قُتل زعيم قبلي في هجوم لمسلحين مجهولين في إقليم هرات، غرب أفغانستان، وذلك تزامناً مع مقتل 65 مسلحاً، إثر عمليات للجيش الأفغاني، في إقليمي، ننجرهار ووردك وكنر. بينما أعلنت منظمة "العفو الدولية" مقتل 1100 مدني، على يد القوات الدولية في أفغانستان بين 2009 و2013.
ووفق مصادر أمنية أفغانية، قتل مسلحون مجهولون، صباح يوم الاثنين، الزعيم القبلي، باري خان، في مدينة شيندند، التابعة لإقليم هرات، غرب البلاد. وأوضحت أن "الزعيم القبلي كان في طريقه من المسجد إلى المنزل، عندما تعرّض لهجوم مسلّح".
وأشار متحدث باسم الحكومة المحلية، الى أن "مهاجمَين كانا يستقلّان دراجة نارية، أطلقا وابلاً من الرصاص على الزعيم القبلي، لدى خروجه من المسجد وأردياه قتيلاً". وأضاف أن "قوات الأمن أطلقت حملة أمنية في المنطقة، للبحث عن الجناة".
وتزايدت وتيرة الهجمات المسلحة على الزعامات القبلية، في شرق أفغانستان وجنوبها، خلال الشهرين الماضيين، فباري خان، هو الزعيم القبلي الثالث الذي يُقتل على يد مسلحين في الفترة الأخيرة. وكان زعيم قبائل الوزير، ملك نواب، قُتل على يد المسلحين في مديرية خوجياني في 24 يوليو/تموز الماضي، كما قُتل الزعيم القبلي، حشمت كرزاي، وهو ابن عم الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، في 27 يوليو في مدينة قندهار، جنوبي البلاد.
ويثير استهداف الزعامة القبلية الخوف والقلق في أوساط القبائل البشتونية، لا سيما المتاخمة منها للحدود الباكستانية ــ الأفغانية، التي تُعتبر مناطق نفوذ حركة "طالبان"، والجماعات المسلّحة.
وأكد أحد زعماء قبائل، خوجياني، هارون خان، لـ"العربي الجديد"، أن "معظم رؤساء القبائل يتوجهون نحو المدن الرئيسية، ويتركون المناطق القبلية، خوفاً من تعرّضهم لهجمات المسلحين".
من جهة أخرى، شنّت قوات الجيش الأفغاني، صباح يوم الاثنين، هجوماً ضد مقاتلي "طالبان"، في مديرية خوجياني، في إقليم ننجرهار، وفي مديرية نرخ بإقليم وردك. وأدى الهجوم إلى مقتل 47 من مسلّحي الحركة.
وأكد المتحدث باسم حاكم إقليم ننجرهار، عبد الزي، أن قوات "الجيش الأفغاني، التي تساندها الطائرات الحربية التابعة لقوات حلف شمال الأطلسي، دمّرت مواقع المسلّحين، في منطقة خدر خيل وهاشم خيل".
كما لفت المتحدث باسم الحكومة المحلية في إقليم وردك، عطاء الله خوجياني، إلى أن "الجيش الأفغاني، تمكّن من قتل 10 مسلحين في مديرية نرخ، في مقابل مقتل خمسة جنود". وأضاف أن "طائرة بدون طيار، تابعة للقوات الدولية، قصفت مواقع المسلّحين في منطقة شك، ما أدى إلى مقتل ستة مسلّحين".
في المقابل، شنّ مسلحو "طالبان"، عملية ضد الجيش القبلي، الموالي للحكومة، في منطقة ناري في إقليم كنر. ووفق حاكم الإقليم، شجاع الملك، فإن قوات الجيش القبلي صدّت هجوم "طالبان" وقتلت 12 مهاجماً.
ولكن المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، أعلن أن "مقاتلي الحركة تمكنوا من قتل 19 جندياً في كنر، وتدمير أربع دوريات عسكرية في خوجياني في ننجرهار".
في غضون ذلك، أصدرت منظمة "العفو الدولية" في العاصمة الأفغانية كابول، تقريراً ذكّرت فيه أن "1100 مدني قُتلوا، خلال الفترة ما بين 2009 و2013، على يد القوات الدولية، المتمثلة بالقوات الأميركية والقوات الأطلسية وإيساف".
وأكدت المنظمة في تقريرها، الصادر يوم الاثنين، أنها "حققت في 10 قضايا، قُتل فيها 140 مدنياً، بسبب هجمات القوات الدولية، خلال الفترة المذكورة، بينهم أطفال، ونساء حوامل، وتوصلت إلى أن القوات الدولية والأميركية المتمركزة في أفغانستان، لا تنصف أثناء التحقيق في قضايا تتعلق بقتل المدنيين".
وطالب مسؤول فرع آسيا في المنظمة، ريتشارد بينيت، خلال مؤتمر صحفي في كابول، القوات الدولية والقوات الأميركية بـ"تفادي عمليات تتسبب في قتل المدنيين، خلال الفترة المتبقية لهذه القوات في أفغانستان أي حتى نهاية العام الحالي". وشدّد على أن "الولايات المتحدة فشلت في مقاضاة جنودها المتورّطين في قتل المدنيين الأفغان".
من جهته، رحّب الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي، بتقرير المنظمة، معلناً خلال لقائه وفداً منها، أن "قتل المدنيين الأبرياء على يد القوات الأميركية، من الملفات الأساسية التي تسبّبت بتدهور علاقات أفغانستان مع الولايات المتحدة". وأعرب عن أسفه الشديد إزاء استمرار سقوط المدنيين، جرّاء عمليات القوات الدولية والأميركية، في مختلف مناطق أفغانستان.
وفي أول رد فعل لها على التقرير، أكدت القوات الأطلسية المتمركزة في أفغانستان، أنها حاولت دائماً تفادي سقوط ضحايا في أوساط المدنيين، أثناء هجماتها ضد "طالبان" والجماعات المسلحة.
وشددت في بيان لها على أنها تجري دائماً تحقيقاً في كافة الملفات، التي تتعلق بقتل المدنيين، بكل إنصاف وجدية.