أكثرُ مني بعد هذا الغياب

05 فبراير 2017
(ألفريد بصبوص/ لبنان)
+ الخط -

أُراقبُني

ثمّ أُضيّعُ نفسي في الزحامِ لأهربَ منّي

أجِدنِي أمامي

أصعدُ الحافلةَ، نسيرُ وننزلُ لكنّني أراني واقفاً بانتظاري

من هذا الذي هو نفسي، يتبعُني أينما كنتُ، ينامُ معي

يُقاسمُني منامي، ويحلمُ مثلي

يُحبُّ نفسَ الفتاةِ ويأكلُ نفسَ الطعامِ

يُدخّنُ تبغي، يُحبُّ الصباحَ والفجرَ

ويكتبُ الشعرَ

يَحِنُّ إلى أمّه وأبيه، لكنْ لنا نفسُ الأمِّ والأبِ والذكرياتِ

لكنّنا شخصانِ مختلفان

هو هاربٌ من الليلِ لكنّني هاربٌ من نهاري

هو طفلٌ صغيرٌ أنا أشيبُ الشعرِ

من هذا الذي أراه في كلِّ وقتٍ

يَسبقُني كي يفتحَ الباب

لديه نسخةُ المفتاحِ، يلبسُ من ثيابي

هل أنا أكثرُ من واحدٍ نعيشُ معاً

ربما نعم

أنا أكثرُ منّي بعدَ هذا الغياب.


*شاعر فلسطيني مقيم في موسكو

المساهمون