أفضل أن أكون بلا ذاكرة

06 اغسطس 2015
هل ما زالت إسراء الطويل بملابس السجن؟ (مواقع التواصل)
+ الخط -
هل ما زالت إسراء الطويل بملابس السجن؟
وسط أحاديث قليلة مبهمة عن الصحة والأحوال، وخطط تغيير العالم المؤجلة، تتخللها فترات صمت طويلة ودخان كثيف، ولا بأس من بعض النميمة العاطفية في المنتصف، ولن ننصرف قبل أن ندلي بدلونا في الأحداث السياسية المهمة، باستثناء أزمة اليونان مع الاتحاد الأوروبي، واتفاق إيران النووي وما يترتب عليه، فنتركها للخبراء الاستراتيجيين ومحللي قناة العربية الإخبارية، وبالطبع الحديث عن مباريات كرة القدم ذو شجون. في الحقيقة كل الأحاديث ذات شجون.


لا أعرف لماذا وجدت نفسي أسأل هذا السؤال العابر، بتلك النبرة المستخفة المستسلمة، التي تحمل الإجابة التي لا أحب تذكرها. فأنا توقفت عن عد الأيام ومتابعة أخبارها، بعد أن مرت أول ثلاثة أيام على اختفائها بحكم روتين الحياة، فالمعجزات لا تستغرق ثلاثة أيام لكي تتحقق، سيسري عليها ما سيسري على جميع السجناء، والذين اختفوا قسريّاً أو بإرادتهم، سننساهم أو ينسوننا، لا أدري أيهما أكثر قسوة!.

أشعر بأنني لن أكون صادقا تماما لو لم أخبرك مباشرة بأنني مدين لك بحق الأيام الصعبة، واكتفيت بأن أكتب عنك بالفصحى.. يا إسراء ليتهم يكفون عن حبسك.

اخرجي يا إسراء حتى تتحول حكاية سجنك إلى حكاية تافهة! 
اخرجي يا إسراء حتى لا أزعجك وأزعج نفسي، بكلام كهذا!
اخرجي يا إسراء قبل أن يصبح سجنك روتيناً، وزيارات شقيقاتك وأمك الطيبة روتيناً!
اخرجي قبل أن يصبح تذكرك روتيناً!
اخرجي يا إسراء فلست وحدك السجينة والحياة لا تتوقف من أجل المسجونين للأسف!
أطلب منك أن تخرجي لأنني لا أعرف ممن أطلب، ولا أعرف ما يجب عليّ فعله.. لا أعرف أصلا لماذا أنت في السجن؟!.. أنا مشوش، دائما مشوش!

"يا رب.. عشان خاطر محمد وخاطر الأيام الصعبة متنساش إسراء"
لا أعرف من القائل بأن "كل مواطن في بلادنا هو سجين محتمل".. لكن منذ حوالى سبع سنوات تقريبا، عندما تحدثنا محادثة قصيرة لأول مرة، عبر "فيسبوك"، كنتِ تخاطبينني بـ "عمّو"، والآن كبرتُ وصرتِ سجينة يا إسراء.

(مصر)
المساهمون