أوكرانيا: احتدام المعارك شرقاً ومبادرات لحل الأزمة

05 مايو 2014
وزير الداخلية يزور نقطة تفتيش بالقرب من سلافيانسك(فرانس برس/Getty)
+ الخط -

احتدمت المعارك شرق أوكرانيا، وتحديداً في سلافيانسيك، إذ أسقط الانفصاليون الموالون لروسيا طائرة هليكوبتر عسكرية بالقرب من البلدة، فيما سقط عدد من القتلى في اشتباكات بين الانفصاليين والقوات الحكومية، في ظل مبادرة أوروبية جديدة لاحتواء الأزمة، دعت خلالها ألمانيا إلى عقد لقاء مع روسيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون، في وقت حذرت فيه موسكو من أن الأزمة الأوكرانية تهدد الاستقرار والسلام في المنطقة، متهمة كييف بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.

إسقاط هليكوبتر ومعارك

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم الاثنين، إن طائرة هليكوبتر عسكرية أوكرانية أسقطت بالقرب من بلدة سلافيانسك، التي يسيطر عليها انفصاليون مؤيدون لروسيا.
وتعرضت الهليكوبتر وهي من طراز "مي 24" لإطلاق نار من مدفع رشاش ثقيل وتحطمت في نهر.

وأضافت الوزارة أن طاقم الطائرة نجا وتم نقله إلى معسكر قريب، لكنها لم تعط تفاصيل عن حالته.
وأسقطت ثلاث طائرات هليكوبتر، على الأقل، على أيدي الانفصاليين المؤيدين لروسيا منذ اندلاع انتفاضات في الأجزاء الشرقية من البلاد في مطلع العام.

"
أعلنت وزارة الداخلية مقتل أربعة من عناصر قوات الأمن

"

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية، "مقتل أربعة من عناصر قوات الأمن الأوكرانية واصابة 30، في معارك جرت يوم الاثنين، في سلافيانسك"، معقل الانفصاليين في الشرق.
وقال وزير الداخلية، أرسن أفاكوف، إنهم "يشنون حرباً ضدنا، ضد أراضينا في سلافيانسك". وأضاف "مهمتي هي القضاء على الارهابيين"، موضحاً أن "التكتيك الوحيد هو التقدم رويداً رويداً نحو وسط" سلافيانسك".

بدوره، أكد رئيس الحرس الوطني الأوكراني، ستيبان بولتوراك، أن "خصومنا مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل جيد".
وأضاف "لقد حشرناهم في وسط سلافيانسك"، موضحاً أن "طرقات منطقة المعارك مقفلة، ولا يسمح بمرور المدنيين". وأشار إلى أن "الانفصاليين يبذلون كل ما في وسعهم لإجبارنا على استخدام أسلحة ثقيلة، لكننا لن نقوم بذلك لتجنيب السكان المدنيين".

كذلك، أعلن وزير الداخلية أنه أرسل وحدة جديدة من القوات الخاصة إلى مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية، بعد فشل الشرطة "المشين" في التعامل مع الانفصاليين.

وكانت رقعة التوتر في أوكرانيا قد اتسعت لتمتد جنوباً، إذ هاجم الآلاف من مناصري روسيا مقر الشرطة في أوديسا، بعد أن أدى حريق إلى مقتل عشرات من صفوفهم في أعمال عنف، نسبت كييف مسؤوليتها إلى موسكو، متهمةً إياها بالسعي الى تدمير البلاد.

 

"
احتشد الآلاف من أنصار وحدة أوكرانيا وسط أوديسا

"

في المقابل، احتشد الآلاف من أنصار وحدة أوكرانيا وسط المدينة. وقد اعتمر بعضهم خوذات وتسلح بهراوات، وانطلقوا في مسيرة نحو المقرّ الإقليمي للشرطة حيث قابلهم رئيس المقر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". وأطلق المتظاهرون هتافات وطنية مثل "أوديسا في أوكرانيا" والمجد لأوكرانيا"، وأنشدوا السلام الوطني.

ويثير التوتر المتزايد في هذه المدينة الساحلية جنوبي البلاد مخاوف من اشتعال جبهة جديدة في معركة الحكومة الأوكرانية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، مع توسيع نطاق عملية عسكرية جارية في الشرق ضد المسلحين، الذين يسيطرون على أكثر من 12 مدينة.

