أسبوعان على الهدنة: المعارضة السورية تتفرّغ لـ"داعش" والقوات الكردية

12 مارس 2016
استعادت المعارضة قرية قرة كوبري (ورد الكسواني/فرانس برس)
+ الخط -
جدّدت فصائل المعارضة السورية هجماتها في مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حلب الشرقي، مع مرور أسبوعين على الهدنة المعلنة في حلب وريفها بين المعارضة وقوات النظام السوري. وتمكنت المعارضة من استعادة قرى عدة بيد التنظيم. كما تفرغت فصائل المعارضة في حلب للتصدي لمحاولات قوات "حماية الشعب" الكردية في حي الشيخ مقصود، الرامية إلى قطع طريق الكاستللو، الذي بات يعد خط إمداد المعارضة الوحيد إلى مناطق سيطرتها بمدينة حلب.

وأعلنت فصائل "لواء الحمزة"، و"فيلق الشام"، و"اللواء الواحد والخمسين" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، يوم الأربعاء، سيطرتها على بلدة دوديان، وقرية التقلي المجاورة لها، قبل أن يشن "داعش" هجوماً معاكساً، ويتمكن من استعادة السيطرة على قرية التقلي. إلّا أن فصائل المعارضة تمكّنت، أمس الخميس، خلال هجومها على مناطق سيطرة "داعش" بريف حلب الشمالي الشرقي، من استعادة قرية قرة كوبري المجاورة لدوديان.

واستطاعت المعارضة تحقيق هذا التقدم على حساب "داعش"، بسبب غياب القصف الجوي الروسي الذي كان يستهدف مقاتليها ويعيق تحرّكهم في مناطق سيطرتها بريف حلب الشمالي. كما ساعد المعارضة في التقدم بالمنطقة ومهاجمة "داعش"، إلغاء خطوط التماس مع قوات النظام السوري إثر تقدم قوات "حماية الشعب" الكردية، الشهر الماضي، بريف حلب الشمالي. وعلى الرغم من الهدنة، لم تحاول المعارضة التقدم على حساب القوات الكردية لتسترجع مدينة تل رفعت، وبلدة منغ ومطارها العسكري، وبلدات الشيخ عيسى، ومريمين، والمالكية، واحرص، وكفرناصح التي تمكّنت القوات الكردية من انتزاعها من المعارضة.

وتشير هذه التطورات، إلى وضع المعارضة أولوية قتال "داعش" في المقدمة مع سريان الهدنة. إلا أنّ ذلك لم يمنع فصائل المعارضة المتواجدة في حلب وريفها الغربي من التصدي لتعديات القوات الكردية على مناطق سيطرتها، إذ أعلنت المعارضة عن تصديها لمحاولات تسلل للقوات الكردية على منطقة تل سمعان، أمس الخميس.

اقرأ أيضاً سورية: المعارضة تطرد "داعش"من قرية بحلب والنظام يخرق الهدنة

كما بثّ المكتب الإعلامي في حركة "أحرار الشام" التي تقاتل في مدينة حلب، تسجيلاً مصوراً، أمس، تظهر فيه العمليات العسكرية التي خاضها مقاتلوها لاستعادة جميع النقاط التي تقدمت فيها قوات "حماية الشعب" الكردية في منطقة السكن الشبابي المجاورة لحي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه القوات الكردية بمدينة حلب. كما يطل حي الشيخ مقصود على طريق الكاستللو.

وبذلك، استطاعت "أحرار الشام" بالتعاون مع فصائل المعارضة الأخرى من تأمين طريق الكاستللو بالكامل، وفتحه أمام حركة نقل البضائع والركاب من وإلى مناطق سيطرة المعارضة في أحياء حلب الشمالية والشرقية والجنوبية.

وتشير محاولات القوات الكردية المستمرة للتمدد على حساب المعارضة في حلب وريفها إلى سعي هذه القوات، التي انضوت مع فصائل صغيرة ضمن ما يسمى بـ"قوات سورية الديمقراطية"، للتضييق أكثر على المعارضة، وبالتالي القضاء على وجودها في حلب وريفها. الأمر الذي سيسمح لها بطرح نفسها كمنافس وحيد للنظام في الشمال السوري. وهو الأمر الذي سيجعل موقف هذه القوات أقوى ميدانياً لتطالب قيادة "الإدارة الذاتية" الكردية سياسياً بالحصول على إقليم فدرالي يتمتع بحكم ذاتي على مناطق واسعة تسيطر عليها القوات الكردية فعلياً من دون أن يشكل السكان الأكراد الذين تدعي قوات "حماية الشعب" تمثيلهم إلّا أقلية صغيرة في هذه المناطق.

وفي حال تمّ ذلك، ستواجه المعارضة تحدّي استغلال الهدنة لمواصلة قتال "داعش" واستعادة الأراضي منه بالتوازي مع ردع القوات الكردية وعدم السماح لها بقضم مزيد من مناطق سيطرتها، لتضمن المعارضة بذلك موقفاً ميدانياً يمكّنها من التمتع بوضع مقبول في المفاوضات السياسية التي ستستأنف في جنيف الأسبوع المقبل.

اقرأ أيضاً: تصريحات واجتماعات تسبق بدء محادثات جنيف حول سورية