أسعار النفط تتراجع مع زيادة إنتاج أميركا وليبيا... وشكوك بشأن اتفاق أوبك

31 مايو 2017
أميركا ترفع إنتاج النفط لدعم المخزونات (Getty)
+ الخط -

انخفضت أسعار النفط في تعاملات، اليوم الأربعاء، بنسب ملحوظة، بفعل زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة وليبيا، فضلاً عن مخاوف المستثمرين بشأن قدرة اتفاق "أوبك" على خفض إنتاج الذهب الأسود.

وتسعى "أوبك" بدعم منتجين عالميين، على رأسهم روسيا، إلى تقليص الواردات إلى الولايات المتحدة الأميركية، بغرض خفض المخزونات التي عادة ما تكون زيادتها سبباً رئيسياً في هبوط أسعار النفط عالمياً. لكن زيادة إنتاج الولايات المتحدة التي تنافس بشدة كلا من روسيا والسعودية على صدارة قائمة أكبر منتجي العالم من النفط، تخفف من حدة خطط خفض مخزوناتها التي تعتبرها مسألة أمن قومي.

 وانخفضت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة اليوم، بنحو 54 سنتا، أو ما يعادل 1% عن الإغلاق السابق، ليصل إلى 51.30 دولارا للبرميل.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 51 سنتا أو 1% عن سعر الإغلاق السابق، ليصل إلى 49.15 دولارا للبرميل.

وقال متعاملون لـ"رويترز"، إن انخفاض الأسعار جاء نتيجة ارتفاع الإنتاج في ليبيا التي مزقها الصراع، ما زاد من حدة تأثير النمو المتواصل للإنتاج الأميركي.

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قد ذكرت، أول من أمس الإثنين، أنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج ليبيا من الخام إلى 800 ألف برميل يوميا هذا الأسبوع.

ومن المرجح أن يعزز ذلك صادرات ليبيا من النفط، فيما ترجع زيادة الإنتاج الأميركي إلى حد كبير لارتفاع أنشطة الحفر للتنقيب عن النفط الصخري أكثر من 10%، منذ منتصف العام الماضي، لتتجاوز 9.3 ملايين برميل يوميا، بما يقارب مستويات السعودية وروسيا أكبر منتجين للنفط في العالم.

 ويقوض ارتفاع الإنتاج الأميركي والليبي، الجهود التي تبذلها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها، ومن بينهم روسيا، لتقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق المتخمة بالإمدادات، من خلال خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية الربع الأول من 2018.

 وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، اليوم، إن منظمة أوبك والمنتجين المستقلين ملتزمون بهدف خفض المخزونات النفطية العالمية، إلى متوسط خمس سنوات، متوقعا تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب جدا.

وقال وزيرا الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، والسعودي خالد الفالح، إنهما يتوقعان استمرار التعاون بين الجانبين في أسواق النفط لفترة أطول، بعد نهاية الاتفاق المشترك الحالي لخفض إنتاج النفط، والذي ينتهي في مارس/آذار 2018.

 وتزامن انخفاض النفط، اليوم، مع ارتفاع مؤشر الدولار –الذي يقيس أداءه أمام سلة من العملات الرئيسية- بنسبة 0.20% إلى 97.48 نقطة، ويشكل ارتفاع الدولار ضغطًا على أسعار السلع.

ويرى محللون أن بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية، يعكس عدم اقتناع السوق بأن اتفاق خفض إنتاج النفط الذي يشارك به عدد من المنتجين الرئيسيين، قادر على تحقيق التوازن وامتصاص تخمة المعروض.

 وتترقب الأسواق صدور بيانات معهد البترول الأميركي، اليوم، حول مخزونات النفط في الولايات المتحدة، مع توقعات بانخفاض مخزون الخام بمقدار 2.830 مليون برميل، خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب تراجع مخزون البنزين بمقدار 970 ألف برميل.

(العربي الجديد)

المساهمون