ومع تزايد مخاوف كييف من هجمات جديدة، قال الرئيس الانتقالي، ألكسندر تورتشينوف، للتلفزيون الأوكراني إنه "تم نصب حواجز على الطرقات في محيط العاصمة بسبب مخاوف من أعمال استفزازية يقوم بها عملاء روس متخفون في التاسع من مايو/أيار حين تحتفل أوكرانيا بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية".
وأضاف تورتشينوف "هناك حرب بالفعل تشن ضدنا، ويجب أن نكون مستعدين لصد هذا العدوان".

مبادرات دبلوماسية لنزع التوتر

وفي بادرة دبلوماسية، أعلن الكرملين أن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ديدييه بورخالتر، سيزور موسكو، الأربعاء المقبل، لمحاولة نزع فتيل التوتر في أوكرانيا، وذلك بعد الافراج عن مراقبي المنظمة الذين احتجزهم انفصاليون موالون لروسيا لمدة ثمانية أيام.

 

"
بورخالتر سيزور موسكو لمحاولة نزع فتيل التوتر

"

وجاء الإعلان عن زيارة بورخالتر بعد يوم من اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، التي أعلنت لاحقاً أن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستناقشان سبل اطلاق حوار وطني في أوكرانيا.

وقال الكرملين في بيان أصدره عقب المكالمة إن "بوتين وميركل شددا على أهمية القيام بتحرك دولي فعال، وخصوصاً من جانب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، من أجل خفض التوتر في أوكرانيا".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم ميركل، كريستيان فيتز، انه خلال اللقاء بين بوتين وبورخالتر "يجب أن تناقش سبل عقد طاولات مستديرة تحت اشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تسهل قيام حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي".

بدورها، أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين، انها ستستقبل الحكومة الأوكرانية برئاسة ارسيني ياتسنيوك، في 13 مايو/أيار في بروكسل للبحث في تدابير لدعم كييف.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، بيا هانسن، إن "المفوضية الأوروبية عازمة على مساعدة أوكرانيا والقيام بكل ما في وسعها ليتلقى هذا البلد كل الدعم الضروري على المديين القصير والمتوسط".

وفي باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، اليوم الاثنين، أن "لا شيء يجب ان يعرقل" الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 مايو/أيار في أوكرانيا.

"
الأمين العام للأمم المتحدة عرض التوسط لإنهاء الأزمة

"

أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فعرض التوسط لإنهاء الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا، حسبما صرح لـ"فرانس برس" في أبوظبي اليوم الاثنين.
ودعا بان "أطراف الأزمة الاوكرانية إلى حل هذه المشكلة بالطرق السلمية". وقال "أنا مستعد لأن ألعب دوراً في ذلك عند الضرورة".

وحذر من "فلتان الأزمة عن السيطرة، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد وقفها"، مشدداً على "ضرورة مشاركة الجميع في معالجة الأزمة".

وحث "الجميع على الالتقاء مجدداً للنظر في الأخطاء، ولماذا لم يتم تطبيق الاتفاق، ولماذا ينهمك الجميع في أعمال العنف".

"كتاب أبيض" لموسكو

وفي ظل المساعي المتواصلة لإيجاد مخارج دبلوماسية للأزمة، حذرت موسكو من "كارثة انسانية" في المدن التي تحاصرها القوات الاوكرانية في الشرق بعد ملاحظة "نقص في الأدوية وتوقف في نقل المواد الغذائية".

كما نبّهت في "كتاب أبيض" جاء في 80 صفحة، اليوم الإثنين، إلى أن "الأزمة الأوكرانية تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا إذا لم يرد المجتمع الدولي بطريقة مناسبة على الانتهاكات الكثيفة لحقوق الانسان في هذا البلد".

ووضعت وزارة الخارجية الروسية، في الكتاب، لائحة بانتهاكات وصفتها "بالـكثيفة" لحقوق الانسان ترتكبها أوكرانيا بواسطة "القوات القومية، المتطرفة والنازية الجديدة".

ودعت الوزارة إلى "ردّ دولي دون تحيز تحت طائلة عواقب مدمرة على السلام والاستقرار والتطور الديموقراطي في أوروبا".