الإطفائيون في أستراليا يضاعفون جهودهم للسيطرة على الحرائق قبل موجة حر جديدة

07 يناير 2020
يسابق الإطفائيون الوقت لإخماد الحرائق (Getty)
+ الخط -

يضاعف عناصر الإطفاء في أستراليا، اليوم الثلاثاء، جهودهم للسيطرة على حرائق الغابات الهائلة التي تضرب البلاد، مستفيدين من أحوال جوية أقل حدّةً من السابق، قبل موجة حرّ جديدة في الأيام المقبلة.

وعلى هؤلاء المتطوعين المنهكين بعد أشهر من مكافحة اللهب، العمل على ضبط انتشار النيران وتمشيط المناطق المعرّضة للخطر، إضافة إلى إشعال حرائق متعمدة في النباتات لمنعها من أن تكون عاملاً معززاً للحرائق الكبرى.

ويسابق الإطفائيون الوقت لتطبيق تلك الإجراءات، مع ترقّب وكالة الأرصاد الجوية الأسترالية ارتفاعاً جديداً في درجات الحرارة، الجمعة، برفقة رياح شديدة. وأعلن مدير الإطفاء في المناطق الريفية في ولاية نيو ساوث ويلز، شاين فيتزسيمونز "نحن الآن أمام ضرورة تنظيم الأعمال الوقائية للحد من الأضرار المحتملة ومنع اندلاع مراكز حرائق جديدة في الأيام المقبلة".

وأشار فيتزسيمونز إلى أن الظروف الجوية الحالية "لصالحنا أكثر"، لكن حذّر من "عودة الحر خلال الأسبوع".

وما زالت عشرات الحرائق خارجة عن السيطرة في شرق القارة. وتخشى السلطات تقاطع حريقين في ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا، قد ينتج عنهما حريق هائل.

وتنفسّت البلاد الصعداء، الإثنين، بسبب هطول الأمطار، لكنها لم تكن كافية لتتيح انطفاء الحرائق تماماً. وفي بعض المناطق، أعاقت الأمطار عمل رجال الإطفاء، خصوصاً عمليات الحرق المتحكم فيها التي كانوا يحاولون تنفيذها.

وقُتل 25 شخصاً منذ بداية هذه الحرائق في سبتمبر/أيلول. وتحوّل أكثر من 1800 منزل إلى رماد، كما دمّرت مناطق بمساحة 80 ألف كيلومتر مربع، أي ما يساوي مساحة جزيرة أيرلندا.


وفي مؤشر آخر على حجم الكارثة التي ضربت أستراليا، أعلنت إدارتا الطقس في تشيلي والأرجنتين، الإثنين، عن أنّ أدخنة الحرائق الأسترالية قد وصلت إلى سماء البلدين اللذين يقعان على بعد أكثر من 12 كلم عن أستراليا. وما زالت القيمة المالية لأضرار موسم الحرائق الكارثي هذا غير معروفة حتى الآن. لكن مجلس شركات التأمين أعلن أن طلبات التعويضات التي وصلت إلى الشركات تزيد عن 700 مليون دولار أسترالي (433 مليون يورو)، وهو مبلغ من المرجح أن يرتفع.


وتعهّد رئيس الوزراء سكوت موريسون، الذي يواجه انتقادات لتأخر رده في التعامل مع الأزمة، وموقفه الضعيف إزاء مكافحة التغير المناخي، بتخصيص ملياري دولار أسترالي (1.2 مليار يورو) تدفع على مدى عامين من العائدات الضريبية لصندوق وطني لمساعدة ضحايا الحرائق.

وأجريت في سيدني مراسم تكريم لأندرو أودواير، وهو إطفائي يبلغ 36 عاماً، قُتل أثناء مكافحته للحرائق أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي. واصطف عدد من زملائه بزيّهم البرتقالي على طرف الطريق أثناء مرور الموكب الذي يحمل نعشه، والذي غُطي بعلم إدارة الإطفاء في المناطق الريفية.


ولا يتوقع أن تكون الظروف في الأيام المقبلة كارثية كما كانت عليه السبت. لكن فيتزسيمونز أعلن، لقناة "ايه بي سي" العامة، أنه لا يجوز "أن نعتقد أننا انتصرنا اعتماداً على انطباع خاطئ بالأمان". وبعض الحرائق أكبر من أن يتمكن الإطفائيون من القضاء عليها، ولا يمكن أن تنتفي نهائياً إلا بأمطار غزيرة، وفق فيتزسيمونز. ورحب فيتزسيمونز، الذي بات في الأشهر الماضية وجهاً معروفاً في البلاد، بإعصار يتشكل قبالة السواحل الشمالية الغربية للبلاد، آملاً في أن تكون الأمطار التي سيجلبها نهاية موسم الحرائق.

وأوضح "من الإيجابي رؤية إعصار يتشكل. لا يجب أن أقول ذلك، لكن آمل ألا تنتج عنه أضرار". وتابع "إذا كنا محظوظين، فهذا الإعصار دليل على بداية فترة الأمطار الموسمية التي ستبعد كتلة الهواء الحار المؤثرة بشكل كبير على الطقس". 

(فرانس برس)
المساهمون