في العشر الأواخر من رمضان، تزدحم أسواق قطاع غزة المحاصر بالمواطنين الراغبين في اقتناء احتياجات العيد من ملابس وحلي وغيرها، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها مليونا شخص في البقعة السكانية الأكثر اكتظاظاً.
وفي هذه الأيام، يبدأ الموسم السنوي لتجار غزة في عرض مختلف منتجاتهم، ويبدأ الزبائن بالتوافد للأسواق تحضيراً لعيد الفطر، لباساً وأحذية واحتياجات مختلفة.
خلال ساعات المساء، وبعد أذان العصر تفتح المحال التجارية التي تزين واجهاتها بأحبال الزينة وعبارات التهاني، سماعات الصوت الكبيرة، التي تشغل الأغاني الإعلانية، إلى جانب مكبرات الصوت التي يعرض من خلالها المنادي أصناف بضائعه وأسعاره المغرية، في محاولة لجذب "أسراب" الزبائن.
ويحاول التجار والباعة المتجولون وأصحاب البسطات قدر المستطاع استغلال موسم عيد الفطر، باعتباره الأفضل على مدار العام، وينتظره أصحاب البضائع المكدسة، إما لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بهم جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أو لتحريك عجلتهم الاقتصادية التي راوحت مكانها لزمن.
أبو محمود الإسكافي، وهو صاحب واحد من متاجر بيع الملابس الشبابية، يقوم بزيادة أعداد العمال خلال موسم عيد الفطر الذي يبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان، لكنه يقوم بتحضير البضائع قبل نحو شهرين من حلول شهر الصوم، عبر طلبية معينة يحضرها سنوياً.
ويقول لـ "العربي الجديد": إنه على الرغم من اختلاف طبيعة كل موسم عن الآخر، وعدم قدرته على مقارنة المواسم الحالية بالمواسم السابقة التي كانت تعود بالفائدة العظيمة، إلا أن موسم عيد الفطر يعتبر الأفضل في العام، ورغم كل الملاحظات، إلا أنه يقوم بتعويض التجار عن انعدام الحركة الشرائية.
ويضيف الإسكافي الذي يعلق آماله على الموسم: "الوضع الحالي لا يشبه الوضع السابق نتيجة تفاقم الأزمات التي يعاني منها الناس، تحديداً أزمتي انقطاع وتقليص الرواتب، إلا أنه جيد ويبشر بالخير، خاصة مع تدفق أعداد كبيرة من الزبائن في الأيام الأولى من الموسم".
وعلى رصيف محل أبو محمود، وقف الشاب العشريني محمد دويمة، وقد ارتدى قبعة شمسية، يصفف بضائعه وهي ملابس واكسسوارات نسائية، على لوح خشبي استند على مناصب حديدية، ومزين بالقماش المصري الملون، وإلى جانبه أعداد كبيرة من أصحاب البسطات أمثاله.
ويقول دويمة لـ "العربي الجديد" وهو خريج محاسبة من إحدى جامعات مدينة غزة، أنه يعتمد على المواسم في توفير مصروفه خلال العام، خاصة مع انعدام فرص العمل، واكتظاظ المؤسسات بالمتطوعين، واكتفاء المؤسسات التجارية بالمحاسبين، مضيفاً: "نقوم بتدليل الزبائن كي نتمكن من جذبهم للشراء".
ويوضح أنه لا يشتري البضائع التي يقوم بعرضها، حيث اتفق مع تاجر بأن يحصل عليها "حسب التصريف" بمعنى أن يقوم ببيع ما يمكنه بيعه، ورد باقي البضائع بعد انتهاء الموسم، مضيفاً في الوقت ذاته: "ومع ذلك أحاول بيع كل البضائع وعدم رد أي قطعة، حتى وإن اضطررت في نهاية الموسم للبيع برأس المال".
