أوكرانيا: مقتل 14 جندياً باسقاط الانفصاليين مروحية عسكرية

29 مايو 2014
ميركل تتعهد بإطلاق سراح المراقبين (شون غالوب/getty)
+ الخط -
أسقط المتمردون الانفصاليون في شرق أوكرانيا، مروحية عسكرية، اليوم الخميس، ما أدى الى مقتل 14 جندياً بينهم جنرال، فيما أكد الانفصاليون، أنهم يحتجزون أربعة مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.

وقال الرئيس الانتقالي الأوكراني، اولكسندر تورتشينوف، أمام البرلمان: "لقد تلقيت معلومات للتو إنه قرب سلافيانسك أسقط الارهابيون مروحية تابعة لنا عبر نظام دفاع جوي روسي نقّال". وأضاف "لقد قتل 14 من جنودنا بينهم الجنرال فولوديمير كولشيتسكي".

وشدد تورتشينوف على أن ضرورة محاسبة المتورطين في الحادث بقوله: "أنا ميتقن أن قواتنا المسلحة، ستتوصل إلى التخلص من الارهابيين وأن المجرمين الذين تمولهم روسيا سيقضى عليهم أو سيصبحون في قفص الاتهام".

وكانت متحدثة باسم المتمردين، قالت في وقت سابق، إن الانفصاليين أسقطوا مروحية عسكرية أوكرانية "اثر معركة قوية لا تزال مستمرة في جنوب سلافيانسك". وأوضحت أنه "نتيجة الأنشطة العسكرية المكثفة، اشتعلت النيران في منازل مدنيين". إلا أن المتحدث باسم الجيش في شرق أوكرانيا، فلاديسلاف سيليزنوف، نفى في موقع "أوكرانسكايا برافدا"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، أن تكون عملية واسعة النطاق جارية.

في هذه الأثناء، أعلن زعيم للانفصاليين في أوكرانيا، فياتشيسلاف بونوماريف، الذي نصب نفسه عمدة لمدينة سلوفيانسك التابعة لإقليم دونيتسك، أن المراقبين الأربعة الذين تم احتجازهم في أمان، كما وعد بالإفراج عنهم قريباً، فيما لم يضع أية شروط للإفراج عنهم، وفقاً لما نقلت عنه وكالة "أنترفاكس" الروسية. وأضاف: "سنستوضح من هم، والى أين كانوا ذاهبين ولماذا، وسنطلق سراحهم".

وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد أعلنت أنها فقدت الاتصال بفريقها المكون من أربعة أشخاص في منطقة دونيتسك، مساء الإثنين الماضي. وهي ليست المرّة الأولى التي يخطف فيها الانفصاليون مراقبين أوروبيين، إذ سبق أن خطفوا مراقبين وأطلقوا سراحهم في وقت لاحق.

وانتشر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في أوكرانيا، في أعقاب ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وإقدام الانفصاليين الموالين لروسيا على الاستفتاء على استقلال دونيتسك ولوغانسك. كما راقبوا الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي.

ولم يستبعد وسيط منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا، الدبلوماسي الألماني فولفغانغ اشينغر، انسحاب مراقبي المنظمة إن أصبح الوضع شديد الخطورة، فيما اعتبر الرئيس الدوري لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا، السويسري ديدييه بوركهالتر، أن احتجاز مراقبين في شرق أوكرانيا يشكل "عملَ تخريبٍ للجهود الدولية المبذولة لمساعدة أوكرانيا على تجاوز الأزمة".

وخلال استقبالها رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، ورئيس وزراء جورجيا، إيراكلي غاريباشفيلي، ورئيس وزراء مولدوفا، يوري ليانكا، أكدت المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، أن بلادها ستفعل ما بوسعها لإطلاق سراح مراقبي "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، فيما حمّل رئيس وزراء أوكرانيا "إرهابين يتم توجيههم من قبل روسيا" مسؤولية الاختطاف.

يأتي خطف المراقبين في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوكراني، حيث تعرضت وحدة من الحرس الوطني الأوكراني، مؤلفة من متطوعين ومتمركزة في مدينة لوغانسك القريبة من روسيا، لهجوم يوم أمس، فيما سُمع دوي إطلاق نار جديد في الوسط، وفي المنطقة القريبة من المطار في دونيتسك، والتي يتعذر الوصول إليها منذ المعارك الضارية التي دارت الاثنين الماضي، وأسفرت عن سقوط نحو أربعين قتيلاً معظمهم من المتمردين، بالتزامن مع تحليق الطائرات المقاتلة فوق المدينة، فيما ساد التوتر والحذر في المنطقة، وسط إغلاق المحلات التجارية وبطء الحركة.  

المساهمون