوائم الملتصقة تعاني تشوهات إضافية، ونسبة كبيرة منهم يموتون قبل أن يولدوا. وتعد حالات الالتصاق من الكبد والبطن من أكثر الحالات تعقيداً وأصعبها فصلاً.
وخضعت والدة التوأمين لفحوص خلال أسبوعها التاسع والعشرين من الحمل في مؤسسة حمد الطبية أثناء زيارة الأسرة للدوحة. ومع تأكيد الفحوص حالة التصاق التوأمين وإمكان الفصل، شُكّل فريق متعدد التخصصات من مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب، لإجراء عملية الولادة وإجراء الجراحة الأولى من نوعها في قطر.
وتكون الفريق من 10 جراحين وأطباء تخدير، واستمرت الجراحة 9 ساعات مرت دون عقبات لفصل التوأمين البالغين من العمر 4 أشهر.
وفور الولادة، أحالت مؤسسة حمد الطبية التوأمين على مركز سدرة للطب، تحت رعاية فريق طبي متخصص في مجالات طبية دقيقة، تألف من أطباء عناية مركزة لحديثي الولادة وممرضات وجراحي أطفال ومساعدين صحيين.
وقال رئيس قسم جراحة الأطفال بمركز سدرة منصور علي، في مؤتمر صحافي عقد اليوم الأربعاء بمقر المركز، إن جراحات فصل التوائم من أكثر الجراحات المعقدة، ونجاح سدرة للطب في إجرائها مدعاة للفخر وإبراز لقدرات الكوادر الطبية المتعددة التخصصات في المركز الذي لم يمر عام واحد بعد على افتتاح مستشفاه الرئيسي.
بدوره، قال رئيس الإدارة الطبية في مركز سدرة، عبد الله الكعبي، إن الفريق الطبي ومساعديه استعدوا لهذه الجراحة على مدار شهور طويلة، أمضى خلالها ما يزيد عن 150 طبيباً ومساعداً أكثر من 30 ساعة في محاكاة العملية لتقليل المخاطر والوصول لأفضل نتيجة ممكنة. كما استخدم الفريق تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في صُنع مجسّم يحاكي بطن التوأمين والكبد من أجل التخطيط المحكم للجراحة.
ويوفر هذا النوع من الجراحات بديلاً جديداً للأطفال المصابين بأمراض معقدة، بعدما عانوا في السابق من قلة الجهات المتخصصة في المنطقة التي تقدم العلاج الناجح والرعاية المميزة لحالاتهم. وتُقدَّر نسبة حالات التصاق التوائم على مستوى العالم بحالة واحدة بين كل 200 ألف مولود.
وقال رئيس قسم جراحة التجميل وجراحة الوجه والجمجمة للأطفال، ميتشل ستوتلاند، إن فريق التجميل أدى جراحتين خلال عملية فصل التوأمين؛ الأولى كانت جراحة توسيع الأنسجة، تم إدخال بالونات السيليكون تحت جلد وعضلات جدار البطن للطفلين، التي استخدمت لتمديد جدار البطن تدريجياً على مدار شهرين، حتى يكون هناك جلد وعضلات كافية خلال العملية.
يقدم مركز سدرة للطب خدمات رعاية صحية متخصصة وشاملة للأطفال واليافعين في قطر، إلى جانب الرعاية الصحية المتعلقة بطب النساء والأمومة. وتشمل تخصصات الأطفال الفريدة في المركز أمراض القلب والجهاز العصبي والمسالك البولية وجراحة الوجه والجمجمة، وغيرها. كما يقدم العلاج والرعاية للنساء الحوامل اللائي تعاني أجنتهن مضاعفات صحية.