قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن عملية "درع الفرات" العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" و"قوات سورية الديمقراطية"، بمشاركة قوات الجيش السوري الحر فاجأت المسؤولين الأميركيين، موضحة أن التنسيق بين واشنطن وأنقرة انهار على مستوى كبار المسؤولين، وفق معلومات حصلت عليها الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما أشادت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في العلن عقب الإعلان عن بدء عملية "درع الفرات" بالتعاون الوثيق بين تركيا والولايات المتحدة، فإن العكس كان يجري خلف الكواليس.
وأضافت أن التنسيق بين البلدين المتحالفين ضمن حلف شمال الأطلسي انهار على مستوى كبار المسؤولين، وفق ما أكده مسؤولون من كلا البلدين، مشيرة إلى أن الاتفاق بين البلدين حول العملية العسكرية لم يكن بالمستوى نفسه الذي توحي به البيانات الرسمية الصادرة عن أنقرة وواشنطن.
وفي التفاصيل، أبرزت "وول ستريت جورنال" أنه بينما كان البيت الأبيض بصدد تقييم إمكانية تنفيذ مخطط سري يقضي بانضمام القوات الأميركية الخاصة إلى نظيرتها التركية، بدأت أنقرة في تنفيذ عمليتها العسكرية بشكل أحادي وبدون تقديم أي سابق إنذار للمسؤولين بواشنطن.
وأضافت أنه بعدما بدأت المواجهات بين القوات التركية والقوات الكردية بسورية، التي تدعمها وحدات من القوات الخاصة الأميركية، أصدر البنتاغون دعوات غير مسبوقة لكلا الطرفين للتهدئة.
ووفق المسؤولين الأميركيين، كما نقلت الصحيفة، فإن القرار التركي قوض جهوداً كانت تجري خلف الكواليس لسحب المقاتلين الأكراد أولا من منطقة الصراع. كما تسبب ذلك في خلق تحد جديد للولايات المتحدة، بعدما أصبح طرفان من أهم حلفائها في الحرب على "داعش" يحاربان بعضهما، بدل محاربة التنظيم المتطرف. ويضاف هذا التطور إلى حالة الاستياء التركي من طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة أن المسؤولين بواشنطن وجهوا تحذيرات إلى القادة العسكريين بتركيا بأن الولايات المتحدة لن توفر دعما جويا للقوات التركية التي تتقدم جنوبا داخل سورية، فيما ستواصل توفير غطاء جوي للقوات التركية التي تتقدم غرباً، نحو المنطقة الحدودية التي يمثل تواجد "داعش" بها تهديداً لتركيا.
وبالمثل، تضيف الصحيفة، أعلم المسؤولون الأميركيون الأكراد بأن الدعم الجوي الأميركي سيقتصر على القوات التي تتحرك نحو المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، وتتقدم باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها "داعش"، لاسيما نحو الرقة عاصمة التنظيم المزعومة، وذلك لضمان عدم دخولهم في مواجهة عسكرية مع القوات التركية، وفق تصريحات مسؤولين.