ماذا لو
وقعت شمس
داخل خاصرة الأفق،
ونزفت ببطء
مثل مكعبات ثلج
في كأس،
تغور بك
في قلب القصيدة.
الألم في قلب الألم،
هياج الطوفان
وملح الجبل
يمتصّ دماء الحرب
بينما،
ما تزال سيوف الغبار
مغروسة في عين شمس
تنزف
تحت قبة السماء.
■
ماذا
لو نزفت طيور الغيم
بطيئاً
خلال هذه الحرب
ثم انبرى شاعر
يحصي خسائر لغوية،
والكثير من الزحافات والعلل
والشقوق العميقة
في زجاج القلب.
■
ماذا
لو اختفت شمس
ونزفت جبال
مثل أثداء الأرض
حليب الأبدية،
وانطفأت عيون النجوم
مثل متاريس الظلام،
وحكايات غامضة
عن أسرى بيت العنكبوت
في غابات الأفق،
حيث تنكأ نقط ضوء
جراح الأطفال.
أستثني الأشجار
الغارقة في سبات المياه،
والليل
حين يسيل من ثقوب السماء،
بارداً مثل الألم.
■
أتوجّس خيفة
من الخلاء المعتم
وريش المطر، أتوجس
من العالم الحديث، الهواء المسموم
وأشجار الأكلبتس،
تصطف
على قارعة الطريق
مثل أشباح.
أتوجّس،
من كمائن اليأس
وكوابيس
تمزّق ستائر الليل؛
قبل أن تسقط
آخر نجمة على الأرض
كأنما في بئر بلا قرار.
■
ثمة
في الغرفة البعيدة
الكثير من المداد
والألم
يبقع الكتب،
والطاولة
والذاكرة
والبحر.
وقميص يوسف
وشظايا الألم.
■
الريح
التي تحفر مغارات
في جبال الأبدية
ضلّت الطريق
إلى القصيدة الطويلة
حيث تنبت أعشاب الاستعارة
ويسيل دم القافية
من قلب ينفجر،
كأنه فوهة بركان
تشتعل
وتلفظ حمم القصيدة.
هل رأيت الهواء
متجمداً مثل ذاكرة؟
هل سئمت الحياة
حين تطفو على سطح بحيرة؟
هل رأيت بقع حبر الليل
على جلد النهار، مثل جروح.
قبل أن تستيقظ
على إيقاع كوابيس
وأرواح الاستعارة
كثلوج تختفي
في مكان ما من الذاكرة.
■
دائماً
تطاردني
هذه الأشجار
والكتب والغابات
والغيوم وطيور المطر،
من بيت إلى بيت
من مقهى إلى آخر
حتى أن الأشجار
ترتعش
مبللة بدموع الفراشات.
■
بعد طول مطاردة
لنهارات ميتة
على مشارف المساء،
أغمس وجهي في عمود الجريدة،
فأصاب بصعقات الفراشات
كأنه قوس قزح،
يسقط من شرفات الأفق.
■
بعد طول مطاردة
لهذا العدم الأزرق،
وللضرورة الشعرية
أنصب خيام الفجر
في النهار،
وأصغي لحاطب ليل
قادماً من جهة الحكاية
إلى أن يحلّ الليل،
وهو يحفر في كهوف النهار.
أصغي
لهطول ريش النجوم،
أستثني أصوات الأشجار
وأحكي؛
حتى يدركني الصباح
وأنجو،
من بقع حبر العزلة.
■
وأخيراً
تظهر القصيدة
زرقاء بيضاء،
كأنها
طعنة خنجر
رصاصة الرحمة
موت بطيء
في ساحات الليل
بيضاء
براءة قميص يوسف
من الدم الذي يسيل
من شرفات الأبدية.
* شاعر من المغرب