أقول لآخري

14 يونيو 2016
"موت المؤلف"، مارلين دوماس (2003)
+ الخط -

أقول لآخري أين دفتر الموبقات،
ناولني إياه لأكتب مرافعتي أو أكتب اتهامي
أو لأقدّم شهادتي في الأقل.
دفتر الموبقات كنتُ وضعتُه قرب السرير أو فوق التلفاز
أو على طاولة المطبخ
كان لي وحدي وكان مُلكيةً عامةً
حتى عابرو السبيل كانوا يكتبون فيه.
أقول لنفسي التي هي آخري، ماذا كتبتِ في الدفتر
وماذا كتبوا عنكِ؟
وأقول لآخري الذي هو نفسي، سواءٌ نحن إن كتبنا أم لم نكتب
فلا أحد يعرف أين هذا الدفتر الآن...
أقول لآخري، كم هو طيّبٌ أن يكون المرء أُميّاً بين الخريف والصيف
كم هو طيّبٌ ألّا تعرفه حتّى الأشجار
-هذه الفاقدة ذاكرتها على أية حال-
أقول لآخري، ما عاد يهمّ من يقول للآخرِ طالما لم يعد مهماً مَن الآخرُ في تضاريس هذا النسيان.
أقول لآخري كيف امتلأت الحُجرة حولنا بالكتب والأسفار
كيف عُدنا واحداً واللغة تفترض أننا اثنان،
وكيف بتنا نصل إلى كل النهايات دون أن تكون لنا بدايةٌ واحدة،
أيجوز أن ينتهي المرء دون أن تكون له بداية؟


***

وبعد برهةٍ من الأزمنة
خطر لي أن الأرض رهينةٌ بيد الفصول
كلّما أعتَقها فصلٌ استعبدها آخر
هل من أملٍ إذن
أن نجد حرّيتنا في أرضٍ تأسرها الفصول؟

المساهمون