أعمال سنغور الشعرية: أنا أفريقيا

05 يناير 2015
سنغور (يسار) مع إيميه سيزير
+ الخط -
صدرت الترجمة العربية للأعمال الشعرية الكاملة للشّاعر الرئيس، ليوبولد سيدار سنغور (1906 - 2001)، عن "الدّار التونسيّة للكتاب"، بتوقيع الشّاعر والرّوائي التونسي جمال الجلاصي، الذي قال لـ"العربي الجديد" حول أجواء وظروف ترجمة هذا الكتاب: "لقد قضيت قرابة أربع سنوات في رحاب أفريقيا، من خلال عالم شاعر عميق وإنساني، يعتبر الأدب وسيلة لردم الحفر التي تفصل بين الأجناس والعقائد. سنغور الذي يكتب كي يعبّر عن الإنساني المشترك عن السلام والإخاء، حفر عميقاً في بيئته المحليّة، وفي ذاكرته الجماعية كي يصل إلى الإنسان".

ليوبولد سيدار سنغور الذي ولد في مدينة شاطئية صغيرة تقع جنوب العاصمة داكار، ينتمي إلى قبيلة قريبة جداً من الطبيعة، إحيائية ومسيحية في آن واحد. والإحيائية هي أقدم الديانات الأفريقية، وتعتقد بوجود روح أو قوّة حيوية تحرك جميع الكائنات الحية، وكذلك تحرّك عناصر الطبيعة كالحجارة والريح. وربما بسبب هذه الجذور استطاع الشاعر أنْ يعبّر عن أعماق الشخصية الأفريقية.

أما استخدامه للغة الفرنسية فلم يكن تبعيّة للاستعمار، بمقدار ما كان مقاومة ثقافية، فقد عمل على أفرقة اللغة الفرنسية، إن جاز التعبير، لشدة ما كان يستعمل مفردات محلّية للتّعبير عن المناخ الشّعري الخاص، وقد أسّس بذلك مدرسة "الزّنوجة"، أو ما سمّي "الخصوصيّة السوداء"، هذا المفهوم الذي أسّس له مع رفيق دربه إيميه سيزير (1913 - 2008). إذ يتجلّى ذلك في قصائده التي تحتفي بالإرث والحضور الأفريقي في مواجهة للهيمنة الاستعمارية والكولونيالية الأوروبية.

يتنقّل شعر سنغور، الذي كان رئيساً لبلاده طوال عقدين، بين عاطفتين، حبّه الشديد للثقافة الفرنسية، هو الذي تعلّم في فرنسا، وشارك إلى جانب رفاق أفريقيين في الجيش الفرنسي أيام الحرب العالمية الثانية، وقضى ثمانية عشر شهراً في المخيمات النازية. وأيضاً تعلّقه وإيمانه ببلده السنغال وهويته الأفريقية، التي عاد إليها من فرنسا أيام موجة التحرر الوطنية في 1960.

المساهمون