ألمانيا رائدة المدارس المهنيّة في العالم

09 ديسمبر 2014
تتطلب ممارسة مهنة الحصول على شهادة (دانيال رولاند/فرانس برس)
+ الخط -
تمنع ألمانيا ممارسة أيّ مهنة من دون الخضوع لتعليم مهني يستمر 3 سنوات. فالمهن والحرف التي تتنوع بين البناء وميكانيك السيارات والخياطة وغيرها، لا يمكن ممارستها من دون الحصول على شهادة "بيروف أوس بلدونك".

نظام التدريب المهني في ألمانيا، يعود إلى عام 1869، مع إطلاق النقابات الألمانية مصطلح التعليم المهني الإلزامي. وهو النظام الذي اهتم بتهيئة عمال وحرفيين ومهنيين، وليس تخريج جامعيين. وما زالت كل من ألمانيا وسويسرا والنمسا الدول الوحيدة التي تتبعه بصرامة.

وفي الوقت الحاضر، تعلن الشركات بشكل دوري للراغبين في إجراء هذا التدريب، وفقا لأنظمتها وبرامجها. وتشمل التدريبات اختصاصات غير متوقعة. فأحد أصحاب أهم المتاجر الكبرى (سوبرماركت) في ألمانيا يعلن، بين فترة وأخرى، عن دورات تدريب لمهنة عامل متجر. فمن وجهة نظر أرباب العمل، فإنّ على العامل في متاجرهم إتقان أدق تفاصيل المهنة، ورعاية الزبون منذ لحظة دخوله حتى لحظة خروجه. كما يتوجب عليه معرفة تفاصيل جميع المواد الغذائية الموجودة في المتجر، ومراقبة بيانات انتهاء صلاحيتها.

وتتيح مراكز التدريب في ألمانيا اليوم للطلاب، الاختيار من 344 اختصاصاً مهنياً. وقد انخفض العدد أخيراً، بعد أن وصل عام 1971 إلى 600 مهنة. وجاء الانخفاض بسبب التطور التكنولوجي وعدم الحاجة إلى بعض المهن.

ويزاوج التعليم المهني في ألمانيا بين الشقين النظري والتطبيقي في المهنة. فالطالب يهيّأ بالكامل لسوق العمل، لا لحفظ المعلومات فقط. مع الإشارة إلى أنّ ألمانيا تحتاج اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، إلى الحرفيين.

في الفترة الأخيرة، أنهى مليون ونصف مليون ألماني وألمانية تدريبهم المهني. لكنّ الكثيرين من بينهم لا يجدون فرصة عمل مناسبة. وتكشف الإحصائيات الحديثة أنّ 30 بالمائة من أبناء المهاجرين لا يحصلون على التدريب المهني. بينما يرى كثيرون أنّ السبب يعود إلى عدم رغبتهم في ذلك.

في المقابل، وفي ظل محاولات الحكومة الألمانية استيعاب أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين، تقول المشرفة على شؤون اللاجئين في مدينة ينا، لورا أيزنبيرغ، لـ"العربي الجديد": "السوريون لا يمكن مقارنتهم بغيرهم من اللاجئين، فلديهم كفاءات جيدة، وكثير منهم من حملة الشهادات، وعدد ليس بقليل يتكلم اللغة الإنجليزية، مما يسهل علينا التعاطي معهم، وتأهيلهم لاحقاً للعمل". وتضيف: "إذا سمحت الحكومة لهم بالعمل، فسيجدون فرصاً جيدة".
المساهمون