بدأالمزارعون الجزائريون في حصاد القمح في موسم وفير، وفق المؤشرات السائدة، إلا أن القلق من تراجع الأسعار يسيطر على الكثيرين، ما يعيد إلى الأذهان ما شهده العام الماضي الذي سجل قفزة في الإنتاج مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال رئيس اتحاد الفلاحين الجزائريين، محمد عليوي لـ"العربي الجديد" إن من المتوقع وصول الإنتاج إلى 6 ملايين طن بانقضاء موسم الحصاد في نهاية أغسطس/ آب المقبل.
وسجل العام الماضي العام الماضي إنتاج 6 ملايين طن، مقابل 4.2 ملايين طن في 2017، ونحو 3.3 ملايين طن في 2016 وحوالي 4 ملايين طن في العام السابق عليه.
وأشار رئيس اتحاد الفلاحين إلى أن تساقط الأمطار ودعم الدولة للفلاحين، خاصة بالأسمدة والآلات خلال عمليات الحرث، ساعد على زرع مساحات جديدة.
ودخل المزارع بلمختار الهادي، في محافظة البيض، الواقعة على بعد 538 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائر، في سباق مع عقارب الساعة لحصد نحو 270 هكتاراً (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع)، قائلا في مقابلة مع "العربي الجديد": "السنابل هذا العام متمايلة بثقل حبات القمح. إنه موسم غير مسبوق".
وقال عمار يوسفي رئيس غرفة الفلاحة في محافظة برج بوعريج، على بعد 250 كيلومتراً شرق العاصمة في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "نتوقع أن يكون الموسم الحالي الأفضل مقارنة بالمواسم الماضية".
وفي مقابل ابتهاج المزارعين بزيادة الإنتاج في موسم الحصاد الذي انطلق بحلول مايو/ أيار الجاري، يسود ترقب للأسعار المنتظر أن تعلنها الحكومة لشراء القمح من هؤلاء، فضلاً عن مشاكل التخزين.
وقال لعموري دحماني، وهو فلاح من محافظة البويرة (120 كيلومتراً شرق العاصمة) إن "الحكومة دأبت على تحديد سعر مرجعي للقمح عند بداية موسم الحصاد".
وأضاف: "غالبا ما يكون الفارق بين كل عام وآخر بضعة دنانير، وفي أغلب الأحيان لا يتعدى السعر 5 آلاف دينار للقنطار (45 دولاراً) ويفترض ألا يقل السعر عن هذا المستوى، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج".
وأوضح أن "مصاريف اليد العاملة مرتفعة، إذ يُدفع للشباب في عملية الحصاد بين 1000 و1500 دينار لليوم الواحد، يضاف إلى ذلك ارتفاع سعر الوقود مقارنة بالسنوات الماضية، وهي زيادات لم تأخذها وزارة الفلاحة ودواوين الحبوب والقمح بعين الاعتبار".
وتقدر احتياجات الجزائر من القمح بنحو 15 مليون طن سنوياً حسب تقارير رسمية، في حين استوردت قرابة 11 مليون طن في 2018، ما جعلها من أكبر المستوردين عالمياً، فيما تعتبر فرنسا ممون الجزائر الأول للقمح، تليها كندا والولايات المتحدة الأميركية.