وسط الضغوط التجارية التي تتعرض لها ألمانيا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتراجع الذي تعيشه أسواقها في المنطقة العربية والخليجية، تتجه لدخول المنافسة مع الصين وفرنسا وأميركا، وفتح نوافذ تسويقية جديدة في أفريقيا.
وقبل أسابيع دعا وزير التنمية الألماني غيرد مولر، الشركات الألمانية قائلاً، "هيا بنا إلى أفريقيا، هناك أسواق المستقبل". نداء يجذب الشركات الألمانية التي تجد صعوبة في التسويق في أميركا خلال الفترة الأخيرة.
وكانت ألمانيا قد اقترحت قبل عامين مشروع مارشال لإنعاش الاقتصاد الأفريقي الذي تنظر له كسوق مستقبلي صاعد سيساهم في تنمية الصادرات. ولكن المنافسة على أفريقيا ستكون صعبة أمام التنين الصيني.
وحسب قناة "دويتشه فيله"، في الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري ارتفع حجم التجارة مع أفريقيا، حسب غرفة التجارة والصناعة الألمانية مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 12.7 في المائة.
وأكثر من نصف عدد الشركات الألمانية يعتزم الاستثمار في أفريقيا. ويتقاسم هذا الشعور كريستوف كانينغيسر، مدير أعمال نادي أفريقيا للاقتصاد الألماني الذي يقول: "نرى اهتماماً متزايداً للشركات الألمانية للعمل في أفريقيا".
وحسب التقرير، فإن النمو السريع في أفريقيا يجذب الشركات الألمانية، فنسب النمو السنوي في البلدان الأفريقية الذي يقدر بنحو 7 في المائة باتت عادية في إثيوبيا وغانا ورواندا أو ساحل العاج.
وفي الوقت الذي يطرأ فيه بعض الفتور على عجلة النمو في بعض مناطق العالم الأخرى، فإن هذا يثير جاذبية القارة الجنوبية المجاورة بالنسبة إلى الشركات الألمانية. وإلى حد الآن لا تلعب أفريقيا في التجارة الخارجية الألمانية أي دور مهم.
وحتى الآن لا تلعب التجارة مع أفريقيا دوراً مهماً بالنسبة إلى التجارة الخارجية الألمانية، لكن هذا قد يتغير في المستقبل، ففي 2019 ارتفعت الواردات والصادرات المتبادلة بين ألمانيا ودول أفريقية، كما تعتزم الحكومة الألمانية دعم المستثمرين في أفريقيا.
ومن المتوقع أن تحيي وزارة التنمية الألمانية "مشروع مارشال لأفريقيا" الذي طرحته في العام 2017. كما وعدت ميركل بإنشاء صندوق بمليار يورو لدعم الاستثمارات في افريقيا وتأمينها.
إلى ذلك، فإن التجارة مع ألمانيا موزعة في القارة الأفريقية بشكل غير متساو. فنصف تلك المبادلات التجارية تقريباً يخص جنوب أفريقيا. وإلى جانب ذلك، هناك نيجيريا وبلدان شمال أفريقية كشركاء تجاريين محوريين. وهذا التركيز يعد أحد أسباب تذبذب أرقام التجارة مع أفريقيا.