اقــرأ أيضاً
أما صديقه عبد العال أبو ضلفة 19 عاماً، وهو بائع ملابس أطفال، فيقول: إن الموسم ورغم الحركة النشطة في الأسواق إلا أنه لم يبدأ بالشكل المطلوب، آملاً أن يشهد تحسناً، خاصة أن والده استقدم طلبية كبيرة، وزعها على أشقائه الذين تفرقوا لبيعها في أسواق مدينة غزة.
ويبين أبو ضلفة، وهو من سكان حي الشيخ رضوان أن الأحوال الاقتصادية الصعبة لسكان غزة تدفع نسبة كبيرة للشراء من البسطات والمحال التجارية التي تقدم عروض أسعار مناسبة.
ويشير لـ "العربي الجديد" إلى أن البضائع التي تفيض بعد نهاية الموسم يتم بيعها في محلهم التجاري المخصص لتجهيز الأطفال، مضيفاً: "إلا أننا نحاول بيع الكمية خلال الموسم، ونضطر في الأيام الأخيرة للنوم على الكراسي، إذ تستمر الحركة حتى ساعات متأخرة من الليل".
وبالاتجاه شرقاً، من ميدان فلسطين، مروراً بشارع عمر المختار التجاري، وصولاً لسوق الشجاعية للبسطات الشعبية، تكتظ تلك المرافق بالزبائن والباعة، إذ يمكن للزبون شراء احتياجاته "من الإبرة حتى الصاروخ" وبأسعار يتنافس فيها الباعة عبر مكبرات الصوت، التي تحدث ضجيجاً موسمياً، يحبذه البعض.
أبو خالد جراد، وهو صاحب محل لبيع الملابس النسائية وأدوات التجميل في سوق البسطات، بدأ حديثه مع "العربي الجديد" بعبارة "المكتوب مبين من عنوانه"، أي أن الموسم الحالي يحمل أملاً بأن يكون أفضل من المواسم السابقة، خاصة مع الحركة النشطة التي بدأت منذ أيام.
ويوضح جراد أنه قام بزيادة عدد العمال من أجل جذب الزبائن، والقدرة على الاهتمام بكل زبون، موضحاً "في المواسم والضجة والزحام ليس من السهل إقناع الزبون بالشراء، إذ أنه يصبح مخيراً بين أعداد كبيرة من البضائع والأصناف التي تعرض، وبأسعار مغرية".
اقــرأ أيضاً
خلال ساعات المساء، وبعد أذان العصر تفتح المحال التجارية التي تزين واجهاتها بأحبال الزينة وعبارات التهاني، سماعات الصوت الكبيرة، التي تشغل الأغاني الإعلانية، إلى جانب مكبرات الصوت التي يعرض من خلالها المنادي أصناف بضائعه وأسعاره المغرية، في محاولة لجذب "أسراب" الزبائن.
ويحاول التجار والباعة المتجولون وأصحاب البسطات قدر المستطاع استغلال موسم عيد الفطر، باعتباره الأفضل على مدار العام، وينتظره أصحاب البضائع المكدسة، إما لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بهم جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أو لتحريك عجلتهم الاقتصادية التي راوحت مكانها لزمن.
أبو محمود الإسكافي، وهو صاحب واحد من متاجر بيع الملابس الشبابية، يقوم بزيادة أعداد العمال خلال موسم عيد الفطر الذي يبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان، لكنه يقوم بتحضير البضائع قبل نحو شهرين من حلول شهر الصوم، عبر طلبية معينة يحضرها سنوياً.
ويقول لـ "العربي الجديد": إنه على الرغم من اختلاف طبيعة كل موسم عن الآخر، وعدم قدرته على مقارنة المواسم الحالية بالمواسم السابقة التي كانت تعود بالفائدة العظيمة، إلا أن موسم عيد الفطر يعتبر الأفضل في العام، ورغم كل الملاحظات، إلا أنه يقوم بتعويض التجار عن انعدام الحركة الشرائية.
