يبدو أن المثل الشهير "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" الذي لطالما سمعناه، وأجبرتنا الحياة على سماعه دوماً، قد رأيناه بشكل عكسي هذه المرة واقعاً في قصة المهاجم أندي ديلور، والطريقة التي تمكن من خلالها من اللحاق بمعسكر المنتخب الوطني الجزائري، بعد أن عاكس الحظ إرادته ولم تخدمه الظروف في البداية.
اللاعب الذي جهز نفسه بنفسه، وذلك بسعيه للحصول على الجنسية وجواز السفر الجزائريين، حيث أخذ على عاتقه مشقة التنقل بمعية بعض من مقربيه بين الجزائر والقنصلية الجزائرية بفرنسا من أجل استخراج الوثائق الإدارية، ليصطدم بمشكلة الجنسية الرياضية، وبعد تجهيزه كل الملفات، كان الرد قاسيا من الاتحاد الدولي أن قضيته لن يبت فيها حتى العاشر من شهر يونيو/حزيران أي بعد بداية معسكر المنتخب الجزائري، وينتهي الحلم بالنسبة لمقربيه إلا بالنسبة للاعب الذي ظل مصرا على أنه سيكون حاضرا في كأس أفريقيا.
ولأن إيمانه كان قويا بحلمه، فقد صارع من أجل ذلك، وواصل تدريباته لعل الرياح تهب بما يشتهيه، ليخدمه القدر الذي عانده في البداية، ويكون له ما تمناه بإبعاد اللاعب هاريس بلقبلة بسبب الفضيحة التي شاهدها الجميع.
إصرار اللاعب لم يتوقف عند هذا الحد ولم يبق مكتوف الأيدي، فأول ما سمع بالأمر اتصل بالمدرب جمال بلماضي، وأكد له أنه جاهز إذا ما كان هناك مكان له، وأنه على أتم الاستعداد لأن يسافر بأول رحلة للدوحة ويلتحق بزملائه، وأنه على أتم الجاهزية من الناحية البدنية وأنه لم يذهب في عطلة بل أكمل تحضيراته على انفراد.
اقــرأ أيضاً
ما قام به ديلور جعل الجميع في معسكر المنتخب الجزائري يصابون بالدهشة، بداية من المدرب وصولا للاعبين، وسارعت الإدارة إلى إنهاء أوراقه وتحلت هي نفسها بذات العزيمة والإصرار، وتحركت من أجل أن تنهي أوراق اعتماده في قائمة الاتحاد الافريقي قبل فوات الأوان.
ما سيجلبه ديلور إلى المنتخب الوطني لن يتوقف عند الجانب الفني، فالمنتخب كان بحاجة إلى مهاجم ثالث برفقة كل من بونجاح، الذي بات يعتقد أنه أساسي فوق كل اعتبار، بحكم حالة منافسه إسلام سليماني البعيد عن الملاعب منذ شهر فبراير/شباط الماضي، بل سيمتد إلى زرع روح جديدة تتسم بالكثير من العزيمة والإصرار، وهو ما يحتاجه أي منتخب مقبل على منافسة من حجم كأس أفريقيا.
ما فعله ديلور يعد درسا مهما للجميع، فبداية هو درس لمزدوجي الجنسية، ممن ماطلوا في الرد على اتصالات المدرب، ومن ظنوا أنهم أكبر من المنتخب، وأنهم أحق بمفاوضات عسيرة وتنازلات كثيرة، حتى يلعبوا للمنتخب الجزائري، وكذلك هو درس لمن احتكروا الوطنية لأنفسهم وشككوا في حب مزدوجي الجنسية لوطنهم، ومن يرون أن من لم يولد خارج الجزائر فهو "ناقص الإيمان" بمنتخبها وضعيف الحب لوطنه.
