في خضم الخلاف والنقاش الداخلي في إسرائيل، حول خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، اليوم الثلاثاء، أعرب كثيرون من خصوم نتنياهو السياسيين، ومن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، عن مخاوفهم من تضرر العلاقات الإسرائيلية الأميركية.
واعتبر رئيس الموساد السابق، مئير داغان، أن نتنياهو ألحق أكبر ضرر ممكن بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، فيما أعلن الأسبوع الماضي وزير خارجية إسرائيلي سابق، أن إسرائيل لا يمكنها أن تتنازل عن الدعم الأميركي العسكري والسياسي.
وفي هذا السياق، ذهب بعض المراقبين إلى القول إن من شأن الخلاف والتوتر بين نتنياهو والإدارة الأميركية، أن يضرب المساعدات الأميركية لإسرائيل.
غير أن مراقبين آخرين، استبعدوا أن تتأثر المساعدات الأميركية لإسرائيل بالتطورات الخيرة.
وحسب تقرير موسع نشرته صحيفة "كالكليست" الإسرائيلية المختصة في الاقتصاد، فإن حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل بلغ في العام 2014، نحو 3 مليارات دولار، فيما أقر الكونجرس الأميركي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حزمة مساعدات بحجم 3.6 مليارات دولار للعام الجاري.
وبموجب تفاهمات أميركية إسرائيلية، تعود إلى عهد الرئيس السباق جورج بوش الابن، أقر الكونغرس الأميركي وصادق، بحسب الصحيفة نفسها، على منح إسرائيل معونات مالية، تبلغ 30 مليار دولار خلال الفترة بين 2009 و2018، بينما تجري حاليا المفاوضات بين إسرائيل والولايات المتحدة، لإقرار حجم المعونات الأميركية لإسرائيل للفترة بين 2019 و2028.
وحصلت إسرائيل على مساعدات أميركية، بقيمة 70 مليار دولار منذ العام 1949.
وبخلاف باقي الدول التي تستفيد من إعانات أميركية سنوية، تنفرد إسرائيل إلى جانب مصر، بالحصول على هذه المساعدات، دفعة واحدة وليس على شكل أقساط.
وتعمل إسرائيل على إيداع هذه المساعدات في البنوك الأميركية، للاستفادة من نسب الفائدة المطبقة في النظام المالي الأميركي، وتعمل على تحويل هذه الفائدة لسداد ديونها للولايات المتحدة، والتي تقدر سنويا بـ 300 مليون دولار.
وتشترط الإدارة الأميركية على إسرائيل، أن تستخدم هذه المعونات للأغراض العسكرية، بشراء أسلحة أميركية الصنع بما لا يقل عن 76% من إجمالي هذا المبلغ، فيما تسمح لها بتحويل 24% لشراء أسلحة وعتاد إسرائيلي الصنع.
وتغطي إسرائيل عملياً ضفقة شراء 14 طائرة مقاتلة من طراز إف 35، من المعونات الأميركية، فيما تلتزم الولايات المتحدة بشراء وتطوير أسلحة ومنتجات عسكرية إسرائيلية، بقيمة 4 مليارات دولار.
ورأى مراقبون أنه، وانطلاقا من هذه الشروط والضوابط، من المستبعد في المرحلة الحالية أن يحاول الرئيس الأميركي باراك أوباما، الضغط على الكونجرس لإلغاء هذه المعونات أو تقليصها، بخاصة أن الكونجرس صادق أخيرا، على منح إسرائيل 300 مليون دولار رغم الأزمة الاقتصادية.
اقرأ أيضاً: إسرائيليون ينصبون خياماً في تل أبيب للحصول على شقة
اقرأ أيضاً: رئيس الموساد السابق يتّهم نتنياهو بإلحاق ضرر استراتيجي بإسرائيل