أفلام مستقلة مستعمرة

20 يونيو 2015
مشهد من وهران (العربي الجديد)
+ الخط -

مع بداية الألفية الثانية استبشرنا خيراً، وبدأنا نلمح بوادر سينما عربية مستقلة، تبتعد عن الصناعة التجارية التي شهدت ازدهاراً منذ منتصف القرن الماضي وحتى نهاية الثمانينيات، وكان من شأنها أن أوّدت بذائقة جمهور السينما العربية (الذي تركها لاحقاً لصالح "هوليوود")، أو الصناعة الحكومية التي كانت أقل نجاحاً وتأثيراً على الصعيدين الفني والجماهيري، والتي دائماً ما دارت حول "بروباغندا" الأنظمة والأحزاب الحاكمة.

في عالم "السينما المستقلة" التي تعتمد في معظمها على التمويل الغربي (الأوروبي تحديداً) لا يقل الأمر إشكالاً عمّا سلف، إذ يلجأ المخرجون العرب إلى إرضاء المموّل الأجنبي عبر إقحام بعض مواضيع وحتى مشاهد لا تحتاجها أفلامهم أصلاً، مشاهد باتت ممجوجة ومكشوفة لمتابع هذه السينما.

كأن نرى فيلماً يتحدث عن عائلة عربية تتناول الـ"كرواسون" على الفطور وتستمع إلى إديت بياف، وحين يمرض أحد أفرادها يتحفنا المخرج بمشهد المريض يرقد في مستشفى فرنسي من بقايا الاستعمار. أو نجد مخرجة تلجأ إلى تحويل بطل فيلمها إلى سبّاك كي تحصل على تمويل من مؤسسة أوروبية تُعنى بالمياه، ويتعدى الأمر ذلك بأن يصبح تفصيلاً كاملاً لأفلام على هوى الجهة المموّلة.

التمويل الغربي في السينما العربية يتعدّى هذا الإسفاف والحشو (غير البريء)، إذ غالباً ما يشترط صاحب المنحة "شراكته" في العمل، كأن يكون المخرج أو المنتج من البلد المُموِّل، مما يمس غالباً بفكرة الفيلم الأصلية، بل يتحكم بعرضه وتسويقه.

آخر الأمثلة على ذلك فيلم "الوهراني" للمخرج الجزائري إلياس سالم، ومحاولات استدراجه إلى "مهرجان أشدود" الإسرائيلي من طرف منتجيه الفرنسيين، قبل أن ينسحب من هذه المشاركة المسمومة جرّاء الموقف المشرّف لمثقفي الجزائر.
المساهمون