قصة ديلور قد لا تنتهي عند هذا الحد، فقد تخدمه الظروف مرة أخرى، ويتمكن من ترك بصمته على المستطيل الأخضر كما تركتها قصته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون درساً للجميع في عالم الكرة وخارجه، أن الرياح يمكن أن تهب بما تشتهيه السفن، إذا كانت أشرعة السفن قوية لا تهاب العواصف، وإن كانت النية صافية لبلوغ الضفة.
اللاعب الذي جهز نفسه بنفسه، وذلك بسعيه للحصول على الجنسية وجواز السفر الجزائريين، حيث أخذ على عاتقه مشقة التنقل بمعية بعض من مقربيه بين الجزائر والقنصلية الجزائرية بفرنسا من أجل استخراج الوثائق الإدارية، ليصطدم بمشكلة الجنسية الرياضية، وبعد تجهيزه كل الملفات، كان الرد قاسيا من الاتحاد الدولي أن قضيته لن يبت فيها حتى العاشر من شهر يونيو/حزيران أي بعد بداية معسكر المنتخب الجزائري، وينتهي الحلم بالنسبة لمقربيه إلا بالنسبة للاعب الذي ظل مصرا على أنه سيكون حاضرا في كأس أفريقيا.
ولأن إيمانه كان قويا بحلمه، فقد صارع من أجل ذلك، وواصل تدريباته لعل الرياح تهب بما يشتهيه، ليخدمه القدر الذي عانده في البداية، ويكون له ما تمناه بإبعاد اللاعب هاريس بلقبلة بسبب الفضيحة التي شاهدها الجميع.
إصرار اللاعب لم يتوقف عند هذا الحد ولم يبق مكتوف الأيدي، فأول ما سمع بالأمر اتصل بالمدرب جمال بلماضي، وأكد له أنه جاهز إذا ما كان هناك مكان له، وأنه على أتم الاستعداد لأن يسافر بأول رحلة للدوحة ويلتحق بزملائه، وأنه على أتم الجاهزية من الناحية البدنية وأنه لم يذهب في عطلة بل أكمل تحضيراته على انفراد.
ما قام به ديلور جعل الجميع في معسكر المنتخب الجزائري يصابون بالدهشة، بداية من المدرب وصولا للاعبين، وسارعت الإدارة إلى إنهاء أوراقه وتحلت هي نفسها بذات العزيمة والإصرار، وتحركت من أجل أن تنهي أوراق اعتماده في قائمة الاتحاد الافريقي قبل فوات الأوان.
ما سيجلبه ديلور إلى المنتخب الوطني لن يتوقف عند الجانب الفني، فالمنتخب كان بحاجة إلى مهاجم ثالث برفقة كل من بونجاح، الذي بات يعتقد أنه أساسي فوق كل اعتبار، بحكم حالة منافسه إسلام سليماني البعيد عن الملاعب منذ شهر فبراير/شباط الماضي، بل سيمتد إلى زرع روح جديدة تتسم بالكثير من العزيمة والإصرار، وهو ما يحتاجه أي منتخب مقبل على منافسة من حجم كأس أفريقيا.
ما فعله ديلور يعد درسا مهما للجميع، فبداية هو درس لمزدوجي الجنسية، ممن ماطلوا في الرد على اتصالات المدرب، ومن ظنوا أنهم أكبر من المنتخب، وأنهم أحق بمفاوضات عسيرة وتنازلات كثيرة، حتى يلعبوا للمنتخب الجزائري، وكذلك هو درس لمن احتكروا الوطنية لأنفسهم وشككوا في حب مزدوجي الجنسية لوطنهم، ومن يرون أن من لم يولد خارج الجزائر فهو "ناقص الإيمان" بمنتخبها وضعيف الحب لوطنه.
قصة ديلور قد لا تنتهي عند هذا الحد، فقد تخدمه الظروف مرة أخرى، ويتمكن من ترك بصمته على المستطيل الأخضر كما تركتها قصته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون درساً للجميع في عالم الكرة وخارجه، أن الرياح يمكن أن تهب بما تشتهيه السفن، إذا كانت أشرعة السفن قوية لا تهاب العواصف، وإن كانت النية صافية لبلوغ الضفة.