أنا زلاتان (38) أزمة غوارديولا "الجبان" واختيار الميلان

30 سبتمبر 2015
+ الخط -


يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

كان سيتم اختيار رئيس جديد للنادي، وأمور مثل هذه دائماً ما تخلق اضطراباً للنادي، الناس يدخلون مرحلة الشك، شخص اسمه ساندرو روسيل تم انتخابه، كان نائباً لرئيس النادي حتى عام 2005، وكان صديقاً للابورتا، لكن شيئاً ما قد حدث، وأصبحا الآن أعداء كما يقال، لهذا الناس كانوا قلقين بطبيعة الحال: هل سيقوم روسيل بتنظيف كل الأفراد القدماء؟ لم يكن يعرف أحداً، المدير الرياضي تيكشي بيغرستين كان قد استقال قبل حتى أن يقوم روسيل بطرده، لهذا تساءلت في نفسي: ما الذي قد يعنيه هذا لقضيتي؟، لقد كان لابورتا هو من تعاقد معي بقيمة قياسية، ولم يبد أنهُ من غير المنطقي أن يخرج روسيل ويحاول إظهار أن هذه الصفقة كانت خطوة سيئة من لابورتا، العديد من الصحف أيضاً كانت قد كتبت أن أول مهام روسيل هي مهمة بيعي، الصحافيون لم يعرفوا أي شيء عما حدث بيني وبين غوارديولا، ولا حتى أنا بالمناسبة.

لكنهم أشاروا إلى أن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام بيننا وفي الحقيقة أقول إنهُ لا يجب عليك أن تكون خبير كرة القدم لتفهم ذلك، غوارديولا أحبطني كعادته، وأتذكر أن مينو اتصل بالرئيس الجديد ليخبره بما قال غوارديولا لي في الاجتماع:

- "ما الذي يقوله هذا الشخص بحق الجحيم؟ هل يريد التخلص من زلاتان؟".

- "لا لا، غوارديولا يؤمن بإبرا كثيراً".

- "إذاً لماذا يفعل ذلك؟".

روسيل لم يتمكن من الإجابة، كان جديداً ولم يبد بأن هناك أي شخص يعرف، الوضعية كانت مليئة بالشكوك، فزنا بلقب الدوري وبدأت الإجازة، مر وقت طويل قبل أن أستمتع بالإجازة بهذا الشكل، كنت بحاجة للخروج من هناك.

مع اقترابي من العودة بدأت الأسئلة تعود إلي: ما الذي سيحدث؟ ما الذي يجب عليّ فعله؟، كان تلك الأسئلة تدور في داخلي، وبالطبع أدركت من خلال التفكير أن هناك حلاً وحيداً واضحاً: أن أرى إمكانية بيعي، لكنني لم أفضل أن أتخلى عن حلمي بهذه السهولة، ليس في حياتي إطلاقاً، لهذا قررت أن أنطلق مثل الوحش في التدريبات لأصبح أفضل من أي وقت مضى، لم يمكن لأي شخص أن يوقفني، سوف أريهم جميعاً من أنا، لكن برأيكم ما الذي حدث؟ لم أظهر أي شيء، لم أتمكن حتى من ارتداء حذائي قبل أن يقوم غوارديولا باستدعائي مرة أخرى، كان ذلك في 19 يوليو/تموز كما أتذكر، ومعظم اللاعبين لم يعودوا من كأس العالم بعد، كان الهدوء يحيط بالمكان، وبيب كان يهدف لإجراء محادثة بسيطة، على الرغم من ذلك كان واضحاً أنهُ متوتر وغير مرتاح، لكن على الرغم من ذلك تمكن من تمثيل دور الشخص اللطيف بشكل جيد، على الأقل في البداية:

- "كيف كانت إجازتك؟".

- "جيدة، جيدة".

- "وكيف هو شعورك حيال الموسم الجديد؟".

- "جيد أيضاً، أنا متحمس، سأقدم كل شيء للفريق".

- "حسناً.. يجب أن تُعد نفسك للجلوس على مقاعد الاحتياط".

- بيب قال ذلك، في اليوم الأول لعودة الفريق، وتحضيرات بداية الموسم لم تبدأ بعد، غوارديولا لم يرني ألعب أي دقيقة بعد الإجازة، لهذا هذه الكلمات لا يمكن اعتبارها إلا هجوماً شخصياً جديداً، قلت له: "حسناً، أتفهم ذلك"، بكل بساطة.

غوارديولا عاد وقال: "كما تعلم، فلقد اشترينا ديفيد فيا من فالنسيا"، ديفيد فيا كان رائعاً، لا شك في ذلك، كان أحد نجوم المنتخب الإسباني الذي فاز بكأس العالم، لكن، فيا كان يلعب في الجناح وأنا ألعب في العمق، لم يكن له أي علاقة بمسألة تواجدي في الهجوم، غوارديولا عاد مرة أخرى وطلب تعليقي على هذا الأمر: "ما الذي تقوله بهذا الشأن؟".

- لا شيء، هذا ما فكرت فيه بالبداية، لن أقول أي شيء سوى تهنئة بسيطة، لكن فجأة ضرب الأمر في داخلي: لماذا لا أحاول بطريقة جديدة مع غوارديولا؟ أريد أن أعرف هل الأمر متعلق بكرة القدم فقط أم أن الأمر هو محاولة إبعادي عن النادي فقط؟.

- "ما الذي أقوله عن هذا الأمر؟".

- "نعم؟".

- "حسناً، سأعمل بجد أكبر، سأقاتل من أجل أن أحصل على مركز في الفريق، سأقنعك أنني جيد بما فيه الكفاية".

