أكينبود أكينبي.. أغنيات خلف ضجيج المدن

19 يوليو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

تتنوّع اشتغالات المصوّر الفوتوغرافي النيجيري، المقيم في ألمانيا، أكينبود أكينبي (1946) على حركة الأجساد البشرية في المدينة، التي راقبها في باماكو والقاهرة وداكار وجوهانسبرغ وكينشاسا ولاغوس ملتقطاً تلك المساحات الشاعرية التي يخفيها ضجيج كلّ هذه المدن.

في معرضه الجديد "ستّ أغنيات تحوم بلطف في الهواء الطلق"، الذي يختتم مساء اليوم الأحد في "متحف مارتن غروبس" ببرلين، يقدّم مختارات من عدّة سلسلات صوّرها في حياته بالأبيض والأسود، وتتناول مشاهد من أحياء مزدحمة وسواحل مفتوحة على الأفق وشوارع صاخبة.

(من المعرض)
(من المعرض)

يشير بيان المنظّمين إلى أن "التجوال بالنسبة إلى أكينبي يعتبر أداة مركزية لتوثيق الحقائق الاجتماعية والجغرافيا النفسية للبيئات الحضرية، ويتضمن هذا المعرض صور تمّ التقاطها في الحي الأفريقي بالعاصمة الألمانية أواخر التسعينيات، والتي تحمل آثارًا تاريخية لماضي ألمانيا الاستعماري".

تعكس الصور فضاءات عامة في مدنٍ كبرى، في تركيز على حركة المركبات وحشود الناس في الأمكنة تتدافع نحو العمل والمدارس والمؤسسات، كما تظهر الأسواق والمحال التجارية ومنهم محلات بيع الألبسة ومراكز التسوق، ومحبي موسيقى الهيب هوب يمشون على الأرصفة وفي الممرات.

يتابع أكينبي كلّ هذه الممارسات من خلال سيره على الأقدام في الطرقات، في محاولة لفهم تلك المدن المرئية المحاصرة باستمرار، بالمارّة واللوحات الإعلانية، والسيارات، والشاحنات، والدراجات النارية، التي تنطلق جميعها في الصباح الباكر، وصولاً إلى الليل حيث الهدوء.

يأخذ المعرض اسمه من صورة ذلك المتجوّل الذي يغني وهو يسير في الشارع محاطاً بالهواء، حيث يصف الفنان صوره بأنها نتاج "المشي والتنفس بوعي، واتخاذ كل خطوة بأسلوب هادئ ومريح للغاية. هذا ما تعلّمته على مدى سنوات عديدة"، لافتاً أن ذلك لا يكون متاحاً في مدن محمّلة بالغبار تكاد تتحوّل مساحاتها الضيقة إلى كابوس دائم.

ويسعى أكينبي إلى فهم أعمق للمدينة من خلال رصد تلك المحاور المعقدة في قلبها مثل محطات للسكك الحديدية والمطارات وشوارع التسوق، والإمساك بتلك العلاقة بين الجموع والمكان الذي تتحرّك فيه، ويعتمد ذلك على مراقبة طويلة وقدرة على التقاط اللحظة المناسبة.

في مجموعة الحي الأفريقي ببرلين، تركّز الصور على المتاجر والمطاعم والمأكولات الأفريقية، والمنسوجات الأفريقية، وكيفية ظهور كل ذلك عبر اللوحات الإعلامية، في تتبّع للتفاصيل المتنوّعة في المشهد التي لا ينتبه إليها عابر طريق عادة.

المساهمون