عبّر محمد السيسي -عضو الفريق القانوني لحزب الحرية والعدالة - عن تقديره لجهود الكاتب والمفكر فهمي هويدي، مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم تأييده لما طرحه هويدي بخصوص حسم الإخوان موقفهم من العنف، قائلا في تصريحات خاصة إن منهج الإخوان المسلمين يرفض العنف، وتاريخهم شاهد على نبذ الخروج عن السلمية إلا في حالة الاحتلال الإنجليزي، وإن كتاب "دعاة لا قضاة" بمثابة وثيقة شاهدة على طريقة الإخوان في التعامل مع الأمور، على حد قوله.
وأضاف السيسي، أنه بخلاف الجانب التاريخي، فإن الواقع العملي فرض على الإخوان تغيرات عدة أثرت على واقعهم، منها غياب القيادة التي تحكم السيطرة على جيل الشباب حاليا، ما يصعب ضبط أدائهم وتحركاتهم، علاوة على "أفعال السلطة" التي ينتج عنها "رد فعل" طبيعيا للممارسات التي وصفها بـ"الوحشية"، وطالب السيسي هويدي بمراعاة أن المعادلة الآن تتكون من طرفين، وإلزام السلطة عقب الثالث من يوليو/تموز بتغيير أدائها، ومطالبة "المنظومة الأمنية" بالتراجع عن الفتك بالإسلاميين، وهذا ضروري لنجاح أية هدنة أو مراجعة.
وكان الكاتب الصحافي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي قد طالب الجماعة، في مقاله المنشور اليوم الثلاثاء، في عدد من الصحف العربية، بإعلان موقف واضح من العنف الدائر في مصر، وكذلك استثمار الاستحقاق الانتخابي القادم في مصر المتمثل في الانتخابات الرئاسية.
من جهته، استبعد عمار مطاوع - أحد شباب الإخوان - نجاح أية مبادرات أو مراجعات قبل الإفراج عن المسجونين من قيادات الجماعة وشبابها، قائلا إن شباب وطلاب الجماعة حاليا لن يقتنعوا بأية توجيهات أو أوامر من قيادات الجماعة، بعدما سالت دماء أصدقائهم وأقاربهم.
وأضاف مطاوع "لن يؤثر في الجيل الحالي أي خطاب، حتى لو كانت قيادات الجماعة من تتبناه، والوسيلة الوحيدة لإيجاد أرضية مشتركة مرة أخرى مع السلطة هو تخليها عن الحكم وتعديل سياستها التي تنتهجها الآن"، واختتم مطاوع بأن الممارسات الخاطئة لحكومات الببلاوي ومحلب أضافت إلى الجماعة وأنصار الرئيس قطاعات أخرى من الشعب، وأن القضية الآن لا تقتصر على الإخوان وحدهم، ومستقبلا ستزداد شريحة الناقمين على أداء رموز السلطة، وفي حال طالبنا بالاستقرار، فعلى من يحكمون الآن، الالتزام بذلك أولا.
من جانبه، قال القيادي في حزب الحرية والعدالة ورئيس اللجنة المالية في مجلس الشورى السابق محمد الفقي، في تصريحات خاصة، إن موقف الإخوان واضح تماما، مؤكدا أن البيانات الرسمية الصادرة عن الجماعة والحزب والتحالف كافة، تشدد على السلمية، مضيفا أن تصريحات المتحدثين الرسميين وقيادات الجماعة، بمن فيهم من هم داخل السجون، وعلى رأسهم المرشد الدكتور محمد بديع تؤكد تبني النهج السلمي.
وحول دعوة هويدي الجماعة لاستثمار انتخابات الرئاسة، باعتبارها استحقاقا انتخابيا قادما، قال الفقي "كون انتخابات الرئاسة استحقاقا، أمر لا بد من استثماره إيجابا، فليحدثنا إذاً، كيف يمكن ذلك؟" متسائلا ما الذي سيحدث لو قامت الجماعة بفعل ما يريده ويطرحه هويدي في مقاله، من تجديد التأكيد على السلمية، فما هي الخطوة التالية لذلك؟
وشدد الفقي على أن الدم المصري كله حرام، وأن المصالحة واجبة، إلا أنه يرى أن الانقلاب هو المسؤول الأول عن الانقسام وعدم الوصول إلى حل، مؤكدا أنه لا مفر من العودة إلى المسار الديمقراطي.