أطفال "متلازمة داون" أبطال الإعلانات الأميركية مؤخّراً

26 ديسمبر 2014
من أحد الإعلانات الأميركية (العربي الجديد)
+ الخط -
تتسابق الشركات المتخصّصة في سوق الأطفال بالولايات المتحدة الأميركية على إظهار أجمل وجوه الأطفال وألطفها في إعلاناتها التجارية، سواء تلك التي تبثّها التلفزيونات أو تلك التي تنشرها صفحات الجرائد والمجلات. وتأمل هذه الشركات من خلال إعلاناتها التي تكتظّ بصور هؤلاء الأطفال، ذوي الابتسامات الساحرة، في جذب أكبر عدد ممكن من المستهلكين.

وفي الغالب لا تنسى المتاجر الكبرى من خلال إعلاناتها أن تعكس التعدّد العرقي والثقافي في الولايات المتحدة. فليس من الغريب أن ترى للشركة نفسها إعلاناً يظهر مرّة طفلاً أبيض ومرّة أسود ومرّة الإثنين معاً. لكنّ بعض الشركات ذهبت خطوة أبعد في الآونة الأخيرة، إذ بدأت تتنبّه إلى أنّ هذا التنوّع لا ينبغي أن يقتصر على تنوّع العرق أو الخلفية الاجتماعية والثقافية وحسب، وإنما يجب أن يشمل الأطفال ذوي الأوضاع الصحية الخاصة كأطفال "متلازمة داون" مثلاً.

وهذا ما قامت به سلسلة متاجر "تارغت" المعروفة بأسعارها المخفوضة. ففي بداية هذا العام بدأت الشركة البحث عن طفل أو طفلة من ذوي "متلازمة داون" في ولاية منيسوتا، ليقع الاختيار على الطفلة إيزي برادلي ذات العامين. وظهرت إيزي في إعلان للشركة منتصف هذا الشهر. الأمر الذي أثار وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية التي بدأت تنادي بضرورة إدراج نماذج ذوي الاحتياجات الخاصة في الإعلانات.

وبالفعل انطلقت حملات لحثّ متاجر التجزئة الأميركية على شمل هؤلاء الأطفال في إعلاناتها في العام 2015. كان أوّل من استجاب لها "إنفانتينو" وهي إحدى العلامات التجارية المتخصّصة بألعاب الأطفال ومستلزماتهم. إذ أعلنت الشركة، من خلال صفحتها على الفيسبوك، أنّها "ملتزمة بإظهار نماذج لأطفال يعكسون التنوع نفسه الموجود على أرضية لعب الأطفال". وأضافت الشركة: "تفقّدوا صفحتنا على الفيسبوك لتروا صور عارضتنا الجذابة التي تتميز بكروموسمها الزائد"، في إشارة إلى طفلة تحمل "متلازمة داون".

وذكرت والدة الطفلة إيزي برادلي لمحطة "إي بي سي ABC" الأميركية أنّ ما حصل مع ابنتها شجعها "على التحرّك لجلب اهتمام مزيد من الشركات من خلال إطلاق الحملات على الفيسبوك وتويتر، وهي لاقت إقبالاً كبيراً من أهال بدأوا بتحميل صور أطفالهم مع هاشتاغ أسماء الحملات".

وتقول إحدى الأمهات إنّ "المعلنين بحاجة لأن يدركوا أن ذوي الاحتياجات الخاصّة يشكلون واحدة من أكبر الأقليات في العالم". وتضيف أنّه "كلّما زاد وعي الناس حول ذلك، زاد عدد الشركات التي ستشمل هؤلاء في إعلان ذاتها". 

دلالات
المساهمون