أفغانستان: اختطاف أربعة زعماء قبليين وقتل اثنين منهم

12 سبتمبر 2014
قتل 86 مسلحاً بطالبان (رحمة الله علي زادة/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تشهد الساحة الأفغانيّة، هذه الأيام، تزايداً في أعمال خطف واغتيالات متعمّدة، تستهدف الزعامة القبليّة، إذ خطف مسلحون أربعة زعماء قبليين، في إقليم فارياب، غرب أفغانستان، وقتلوا اثنين منهم، بموازاة اعلان الجيش الأفغاني مقتل 86 من مسلحي طالبان، إثر عمليات عسكريّة، في إقليم بلخ، شمالي البلاد.

واختطف المسلحون، وفق مصادر أمنيّة في الحكومة المحلية في إقليم فارياب، أربعة من شيوخ القبائل في مديرية "ألمار"، وهم محمد حيات الله، وآغا محمد، ومحمد إسماعيل، وسيد نجيب، ونقلوهم إلى مكان مجهول. وذكر مسؤول أمن مديريّة "ألمار"، أنّ قوات الأمن عثرت على جثتي كل من حيات الله ومحمد، بعد عدة ساعات من عملية الاختطاف.

ويعدّ حيات الله زعيماً قبلياً بارزاً في المنطقة، وهو قيادي في أحد الأحزاب الجهاديّة السابقة، فيما كان محمد آغا يضطلع بالتنسيق بين قبائل المنطقة.

وقال زعيم قبلي في المنطقة، فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ الزعماء الأربعة تلقوا تهديدات من قبل فصائل مسلّحة في المنطقة، تركوا مناطقهم واختاروا العيش في مدينة ميمنة عاصمة الإقليم، لكنّهم جاؤوا إلى المنطقة بهدف المشاركة في عزاء، وتعرضوا للخطف.

في هذه الأثناء، أطلقت قوات الأمن الأفغانيّة، عملية عسكريّة في المنطقة، للوصول إلى الجهة، التي تقف وراء الهجوم والعثور على شيوخ القبائل، الذين ما زالوا في قبضة المسلحين. وحاولت الحكومة، بوساطة بعض القبائل، معرفة الفصائل المسلّحة، التي نفّذت عملية الخطف، والوصول إلى حلّ معها بهدف الإفراج عنهم.

ويُعد الحادث الثاني من نوعه في الإقليم، خلال هذا الأسبوع، إذ اختطف مسلحون اثنين من زعماء القبائل، هما قهرمان ومحمد رحيم، في منطقة بشتونكوت، مطلع الأسبوع الحالي، وقُتلا بعد ساعات من عملية الاختطاف.

وكان زعيم قبلي آخر، هو مشرع الدين، قد تعرض لهجوم مسلح، قبل يومين في إقليم غزنة، جنوبي البلاد، مما أدى إلى قتله. وحسب تصريحات المتحدث باسم حاكم إقليم شفيق ننج، فإن مسلحين ملثمين أطلقوا النار عليه في منطقة ميرزاخيل، وهو في طريقه من المسجد إلى منزله.

وتعليقا على تزايد وتيرة الاستهدافات في صفوف الزعامة القبلية، قال أحد زعماء قبائل خوجياني في إقليم ننجرهار، محمد ضابط، لـ "العربي الجديد": "إننا لا نعرف من يقوم بهذه العمليات، لكنه بات من الواضح أنها تأتي في إطار عمليّة مخطّطة ومبرمجة". وأشار إلى أنّ "كثيرا من زعماء القبائل لجأوا إلى المدن، فارين عن المناطق القبليّة، خوفاً من تهديدات الجماعات المسلحة".

من جهة أخرى، شنّت قوات الجيش الأفغاني عمليّات عسكريّة، في مختلف مناطق إقليم بلخ، شمال أفغانستان. وأسفرت العمليات، وفق مصادر أمنيّة، عن مقتل 86 مسلحاً، بينهم قيادات ميدانية في حركة طالبان أفغانستان.

وقال مسؤول إقليم بلخ، عبد الرحمن رحيمي، إنّ "الجيش الأفغاني وصلته أنباء عن تجمع المسلحين في جبال البرز، واستعدادهم لشن عمليات ضد الحكومة والجيش. لذا فاجأهم الجيش بعملية عسكريّة واسعة النطاق في المنطقة، مما أدى إلى مقتل 48 مسلحاً وإصابة 38 آخرين".

واتهم رحيمي "استخبارات دولة مجاورة، لم يُسمّها، بتمويل مسلحي طالبان وحركة أوزباكستان الإسلامية"، التي لها نشاط واسع في شمال أفغانستان، لكنّه شدّد على أن الجيش وقوات الأمن الأفغانية على أتمّ الاستعداد لمواجهة المسلحين، وإفشال مخططاتهم.

المساهمون