أوباما يدعو الجميع إلى مشاركته الحرب على الإرهاب

25 سبتمبر 2014
حديث أوباما تركز حول التحالف ضد داعش (سيم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تناول فيه قضايا خارجية وداخلية عدة. وأشاد في بداية كلمته بالأمم المتحدة، وبالدور الذي لعبته منذ تأسيسها "في طرد شبح الحرب العالمية الثانية وخفض احتمالات النزاع بين الدول الكبرى ومساعدة الكثيرين للنهوض من الفقر".

وركز الرئيس الأميركي في جزء كبير من كلمته على ما أسماه بـ"الإرهاب وسبل مكافحته". وقال إن "جماعات كثيرة لجأت إليه بالماضي، ولكن دول العالم اليوم أمام تحدٍّ من نوع جديد".

وتحدّث عن الأيديولوجية الإسلامية الدينية المتطرّفة، لافتاً إلى أنها "حرّفت إحدى الديانات العظيمة في العالم، وتمكنت عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة من إلحاق دمار كبير، وتقسيم العالم إلى مؤمنين وكفار".

وأضاف "إنهم يقتلون أكبر عدد ممكن من الأبرياء ويستخدمون أشرس الأساليب ضد أبناء مجتمعاتهم". وتحدث عن تركيز بلاده على القضاء على تنظيم "القاعدة"، ورفض "الادّعاءات عن صدام الحضارات". وأشار إلى "وجود الملايين من الأميركيين المسلمين والذين هم جزء من النسيج الاجتماعي الأميركي".


وطالب أوباما باتخاذ تدابير مشتركة لمواجهة الخطر الأمني الذي يواجه العالم عن طريق التركيز على أربعة محاور. واعتبر أن "المحور الأول يهدف إلى تدمير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بمجهودات دولية". وأكد عزم بلاده على "دعم العراقيين والسوريين لاستعادة السيطرة على مجتمعاتهم".


ولفت إلى أن "بلاده ستعمل على وقف الدعم المادي وتمويل المنظمات"، ودعا إلى "الانضمام إلى دول التحالف التي تضم أكثر من 40 دولة"، بحسب الرئيس الأميركي.


ورأى أن "المحور الثاني يتطلب اشتراك الجميع وخصوصاً المسلمين، في نبذ العنف والأيديولوجيات المتطرفة بشكل واضح". وأكد أنه "لا يُمكن تقبّل العلماء الذين يكفّرون الآخرين ويحللون دماءهم لأنهم غير مسلمين". وتحدث عن أهمية إخلاء وسائل التواصل الاجتماعي ممن أسماهم بـ"الإرهابيين".

وتحدث أوباما في المحور الثالث عن "ضرورة التصدي إلى العنف الداخلي الطائفي، والتوصّل إلى حل سياسي في سورية".

أما المحور الرابع فتوجّه فيه أوباما إلى الشباب المسلمين بصورة مباشرة، وناشدهم بنبذ العنف وأكد على قيم التسامح في الدين الإسلامي، وقال "أنتم من تراث عريق يؤمن بالتعليم والتنوير والابتكار وليس التدمير، وبالحياة الكريمة وليس القتل".

وفي السياق الفلسطيني، أكد أوباما على ضرورة التمسك بـ"حلّ الدولتين والتوصل إلى اتفاقية سلام"، مشيراً إلى أن "الوضع في الضفة الغربية وغزة لا يمكن أن يستمر كما هو". ومرّ أوباما على أحداث مدينة فيرغسون في ولاية ميزوري التي شهدتها بلاده في الآونة الأخيرة، وأكد أن "بلاده تعاني، هي الأخرى، من مشاكل وعنصرية".

وقال إن "بلاده ملتزمة ببرنامج التغذية العالمي، والقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030، وعازمة على المضيّ قدماً من أجل مكافحة مشاكل المناخ". ورأى أن "العالم يشهد انتعاشاً اقتصادياً بعد أسوأ أزمة اقتصادية شهدها".

ووجّه الرئيس الأميركي انتقادات لاذعة لروسيا، مطالباً بتشديد العقوبات الاقتصادية عليها. ورأى أنه "خلافاً لإرادة كييف، ضمّت روسيا إقليم القرم، وموّلت مقاتلين في نزاع قتل الآلاف من الأبرياء وأسقطت طائرة من منطقة يسيطر عليها هؤلاء، ولم يفسح المجال للمفتشين للقيام بتحقيقاتهم". وتحدث في هذا السياق عن أهمية أن لا تفرض الدول الكبرى إرادتها على الدول الصغرى. وأكد أن بلاده ستسحب العقوبات الاقتصادية على روسيا إذا تعاونت الأخيرة مع المجتمع الدولي.

وفي السياق الإيراني تحدث أوباما عن اتباع الأمم المتحدة، ما أسماه بمسار سلمي في التعامل مع الملف الإيراني. كما خاطب إيران، حكومة وشعباً، بشكل مباشر، قائلاً "لا تفوتوا هذه الفرصة. يمكننا أن نتوصل إلى حل يلبي احتياجاتكم للطاقة مع الاثبات للعالم أن برنامجكم سلمي".

وأكد أوباما على الشعور بالحرج والارتباك في العالم في ظل تفشي فيروس أيبولا. وقال إن "بلاده مستمرة بحشد الدعم الدولي لمواجهته وتحصين النظام الصحي العالمي". كما أكد أنه لم يتم حتى الآن الاستثمار بشكل كاف في المجالات الصحية والطبية في الدول النامية. ورأى "المنظومة الدولية لم تجابه التطرف والطائفية والفقر بما يكفي من قوة مما أدى إلى تغذية العنف في أنحاء كثيرة من العالم".

والتقى أوباما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للمرة الأولى في نيويورك، مبدياً "إعجابي الكبير بإدراك رئيس الوزراء العبادي، أن نجاح العراق لا يتوقف فحسب على حملة عسكرية، بل يستدعي أيضا جهداً سياسياً". وأضاف "أود أن أقول له أنني أدعم تماماً رؤيته السياسية".