في طوابير، يقف هؤلاء الصغار. هناك، في قرية تلّ الرمان في الجانب الغربي لمدينة الموصل، التي تحرّرت أخيراً من تنظيم "داعش"، يقفون تحت الشمس الحارقة في انتظار حصصهم الغذائيّة. لكلّ واحد منهم حصّة واحدة فقط. ظهيرة أمس الجمعة في العاشر من مارس/ آذار، التقط أحمد الربيعي مصوّر وكالة "فرانس برس" صور هؤلاء. بعض هؤلاء الصغار أربكته الكاميرا، أما الباقون فلم يهتمّوا بها. ما يعنيهم هو الحصول على حصّتهم من الغذاء.
في حين كان هؤلاء ينتظرون ما يملأ بطونهم الخاوية، صرّح وزير الهجرة والمهجّرين العراقي، جاسم محمد الجاف، أمس الجمعة، بأنّ فرق وزارته استقبلت ستة آلاف و460 نازحاً من الأحياء التي يجري تحريرها في الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال) خلال الساعات القليلة الماضية. وأشار الجاف إلى أنّ حصيلة من استقبلتهم فرق الوزارة الميدانية من الجانب الغربي للموصل منذ انطلاق عمليات تحريره (في 19 فبراير/ شباط الماضي) بلغت 76 ألفاً و787 نازحاً في مخيماتها، مؤكداً أنّ "العائلات النازحة تسلمت جميعها المساعدات الإغاثية العاجلة (الغذائية والصحية والمنزلية) فور وصولها إلى مخيمات الوزارة".
من جهته، قال النقيب عدي محمد وهو ضابط في الجيش العراقي لوكالة "الأناضول"، إنّ "عملية النزوح من الأحياء المحررة والأحياء التي ما زالت قيد التحرير، متواصلة وبوتيرة متصاعدة". وأضاف أنّ "الأوضاع في الأحياء المحررة صعبة جداً، فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات طبية. الحياة متوقفة في الأحياء المحررة، لذا الجميع يفضل النزوح بدلا من البقاء في منزله".
تجدر الإشارة إلى أنّ الجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة (40 في المائة من إجمالي مساحة الموصل)، لكنّ كثافته السكانية أكبر. وتقدّر الأمم المتحدة قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة.