أغنية للرئيس الموريتاني تجر الفنانين لمحاكمة شعبية

23 ابريل 2016
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز (Getty)
+ الخط -
أثارت أغنية موريتانية تطالب بولاية ثالثة للرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بينما الدستور يمنع ترشحه من جديد، جدلاً واسعاً في البلاد. ودار النقاش بين من اعتبر الأغنية تملّقاً وتقرّباً من الرئيس، وتشجيعاً للمحيطين به في مسعاهم لتهيئة الرأي العام لطرح مشروع تغيير الدستور، ليسمح للرئيس بالترشح من جديد، وبين من يرى أنّها تعبّر عن رأي شريحة من المواطنين الداعمين لبقاء، ولد عبد العزيز، رئيسا لولاية ثالثة. وهاجم المثقفون وناشطون مواقع التواصل الاجتماعي المطرب الموريتاني، الدّي ولد اعمر تيشيت، الذي طالب الرئيس ولد عبد العزيز بالترشح لمأمورية ثالثة، ووثّق إنجازاته والمشاريع التي دشّنها مؤخراً، في فيديو كليب أغنية "برهان ان الشعب يبغيك" (يريدك). واعتبروا أنّ الطريقة التي اتّبعها المطرب في الترويج لفكرة المأمورية الثالثة غير مقبولة، لأنّها تؤثّر في الجمهور، وتثير اللغط حول قضية سبق أن أجمع عليها الموريتانيون بالتصويت على دستور يحدد مأمورية الرئيس في ولايتين فقط.
وطاول الهجوم فئة الفنانين الذين ينتمي أغلبهم لشريحة "اكاون" (مصطلح يطلق على الفنانين القريبين من السلطة) المعروفة بدورها خلال العقود السابقة، حين كان أبناؤها يعيشون متنقلين بين القبائل مادحين ومتكسبين. واعتبر المتابعون أن بعض الفنانين لايزالون حبيسي الصورة النمطية عنهم، ولم يستطيعوا مواكبة تطور دور الفن في المجتمع. وحذروا من استغلال الفن لتمرير رسائل سياسية تشجع على تغيير الدستور، والضغط لصالح تعديل المادة المتعلقة بفترة مأمورية الرئيس. وقال المدون المعروف، الحاج ولد ابراهيم، أن المغني، الدّي ولد اعمر تيشيت، تطاول في الأغنية على أقدس ما يحتكم إليه الموريتانيون اليوم في سلمهم وحربهم؛ ألا وهو إرادتهم الديمقراطية التي استودعوها دستورهم، الذي يعتبر اليوم آخر حرم معنوي لم تطأه بعد أحذية الجنرالات.
وأضاف في تدوينته على فيسبوك: "كان إيكاون، دوماً، أصواتاً حتى لا نقول أبواقاً لكل الأنظمة التي انتهكت البلاد والعباد. إن دعم الفنانين وتحالفهم المصيري مع النظام القائم بتجلياته العسكرية والاجتماعية تجعلهم عن سابق إصرار وترصُّد أعداء لكل مواطن موريتاني، وأعداء لحلمه بمستقبل مشرق خال من القبيلة، خال من العبودية، خال من الطبقية، خال من العنصرية، وبالتالي خال من الجنرالات، وحتماً خال من إيكاون".
ويدور جدل في موريتانيا حول نية الرئيس تغيير الدستور بعد تصريحات وزراء طالبوا ولد عبد العزيز بمأمورية ثالثة ورابعة. وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، قد أدى اليمين الدستورية في حفل تنصيبه لولاية ثانية وأخيرة، وتضمن القسم تأكيد الرئيس على أنه لن يغير أو يدعم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ما من شأنه تغيير ما يتعلق بفترة الولاية الرئاسية في الدستور.



المساهمون