فوجئ المغرب قبل يومين بمنع دخول شحنة حمضيات إلى الولايات المتحدة، ما اقتضى فتح مشاورات مع سلطات أميركا، حيث اتفق على التعليق المؤقت لصادرات الحمضيات إلى حين معالجة أسباب المنع.
وبدأ التعليق المؤقت، اعتباراً من الخميس الماضي، علما أن البلدين تربط بينهما اتفاقية للتبادل الحر.
وجاء هذا القرار، حسب ما أوضحه المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب، أول من أمس الجمعة، على إثر رصد يرقات الذبابة المتوسطية للفاكهة في شحنة من الحمضيات المغربية التي صدرها المغرب إلى الولايات المتحدة.
وتعتبر هذه الحشرة من آفات الحجر الزراعي بأميركا، وتوجد بكل من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأميركا اللاتينية.
وأشار المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إلى أن هذه الحشرة تصيب أكثر من 300 صنف من النباتات، مثل الحوامض، والخوخ، والقهوة، والتين، غير أن المكتب يشدّد على أن المغرب، يحترم عند تصدير الحمضيات تجاه السوق الأميركية، بروتوكول المعالجة بالتبريد، نزولا عند متطلبات مصالح حماية النباتات الأميركية منذ 1991.
وأضاف المكتب الذي تعود إليه في المغرب مراقبة سلامة المنتجات الغذائية، أنه منذ ذلك التاريخ، لم يتم تسجيل أية حالة إيقاف الحمضيات بسبب وجود يرقات هذه الحشرات.
اقرأ أيضاً: توقعات بتباطؤ نمو اقتصاد المغرب في 2016
ويعتبر مصدر زراعي، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المغرب يحترم دائما إجراءات المراقبة التي تفرضها المصالح المختصة في الولايات المتحدة.
ولم يستبعد المصدر، أن يكون القرار الأميركي، جاء لاعتبارات تجارية، خاصة أن صادرات الحمضيات المغربية إلى تلك السوق، ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الثلاثة أعوام الأخيرة.
وقفزت تلك الصادرات لأميركا من 10 آلاف طن في 2012 إلى 43 ألف طن في الموسم الماضي، وهي وتيرة ينتظر أن ترتفع في الموسم الحالي.
وعقد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يوم الخميس الماضي، اجتماعا مع العاملين بقطاع الحوامض من أجل تحديد الإجراءات التي يفترض اتخاذها لتجاوز قرار التعليق في أقرب الآجال.
وكان موسم التصدير انطلق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث توقع المهنيون تصريف حوالي 500 ألف طن من جميع أصناف الحمضيات، من أصل إنتاج يقدر بمليوني طن.
يشار إلي أن أميركا الشمالية، ممثلة في الولايات المتحدة وكندا، استقبلت في الموسم الماضي، 21% من الحوامض المغربية، بينما استوعبت أسواق روسيا 40% والاتحاد الأوروبي 35%، والخليج 2.5%.
اقرأ أيضاً: عقارات المغرب تلتهم 28 ألف هكتار زراعي