أسماك الزينة في غزة... من هواية إلى مصدر رزق

02 ديسمبر 2016
لم تفلت أسماك الزينة من الحصار (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
عالَم مختلف، هو الذي يعيش فيه الخمسيني الفلسطيني أبو علي الدريملي من مدينة غزة، إذ هَوى تربية أسماك الزينة منذ الصغر، حتى تحول ذلك العشق إلى مهنة، أصبحت مصدر رزقه الوحيد، إلى جانب تربية بعض القطط وطيور الزينة، التي أكملت المشهد. 
يمسك الدريملي مقبض الشبك، يلاحق به إحدى الأسماك التي أعجبت زبوناً يجهز حوضاً جديداً لأسماك الزينة، ثم يضعها في كيس بلاستيكي معبأ بالماء الحلو، حتى يتمكن الزبون من إيصالها لمنزله بأمان، ويكرر المشهد ذاته للإمساك بباقي الكمية المطلوبة.
ألوان أسماك الزينة وأشكالها وأصنافها المختلفة تعد مصدراً رئيسياً من مصادر الراحة النفسية لديه، وقد عَبّر لـ "العربي الجديد" عن مدى حبه وتمسكه بها منذ شبابه، حيث يعتبر هذه المهنة "حياته" التي لا يتخيل نفسه بدونها، وقد تأثر ابنه "يوسف" بها وأحبها.
الحكاية نسجت خطوطها الأولى قبل نحو 34 عاماً بعد أن أنهى أبو علي الدريملي (59 عاماً) دراسة تخصص التجارة وإدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية، عندما زار خاله، وطلب منه الأخير البحث عن فكرة مشروع حتى يموله له، كي يبدأ به حياته العملية.
ويقول الدريملي إن خبرته في مجال تربية أسماك الزينة والعناية بها والتي اكتسبها من الإندونيسي عبد العزيز مكي ساعدته في الاهتداء إلى استيراد بعض أنواع أسماك الزينة من سنغافورة والصين، وقام بافتتاح محل كبير في مدينة جدة بالسعودية يحوي أسماك الـ "غولدين فيش، شوبونكن، كاريكو، شلاير، تايغر، بلوستوكوموس، شيغين فيلد، ريد تايل شارك"، إلى جانب عدد من الأصناف الجميلة والنادرة.
ويشير إلى أنه عَمِل لمدة 11 عاماً في المحل، كان العمل فيها ممتازاً، وتطورت خلالها خبراته العملية وعلاقته بالأسماك، إلى أن ترك السعودية بسبب أوضاع عائلية، وسافر إلى مدينة غزة، ليبدأ بعدها فصلاً جديداً من فصول حياته العملية، حيث استدان ثمن أربعة أحواض، وبدأ فيها، إلى أن تطور عمله، وافتتح محلاً خاصاً ببيع أسماك الزينة، والطيور.
ويوضح الدريملي أن العمل في تربية أسماك الزينة كان مجدياً حتى عام 2006، عندما بدأ الحصار الإسرائيلي على مدينة غزة، وتدهورت على إثره الأوضاع الإنسانية والسياسية والاقتصادية، واتجاه الناس إلى توفير أساسيات الحياة، والمستلزمات الضرورية.
وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الذي يقطنه مليونا فلسطيني حصاراً مشدداً في العام 2006، ويعيش مواطنو القطاع منذ ذلك الوقت، في وضع اقتصادي صعب أثر فيهم الحصار بكافة أشكاله.
أما فيما يتعلق بطريقة توفير الأسماك، فيوضح أنه يتم استيرادها من الجانب الإسرائيلي عن طريق أكياس نايلون موضوعة في مجسمات مصنوعة من الفلين المقوى، لكن يتم استيراد أصناف محدودة نتيجة حاجة السوق المحلي، والظروف الاقتصادية الصعبة.
انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل يعد من أبرز المشاكل التي تواجه مهنة تربية الأسماك، وتتسبب بنفوق عدد منها في حال وصلت فترة القطع إلى أكثر من 10 ساعات، نتيجة توقف الفلاتر والمولدات التي تمد مياه الأحواض بالأوكسجين، يقول الدريملي.
ويوضح أنّ تربية الأسماك مهدئة للأعصاب، وينصح بها بعض الأطباء لتمرين وتقوية عضلات العين.
وتعاني غزة أيضاً من انقطاع للتيار الكهربائي يومياً، يتراوح بين 8 – 12 ساعة على الأقل، نتيجة قصف إسرائيل محطة التوليد الوحيدة ونقص السولار المشغل للمحطة الذي يورد عبر الاحتلال إلى غزة، والمناكفات السياسية التي تحرم غزة من تطوير قطاع الطاقة والكهرباء.
وتشير الإحصائيات إلى وجود 213 ألف عاطل عن العمل في غزة منهم 10 آلاف خريج وقد وصلت نسبة البطالة إلى 44%، يضاف إلى ذلك نسبة الفقر والفقر المدقع التي لا تقل عن 65%.

المساهمون