ألمانيا والأرجنتين.. إحصاءات فنية متقاربة في نهائي "الاشتباك التكتيكي"

13 يوليو 2014
مَن البطل الذي سيحمل الكأس الذهبية؟ (Getty)
+ الخط -
تلتقي ألمانيا والأرجنتين في نهائي كأس العالم 2014، في إعادة للمباراة الختامية التي أجريت في العام 1990، وسيحاول المنتخب الألماني إنهاء العقدة التي لازمته 24 عاماً والفوز بلقبه الرابع، في حين أن الأرجنتين تسعى وراء حصد لقبها الثالث تاريخياً، في وقت ستلعب ألمانيا من أجل الظفر بكأس العالم لأول مرة خارج أوروبا.

ألمانيا ستُهاجم دون خوف

وظهر المنتخب الألماني في الرحلة نحو النهائي الحلم، واثقاً من خطواته يسير بثبات، ولم يكن اكتساح البرازيل (7 – 1)، أول نتيجة كبيرة يحققها المنتخب الألماني في المونديال البرازيلي، بل سبق له أن فاز على البرتغال برباعية نظيفة، ورغم أن الجزائر أحرجت ألمانيا في مباراة الدور الثاني، إلا أنها من خلال هذه المباراة أصبحت أكثر منتخب يصنع فرصاً على المرمى في بطولة كأس العالم 2014.

وتملك ألمانيا سلاحاً هجومياً فتاكاً ظهر في المونديال، فقد حصد أفضل ثلاث مباريات هجومية من أصل سبعة في كأس العالم بشكل عام، والسر وراء هذا الأداء الألماني القوي كان تكتيك الاستحواذ على الكرة ومنع المنافس من الحصول عليها، في ظل اعتماد ألمانيا في هذا المونديال على التمريرات القصيرة من أجل شق الطريق باتجاه المرمى.

الأرجنتين ستُدافع من أجل الفوز

في المقابل، وعلى العكس من ألمانيا، فإن الأرجنتين تملك أفضل مباراتين من أصل سبعة في كأس العالم من الناحية الدفاعية، والمُلفت أن الأرجنتين قدمت أفضل مباراتين لها في المونديال في الدور ربع النهائي ونصف النهائي، نظراً للدفاع القوي الذي أثبت أنه قادر على صد أقوى الهجمات.

وفعلاً قام الدفاع الأرجنتيني بمنع الهولندي أريين روبن، والبلجيكي هازارد من تشكيل خطورة كبيرة على المرمى في 210 دقائق، ويبدو أن الدفاع الأرجنتيني الأفضل في هذه البطولة حتى الآن، وليس مستغرباً أن تشهد المباراة النهائية نفس التركيبة الأرجنتينية التي خاضت مباراتي بلجيكا وهولندا، إذ أثمرت حسابياً وفنيا،ً وأوصلت الأرجنتين إلى النهائي بعد 24 سنة من الانتظار.

في وقت ظهر المدرب أليخاندرو سابيا بشخصية كارلوس بيلاردو المدرب الأرجنتيني الذي منح اللقب "للألبي سيليستي" في العام 1986، خصوصاً عبر الفكر التدريبي الذي يعتمد على جهوزية سبعة مدافعين في الخلف مع الاعتماد على ثلاثة مهاجمين في الأمام، وهذه لا تكون مرسومة على الورق، بل مزروعة فكرياً في عقول اللاعبين على أرض الملعب.

ورغم الانتقادات التي طالت سابيا بأن الأرجنتين لا تقدم كرة جميلة أو ساحرة، إلا أنه أثبت بتكتيكه أنه قادر على صناعة النتائج، التي تعد الشيء الأهم في مباريات كأس العالم، من خلال التركيز على إغلاق كل الثغرات الدفاعية وصد الهجمات، ومن ثم مباغتة الخصم بهجمة مرتدة سريعة يقودها نجم الأرجنتين ليونيل ميسي.


إحصاءات وأرقام متقاربة

في المقابل، فإن النظام الألماني يعتمد على بناء الهجمات من خط الوسط عبر خضيرة وشفانشتايجر من أجل شق الطريق باتجاه منطقة الجزاء الأرجنتينية، ولكن هذه العملية بحاجة لسرعة في التطبيق قبل أن يتدخل الدفاع المتقدم، كما فعل المنتخب الأرجنتيني عندما حرم روبن وبيرسي وهازارد من التحرك براحة تامة أو صناعة الخطورة المعتادة. 

وتبدو الأمور متقاربة بين اللاعبين على أرض الملعب، إذ أوضحت الفيفا في تقرير تقييمي عن النسبة المئوية لكل لاعب ألماني وأرجنتيني، لتظهر النتيجة متساوية، فقد ظهر متوسط التقييم بـ 7.3 لألمانيا ونفس الرقم للأرجنتين، في حين أن نسبة النجاح في الكرات الهوائية بلغ 54 % للمنتخب الألماني و55% للأرجنتيني، لكن الأرجنتين تتفوق بنسبة المراوغات الفردية.

في المقابل فإن مقدار الاستحواذ على الكرة متعادل بنحو 59% بين المنتخبين، ونسبة التمريرات الناجحة وصلت إلى نحو 85 % أيضاً للمنتخبين، ورغم أن ألمانيا تملك القوة الهجومية إلا أن الأرجنتين متفوقة عليها بعدد التسديدات برصيد 98 تسديدة مقابل 89 لألمانيا، في حين أن الدقة في التسديد تميل لمصلحة الألمان بـ 43 تسديدة أصابت المرمى، في حين أن الأرجنتين نجحت في 33.

في المقابل يأتي التفوق الأرجنتيني الواضح عبر المراوغات الفردية والكرات العرضية، فقد سجلت الإحصاءات الرسمية 90 مراوغة أرجنتينية ناجحة و33 كرة عرضية شكلت خطورة على المرمى، في وقت تعادل فيه المنتخبان بعدد الكرات الطويلة الذي وصل إلى 299 كرة.   
المساهمون