وتجدد أوبك، في حالة اتفاقها على الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي، دعمها لطريقة العلاج بصدمات السوق التي بدأتها أواخر العام الماضي، عندما قالت السعودية، أكبر بلد مصدر للخام في العالم، إنها لن تخفض الإنتاج لإبقاء الأسعار مرتفعة.
وبانتعاش أسعار النفط بأكثر من الثلث منذ انحدارها إلى 45 دولارا للبرميل في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن المسؤولين المجتمعين في فيينا لا يرون مبررا لتعديل استراتيجية يبدو أنها أنعشت النمو الضعيف في استهلاك النفط العالمي وكبحت، نسبيا، طفرة النفط الصخري بالولايات المتحدة.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، إنه مرتاح تماما إزاء الوضع الحالي لسوق النفط، وفق وكالة "رويترز".
ونُقلت تصريحات عن النعيمي توقع فيها أن تشهد الأسواق زيادة في الطلب على النفط، وتحسنا طفيفا في النمو العالمي، مرجحا أن يتراجع المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك.
كذلك، رأى وزير الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، اليوم، إن إعادة التوازن لسوق النفط ستستغرق بعض الوقت، معتبرا أن القرار، الذي اتخذته أوبك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالإبقاء على مستوى الإنتاج دون تغيير كان القرار الصائب.
أما وزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، فقد كان أكثر تفاؤلا. إذ توقع أن تتحسن الأسعار خلال النصف الثاني من العام الجاري وترتفع إلى 75 دولارا للبرميل، مدعومة بتنامي الطلب على الذهب الأسود.
ولا تتعجل أوبك في معالجة أسئلة صعبة ستطفو على السطح خلال الأشهر المقبلة، مع استعداد أعضاء مثل إيران وليبيا لإعادة فتح الصنابير بعد سنوات من تراجع الإنتاج.
ومن المنتظر أن يضغط وزير البترول الإيراني، بيجن زنغنه، على المنظمة لانتزاع إذن بزيادة صادرات بلاده من النفط، بما يصل إلى مليون برميل يوميا فور تخفيف العقوبات الغربية.
غير أن المحللين يستبعدون أن تحتدم المعركة بين إيران وأعضاء المظمة بشأن حصص الإنتاج، قبل أن تتوصل طهران إلى اتفاق نهائي مع القوى بشأن برنامجها النووي. كما أن خبراء يستبعدون حدوث طفرة فورية في الإنتاج النفطي الإيراني.
كما تأمل ليبيا، التي تعاني من صراع مسلح، في زيادة الإنتاج لمثليه إلى حوالي مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول المقبل في حال إعادة تشغيل موانئ رئيسية، لكن الجهود السابقة لم تحقق تعافيا مستديما في الشحنات.
ونقلت "رويترز" عن مندوب في أوبك، لم تكشف عن هويته: "إذا رفعوا سقف الإنتاج فستنخفض الأسعار، ونحن لا نريد ذلك".
وتتراجع أسعار النفط على أي حال مع توقع المتعاملين قرارا باستمرار السياسة دون تغيير، وتتجه عقود الخام الأميركي لتسجيل انخفاض أسبوعي للمرة الأولى منذ مارس/آذار الماضي.
وأبدت صناعة النفط المحكم الأميركية متانة أكبر مما توقعه الكثيرون، إذ ساعدها خفض التكاليف في المحافظة على طفرة الإنتاج.
واستقرت أسواق النفط في معاملات حذرة اليوم قبيل صدرو قرار أوبك، وسجلت عقود برنت حوالي 62 دولارا للبرميل.
اقرأ أيضاً: اختيار الأمين العام وحصص الإنتاج أهم ملفات اجتماع أوبك