أعمال الخير... حبّ ظهور ووجاهة إعلامية

30 مارس 2018
مايا دياب (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن انتقادات أفعال الخير التي يقوم بها الفنانون في العالم العربي، تتعدى إطار الحثّ على مساعدة المحتاج، وتتّجه دائماً إلى هدف واحد هو "الظهور" في وسائل الإعلام، وتحول المساعدة إلى وسيلة ترويج أخرى لهم.ليس جديداً على بعض الفنانين في العالم العربي، الدخول كمساعدين في قضية ما، أو شأن إنساني.

الأمم المتحدة تجنّد عدداً لا بأس به من المشاهير ليكونوا صوت المحتاجين في العالم. ورغم اختلاف طبيعة الغرب عن مآرب العرب، يحاول بعض الفنانين العرب، الاستعانة بمثل هذه المواقف إعلامياً من أجل مزيد من المكاسب مع الجمهور. في القاهرة، كما في بيروت، يعمل عدد من الفنانين على مساعدة الفقراء أو المحتاجين، أو يبادرون للمشاركة في أعمال تعود بالنفع على المجتمع.
 
الفنانة فيفي عبده، تقيمُ كلَّ عام ما تسميه "موائد الرحمن"، من أجل إطعامِ المحتاجين في شهر رمضان. وكان سبقها الفنان الراحل فريد شوقي، وقدَّم لسنوات ما يُعرف بـ"موائد الرحمن". ورغم الانتقادات الدينية التي تواجه أعمال الفنانين الخيرية، وإذا ما كان مال المساعدات حلالاً أو حراماً، تبقى الوجهة الإعلامية لذلك هي المكسب الأساسي للفنان، أي في العبور إلى الناس بوجه آخر.

مؤخّراً، قررت المغنية اللبنانية، مايا دياب، القيام بمبادرة فردية تجاه الفقراء الذين يتخذون من الشوارع مأوى لهم. تُشكل مايا دياب، بالنسبة للمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة خاصة يتابعونها. وتحظى بردود فعل تجاه الأعمال التي تقوم بها، منها أعمال فنية وأغان وتقديم برامج، ونشاطات خاصة بالمبادرات الإنسانية.



خرجت مايا دياب، قبل أيام، إلى منطقة برج حمود "شرق بيروت"، واختارت مجموعة من الفقراء من على الرصيف، وبدأت الغناء لهم. والهدف، بحسب ما نشرت دياب على صفحتها الخاصة، هو مدّ يد العون لهؤلاء، لمناسبة عيد الفصح وأسبوع الآلام. اللافت، أن كاميرا تلفزيون واحدة كانت إلى جانب دياب طوال الوقت، وتحاول التحدث إليها، والتعرّف أكثر على المبادرة التي انتهت بعد ساعتين، وعادت مايا إلى منزلها وبقي الفقراء في الشارع.

قبل سنتين، شاركت دياب في اليوم العالمي لمكافحة سرطان الثدي، واستطاعت أن تجند نفسها لدعوة النساء في لبنان إلى إجراء فحص "مامو" لتفادي الإصابة بالمرض مبكراً، أو كنوع من الوقاية. يومها، اتخذت مشاركة مايا دياب بُعداً إعلاميًا، نظراً للرعاية التي شاركت بها وسائل الإعلام في الحدث الذي حضرته دياب، وتحدثت ضمنه عن المعاناة، خصوصاً أن والدتها أصيبت بالمرض نفسه.

ليست مايا دياب وحدها التي تتّخذ من وسائل الإعلام وسيلةً للقيام بأفعال خيرة. زميلتها نانسي عجرم وافقت، قبل سنوات، على خوض التجربة نفسها، كسفيرةٍ من قبل إحدى المؤسسات الإعلامية لحملة ضد مرض ترقق العظام. هدف نانسي، ولو جاء مجانياً أو كتقدمة منها للمؤسسة، حصد عدداً كبيراً من التبرعات العينية، واختارت إحدى شركات الحليب التجارية نانسي عجرم لتكون سفيرتها في العالم العربي، مقابل مبلغ مادي يُقال إنّه تجاوز المليون دولار. 

في بداية شهر كانون الثاني/يناير الماضي، احتلت الممثلة السورية، رنا أبيض، مواقع التواصل الاجتماعي. وتعرَّضت لأعنف هجوم من قبل ناشطين، بعد نشرها صورا مع أطفال مهجرين وفقراء، وسط العاصمة السورية دمشق. أبيض التي اصطادت مجموعة من الأطفال، وأظهرت وجوههم أمام كاميرات مصورها الخاص، اضطرت إلى الاعتذار بعد إلحاح المتابعين على مواقع التواصل، وحذفت الصور و"البوست".

لكن الهجوم عليها بقي، حول كيفية تعاطيها ومتاجرتها بقضية حساسة جداً في العالم العربي، ومصادرة حقوق الأطفال الذين ظهروا معها في الصور. إذْ لم تظهر حتّى المساعدات في الصور، وجل ما شاهدناه كان "أمنيات وخواطر تعلو الصور، للحد من العنف وظاهرة الفقر"، كما كتبت رنا أبيض.
المساهمون