أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أن سلاح الجو التركي سيشارك في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأن بلاده عرضت على موسكو القيام بعمليات مشتركة ضد التنظيم في سورية، مشيراً إلى أن طريقة إدارة الآلية الثلاثية التي يتم العمل عليها مع الجانب الروسي سيتم تحديدها خلال الحوار.
وأوضح جاووش أوغلو، خلال الحوار الذي أجراه مع إحدى القنوات التركية الخاصة، أن سلاح الجو التركي سيعود للمشاركة في العمليات ضد "داعش" بعد أن توقف إثر حادثة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مضيفاً أن أنقرة عرضت على موسكو القيام بعمليات مشتركة ضد التنظيم.
ولفت إلى "أنهم قاموا بتنسيق قواعد الاشتباك الخاصة بنا مع تلك المعمول بها في حلف شمال الأطلسي، ويتم تطبيقها على الجميع"، مضيفاً "علينا جميعاً أن نتشارك في قتال داعش، وستشارك طائراتنا بشكل فعال في العمليات ضد التنظيم".
وتابع وزير الخارجية التركي: "نحن متفقون مع الجانب الروسي حول أن الحل النهائي في سورية هو الحل السياسي، وبأنه لا يجب أن نتسامح مع التنظيمات الإرهابية، ولا يجب أن نتسامح مع كل من داعش وجبهة النصرة، ولكن بينما نفعل ذلك، لا يجب أن تستهدف الهجمات المدنيين، حيث أظهرنا لنظرائنا الروس قلقنا في هذا الشأن".
كما جدّد جاووش أوغلو الموقف التركي الرافض لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقلاية في سورية، قائلاً "إن الدول التي تؤكّد ضرورة رحيل الأسد كثيرة للغاية، لا يجب أن يقود البلاد نظام قتل 500 ألف إنسان. لا يمكن أن تتم المرحلة الانتقالية بوجود الأسد".
وعن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، قال جاووش أوغلو "إن هذه الزيارة كانت ناجحة للغاية، وتمكنّا من الحديث بشكل واضح في جميع المواضيع، كما خطونا الخطوة الأولى، مساء أمس الأربعاء، بتشكيل آلية العمل الثلاثية، وأرسلنا عددا من المسؤولين الأتراك إلى سانت بطرسبورغ للبدء بالعمل على هذه الآلية".
من جهة أخرى، أشار جاووش أوغلو إلى وجود تعاون أميركي مع أنقرة في ما يخص ترحيل زعيم حركة "الخدمة" فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بقيادة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في منتصف يوليو/تموز الماضي، قائلاً: "ننتظر من الولايات المتحدة الأميركية أن تقوم بإعادة غولن، وستأتي هيئة من وزارة العدل الأميركية لزيارة أنقرة، وبعد ذلك من المنتظر أن يقوم مسؤولون على مستوى رفيع بزيارتنا أيضاً، ومن ثم سنقوم بزيارة واشنطن برفقة وزير العدل لتكرار طلبنا بإعادة غولن".
وعن إعادة العلاقات مع إسرائيل، قال إنه سيتم تبادل السفراء بين أنقرة ودولة إسرائيل بمجرد إقرار البرلمان التركي، بعد انتهاء عطلته، لاتفاقية إعادة تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وفي إطار الحديث عن العلاقات التركية المصرية، شدّد جاووش أوغلو على أن بلاده تهدف لزيادة أصدقائها وحل المشاكل وليس افتعالها، مشيراً إلى أن وجهة النظر هذه تضررت من حين لآخر نتيجة الأزمة السورية والانقلاب في مصر.
وأضاف: "تواجه مصر في الوقت الراهن خطراً على أمنها، وللأسف فإنها تشهد حالياً أزمة اقتصادية كبيرة، وفي حال أوقفت الدول دعمها ستنهار البلاد في أسبوع. حال مصر هذه لمنفعة من؟ نحن لا نريد أن نرى مصر هكذا، نريد أن نرى مصر عظيمة".
كما دعا جاووش أوغلو الحكومة المصرية إلى بناء مصالحة داخلية، مشيراً إلى استعداد تركيا للمشاركة في ذلك، قائلاً "إن أرادت مصر أن تتخلى عن الهشاشة الداخلية التي تعيشها، وإنشاء ثقافة مبنية على المصالحة، فنحن مستعدون لمساعدتها في ذلك".
وتابع: "إذا أرادت مصر أن تخطو خطوات إيجابية فنحن مستعدون لمساعدتها، حتى في الوضع الراهن فهناك إمكانية لإجراء لقاءات على مستوى الوزراء. نحن نريد لمصر أن تتجاوز هذا المرحلة، وبإمكاننا العودة بعلاقاتنا إلى سابق عهدها".
كما أكّد وزير الخارجية التركي أن بلاده تسعى للارتقاء بعلاقاتها مع الحكومة العراقية بعد فترة رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، وأنها تبذل جهداً لتحسين العلاقات مع أرمينيا أيضاً.
وكشف جاووش أوغلو أيضاً، عن اختفاء ملحقين عسكريين اثنين من السفارة التركية في العاصمة اليونانية أثينا، وهما الكولونيل خالص تونج والكولونيل إيهان ياشتل، منذ يوم 6 أغسطس/آب، وهروبهما إلى إيطاليا باستخدام أحد القوارب، فيما توجه الكولونيل خالص بعد ذلك إلى هولندا، وذلك بعد أن تم استدعاؤهما من قبل الخارجية التركية إثر المحاولة الانقلابية، مشيراً إلى أن السلطات التركية ستعمل مع السلطات الإيطالية والهولندية لترحيلهما وإعادتهما إلى أنقرة للتحقيق معهما في محاولة الانقلاب الفاشلة.