بصراحة، لم أكن أستطيع أن أصدق ذلك بنفسي، لم يسبق لي أن عاملت أي مدرب في مسيرتي بمثل هذه الطريقة، فلسفتي هي أن أترك أفعالي تتحدث عني، ليس من الجيد أن تمشي وتتحدث عن نفسك، وعن أنك سوف تقدم كل شيء، أنت تتقاضى مرتباً لكي تفعل ذلك، لكن هذه هي طريقتي، لمحاولة فهم غوارديولا، أردت أن أعرف ما الذي سيقوله، قال لي:

"أعلم ذلك، لكن كيف سيجعلنا ذلك نحقق تقدماً؟".

- "هكذا فقط، سأعمل بجد، أينما تعتقد أنني جيد، سألعب في المكان الذي تريده".

- "أعلم ذلك، لكن كيف سيجعلنا ذلك نحقق تقدماً؟".

لقد كانت نفس تلك الجملة رددها مراراً وتكراراً، كان يريد التحدث بصراحة لكن لم تكن لديه الموهبة حتى في ذلك، لكنني فهمت الأمر، الحديث لم يكن عن مسألة مركزي في الملعب أو خلاف ذلك، لقد كانت مسألة شخصية، غوارديولا بدلاً من أن يتكلم بشكل مباشر ويقول إنهُ لم يتمكن من التعامل مع شخصيتي، حاول أن يراوغ حول الموضوع ويربطه في جملة غامضة واحدة.

- "كيف يمكننا أن نحقق تقدماً"؟

- "أنا أقدم مثل البقية، أنا ألعب لميسي".

- "أعلم ذلك، لكن كيف سيجعلنا ذلك نحقق تقدماً؟".

كان ذلك سخيفاً بحق، أعتقد أن غوادريولا أراد مني أن أغضب وأصرخ: لن أقبل بهذا، سوف أخرج من النادي، ومن ثم يخرج ويقول: زلاتان أراد أن يخرج من هُنا، إنهُ ليس قراري!

ربما أكون متوحشاً، ربما أكون شخصاً يحب المواجهات والنقاشات العنيفة دائماً، لكنني بالتأكيد شخص يعرف متى يتحكم بنفسه جيداً، لم أكن سأجني أي شيء من الإعلان عن رغبتي بالخروج من النادي، لهذا قمت بشكره بهدوء على الاستدعاء ومن ثم خرجت، كنت غاضباً من الأمر، بالتأكيد، لكن رغم ذلك الاجتماع كان مثمراً، الآن عرفت الأمر بجدية: الرجل لن يدعني ألعب حتى لو تمكنت من الطيران في السماء، لهذا كان السؤال: هل يجب علي أن أزعج نفسي وآتي كل يوم إلى التدريبات لمقابلة وجه بيب؟ أشك في ذلك.

سُحقاً، بدأ الأمر يغضبني، شعرت بأنه معزول عن البقية في الخارج، غضبت حقاً وأردت أن أقوم بشيء كبير، لكن أيضا عاد ذلك الشيء لكي يهدئني: المسألة دخلت فصلاً جديداً الآن، الآن ليست مسألة حرب فقط، الآن دخلت معها لعبة سوق الانتقالات، وهي لعبة أحبها، وبجانبي أفضل من يحكم تلك السوق، مينو، تحدثت معه كثيراً عن الأمر، وقررنا أن نلعب بشكل قوي وقاسٍ: غوارديولا لا يستحق شيئاً أفضل من ذلك.

- في كوريا، التقيت بنائب الرئيس الجديد للنادي غوسيب ماريا بارتوميو، التقينا في الفندق وقمنا بالتحدث قليلاً، الرجل كان في نهاية حديثه واضحاً معي، حيث قال:

- "زلاتان، إذا وصلتك عروض جديدة، يجب أن تأخذها بعين الاعتبار".

- "لا أبداً، لن أذهب إلى أي مكان، أنا لاعب للبرسا وسأبقى هُنا".

- غوسيب تفاجأ بعض الشيء من حديثي وقال: "لكن كيف سنتعامل مع هذا الأمر؟".

- قلت له: "لدي فكرة!".

- "حقاً؟".

- "نعم، يجب أن تتصل بريال مدريد".

- "ولماذا علي الاتصال بهم؟".

- "لأنني إذا انتقلت من برشلونة، أريد الانتقال إليهم، ربما تنجز هذه الصفقة من أجلي".

- غوسيب ماريا خاف من الأمر، وقال لي "أنت تمزح!".

بدأت أرى المسالة جدية، وقلت له "لا أبداً لا أمزح، لدينا مشكلة، لدينا مدرب ليس رجلاً بما فيه الكفاية ليقول إنهُ لا يريدني هُنا في هذا النادي، أنا أريد البقاء، وهو يريد بيعي، لهذا ليفعل ذلك ويصرح بالأمر، بوضوح وبصوت عالٍ، حينها سأنتقل، والنادي الوحيد الذي سوف أنتقل له هو ريال مدريد: فقط ليكن لديك علم بذلك".

تركت الغرفة وخرجت، والآن ليس هناك أي شيء، اللعبة بدأت، الريال قلت اسمه فقط كنوع من الخداع، حركة أردت القيام به، كان اسم الريال مجرد خطوة للاستفزاز واستراتيجية معينة، لكن في الواقع، لدي عروض من مانشستر سيتي والميلان، أردت الذهاب إلى نادٍ يكون بحالة جيدة حالياً، ولم يكن هناك أي نادي في أوروبا يمتلك تاريخاً مثل الميلان: "سوف نذهب لميلان!".

المساهمون