وقال مراسلو "العربي الجديد"، إن أنصار الصدر تمكنوا من اقتحام المنطقة عبر بواباتها الرئيسة وإسقاط الجدار الإسمنتي المحيط بها، ووصلوا إلى مقر البرلمان العراقي واقتحموا القاعة الرئيسة، ودمّروا أثاث البرلمان ومحتوياته، فضلاً عن سيارات عدد من النواب والمسؤولين، في حين قالت مصادر أخرى إنه تم الاعتداء على عدد من البرلمانيين داخل البرلمان.
وقال القيادي في التيار الصدري، علي العتبي، خلال اقتحامه مع مئات المتظاهرين المنطقة الخضراء، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يحدث الآن كان يجب أن يحدث منذ سنوات، فالشعب ينزف ويموت جوعاً وحرقاً والقيادات الحالية تعيش في نعيم"، قبل أن يضيف: "لن نعتدي على سلطة الدولة أو القانون ولن نخل بالنظام وتحركنا منضبط".
وأوضح مراسل "العربي الجديد" أن هناك وساطات تجري لإقناع الصدر بإصدار أوامر سحب أنصاره من داخل المنطقة الخضراء، موضحاً أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يستعد لإلقاء كلمة للشعب العراقي، مساء اليوم. وناشد رئيس البرلمان العراقي الصدر سحب أنصاره من المنطقة الخضراء، محذراً من انهيار الدولة، بينما غادر أغلب المسؤولين العراقيين المنطقة الخضراء.
وقال وزير عراقي لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الوزراء أوفد ممثلين إلى النجف للقاء مقتدى الصدر، فيما حذر القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، من أن أي استخدام للقوة تجاه مقتحمي المنطقة الخضراء ستكون عواقبه كبيرة، بحسب تصريح أدلى به لـ"العربي الجديد".
ودعا الصدر أنصاره إلى إحراق العلم الأميركي وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة.
في المقابل، أعلن مسؤولون في الجيش العراقي أن العبادي أعلن حالة الإنذار القصوى في صفوف الجيش العراقي والشرطة، وقال العقيد الركن محمد حسين ناصر، من قيادة عمليات بغداد، إن "الجيش بانتظار التعليمات حالياً من رئيس الوزراء في كيفية التعامل مع الوضع".
وأوضح ناصر لـ"العربي الجديد"، أنه "تأكد لنا وجود تواطؤ وتخاذل من قيادات وضباط في الجيش ساهموا في إدخال المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء"، مبيناً أنه "في حال اقترب المتظاهرون من السفارات الأجنبية أو مبنى رئاسة مجلس الوزراء، فقد تتطور الأمور إلى بعد آخر".
وأفاد مراسل "العربي الجديد" أنه تم إغلاق مداخل ومخارج العاصمة العراقية بغداد، واستدعاء قوات إضافية من محافظات الجنوب، إضافة إلى تطويق البنك المركزي ومصرفي الرافدين والرشيد من قوات الجيش ووحدات عسكرية خاصة خوفاً من اقتحامها.
من جهة ثانية، قالت مصادر سياسية عراقية إن السفارات الأميركية والبريطانية والكندية اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وشوهد جنود أجانب مدججون بالأسلحة في محيط السفارات تلك، ومروحيات أميركية تحلق على مستوى منخفض فوق السفارة الأميركية، فيما أجلت الأمم المتحدة بعثتها من مقراتها داخل المنطقة الخضراء. ولجأ موظفو السفارات اليابانية والفرنسية والأسترالية إلى مبنى السفارة الأميركية، التي تم نشر قوات من المارينز بمحيطها.
وأفاد مراسل "العربي الجديد" بسماع أصوات إطلاق نار قرب المنطقة الخضراء، تلاه وصول تعزيزات من الجيش العراقي إلى المنطقة لتبدأ بإغلاقها مجدداً، فيما حاول الجيش منع أعداد جديدة من المتظاهرين الدخول للمنطقة.
كما لجأت القوات العراقية إلى استخدم القنابل الصوتية لوقف تدفق المتظاهرين. وقال المتحدث باسم عمليات الجيش ببغداد "قواتنا مستعدة لصد أية محاولات للاعتداء على المصارف".