أنصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء ببغداد.. واعتداء على برلمانيين

عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
30 ابريل 2016
C740F03D-9DE3-4818-A96C-B0B9802E3257
+ الخط -
بعد أقل من ساعة واحدة على بيان لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، هاجم فيه الحكومة والبرلمان ونظام المحاصصة الطائفية في توزيع الحقائب الوزارية، اقتحم المئات من أنصاره ومن مؤيدي تحركاته السياسية، مساء اليوم السبت، المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقر البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية و22 بعثة دبلوماسية، من بينها السفارتان الأميركية والبريطانية.


وقال مراسلو "العربي الجديد"، إن أنصار الصدر تمكنوا من اقتحام المنطقة عبر بواباتها الرئيسة وإسقاط الجدار الإسمنتي المحيط بها، ووصلوا إلى مقر البرلمان العراقي واقتحموا القاعة الرئيسة، ودمّروا أثاث البرلمان ومحتوياته، فضلاً عن سيارات عدد من النواب والمسؤولين، في حين قالت مصادر أخرى إنه تم الاعتداء على عدد من البرلمانيين داخل البرلمان.

وقال القيادي في التيار الصدري، علي العتبي، خلال اقتحامه مع مئات المتظاهرين المنطقة الخضراء، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يحدث الآن كان يجب أن يحدث منذ سنوات، فالشعب ينزف ويموت جوعاً وحرقاً والقيادات الحالية تعيش في نعيم"، قبل أن يضيف: "لن نعتدي على سلطة الدولة أو القانون ولن نخل بالنظام وتحركنا منضبط".

وأوضح مراسل "العربي الجديد" أن هناك وساطات تجري لإقناع الصدر بإصدار أوامر سحب أنصاره من داخل المنطقة الخضراء، موضحاً أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يستعد لإلقاء كلمة للشعب العراقي، مساء اليوم. وناشد رئيس البرلمان العراقي الصدر سحب أنصاره من المنطقة الخضراء، محذراً من انهيار الدولة، بينما غادر أغلب المسؤولين العراقيين المنطقة الخضراء.

وقال وزير عراقي لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الوزراء أوفد ممثلين إلى النجف للقاء مقتدى الصدر، فيما حذر القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، من أن أي استخدام للقوة تجاه مقتحمي المنطقة الخضراء ستكون عواقبه كبيرة، بحسب تصريح أدلى به لـ"العربي الجديد".

ودعا الصدر أنصاره إلى إحراق العلم الأميركي وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة.

في المقابل، أعلن مسؤولون في الجيش العراقي أن العبادي أعلن حالة الإنذار القصوى في صفوف الجيش العراقي والشرطة، وقال العقيد الركن محمد حسين ناصر، من قيادة عمليات بغداد، إن "الجيش بانتظار التعليمات حالياً من رئيس الوزراء في كيفية التعامل مع الوضع".

وأوضح ناصر لـ"العربي الجديد"، أنه "تأكد لنا وجود تواطؤ وتخاذل من قيادات وضباط في الجيش ساهموا في إدخال المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء"، مبيناً أنه "في حال اقترب المتظاهرون من السفارات الأجنبية أو مبنى رئاسة مجلس الوزراء، فقد تتطور الأمور إلى بعد آخر".

وأفاد مراسل "العربي الجديد" أنه تم إغلاق مداخل ومخارج العاصمة العراقية بغداد، واستدعاء قوات إضافية من محافظات الجنوب، إضافة إلى تطويق البنك المركزي ومصرفي الرافدين والرشيد من قوات الجيش ووحدات عسكرية خاصة خوفاً من اقتحامها.

من جهة ثانية، قالت مصادر سياسية عراقية إن السفارات الأميركية والبريطانية والكندية اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وشوهد جنود أجانب مدججون بالأسلحة في محيط السفارات تلك، ومروحيات أميركية تحلق على مستوى منخفض فوق السفارة الأميركية، فيما أجلت الأمم المتحدة بعثتها من مقراتها داخل المنطقة الخضراء. ولجأ موظفو السفارات اليابانية والفرنسية والأسترالية إلى مبنى السفارة الأميركية، التي تم نشر قوات من المارينز بمحيطها.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" بسماع أصوات إطلاق نار قرب المنطقة الخضراء، تلاه وصول تعزيزات من الجيش العراقي إلى المنطقة لتبدأ بإغلاقها مجدداً، فيما حاول الجيش منع أعداد جديدة من المتظاهرين الدخول للمنطقة.

كما لجأت القوات العراقية إلى استخدم القنابل الصوتية لوقف تدفق المتظاهرين. وقال المتحدث باسم عمليات الجيش ببغداد "قواتنا مستعدة لصد أية محاولات للاعتداء على المصارف".


ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
المساهمون