ويضيف الإسكافي الذي يعلق آماله على الموسم: "الوضع الحالي لا يشبه الوضع السابق نتيجة تفاقم الأزمات التي يعاني منها الناس، تحديداً أزمتي انقطاع وتقليص الرواتب، إلا أنه جيد ويبشر بالخير، خاصة مع تدفق أعداد كبيرة من الزبائن في الأيام الأولى من الموسم".
وعلى رصيف محل أبو محمود، وقف الشاب العشريني محمد دويمة، وقد ارتدى قبعة شمسية، يصفف بضائعه وهي ملابس واكسسوارات نسائية، على لوح خشبي استند على مناصب حديدية، ومزين بالقماش المصري الملون، وإلى جانبه أعداد كبيرة من أصحاب البسطات أمثاله.
ويقول دويمة لـ "العربي الجديد" وهو خريج محاسبة من إحدى جامعات مدينة غزة، أنه يعتمد على المواسم في توفير مصروفه خلال العام، خاصة مع انعدام فرص العمل، واكتظاظ المؤسسات بالمتطوعين، واكتفاء المؤسسات التجارية بالمحاسبين، مضيفاً: "نقوم بتدليل الزبائن كي نتمكن من جذبهم للشراء".
ويوضح أنه لا يشتري البضائع التي يقوم بعرضها، حيث اتفق مع تاجر بأن يحصل عليها "حسب التصريف" بمعنى أن يقوم ببيع ما يمكنه بيعه، ورد باقي البضائع بعد انتهاء الموسم، مضيفاً في الوقت ذاته: "ومع ذلك أحاول بيع كل البضائع وعدم رد أي قطعة، حتى وإن اضطررت في نهاية الموسم للبيع برأس المال".
أما صديقه عبد العال أبو ضلفة 19 عاماً، وهو بائع ملابس أطفال، فيقول: إن الموسم ورغم الحركة النشطة في الأسواق إلا أنه لم يبدأ بالشكل المطلوب، آملاً أن يشهد تحسناً، خاصة أن والده استقدم طلبية كبيرة، وزعها على أشقائه الذين تفرقوا لبيعها في أسواق مدينة غزة.
ويبين أبو ضلفة، وهو من سكان حي الشيخ رضوان أن الأحوال الاقتصادية الصعبة لسكان غزة تدفع نسبة كبيرة للشراء من البسطات والمحال التجارية التي تقدم عروض أسعار مناسبة.
ويشير لـ "العربي الجديد" إلى أن البضائع التي تفيض بعد نهاية الموسم يتم بيعها في محلهم التجاري المخصص لتجهيز الأطفال، مضيفاً: "إلا أننا نحاول بيع الكمية خلال الموسم، ونضطر في الأيام الأخيرة للنوم على الكراسي، إذ تستمر الحركة حتى ساعات متأخرة من الليل".
وبالاتجاه شرقاً، من ميدان فلسطين، مروراً بشارع عمر المختار التجاري، وصولاً لسوق الشجاعية للبسطات الشعبية، تكتظ تلك المرافق بالزبائن والباعة، إذ يمكن للزبون شراء احتياجاته "من الإبرة حتى الصاروخ" وبأسعار يتنافس فيها الباعة عبر مكبرات الصوت، التي تحدث ضجيجاً موسمياً، يحبذه البعض.
أبو خالد جراد، وهو صاحب محل لبيع الملابس النسائية وأدوات التجميل في سوق البسطات، بدأ حديثه مع "العربي الجديد" بعبارة "المكتوب مبين من عنوانه"، أي أن الموسم الحالي يحمل أملاً بأن يكون أفضل من المواسم السابقة، خاصة مع الحركة النشطة التي بدأت منذ أيام.
ويوضح جراد أنه قام بزيادة عدد العمال من أجل جذب الزبائن، والقدرة على الاهتمام بكل زبون، موضحاً "في المواسم والضجة والزحام ليس من السهل إقناع الزبون بالشراء، إذ أنه يصبح مخيراً بين أعداد كبيرة من البضائع والأصناف التي تعرض، وبأسعار مغرية".