أرونداتي روي: عن "السعادة القصوى والحزن الأقصى" في الهند

05 أكتوبر 2018
(روي على ضفة نرمادا، 1999)
+ الخط -

"في الهند، نرى مجتمعاً يحاول أن يصيغ نفسه ويدّعي أنه أمة بحد ذاته، وأن كل من هم ليسوا منها مواطنون من الدرجة الثانية"، تقول الروائية الهندية أرونداتي روي في مقابلةٍ حديثةٍ مع تلفزيون "بي بي سي".

في هذه العبارة نوع من التلخيص لمضمون روايتها الأحدث "وزارة السعادة القصوى"، والتي تتحدث فيها عن الهند اليوم بكل متناقضاته والعنف المحتدم والمتأهّب للاندلاع.

وحول الهند والرواية الثانية التي يُتوقّع أن تصدر بترجمة عربية قريباً عن دار "كتب خان" في القاهرة أنجزها أحمد شافعي، تُحاضر صاحبة "آلهة الأشياء الصغيرة" في "جامعة ساوس" في لندن عند السادسة والنصف من مساء غدٍ السبت، تحت عنوان "السعادة القصوى، الحزن الأقصى: يوميات الهند الراهنة".

ترى أرونداتي أن المجتمع المسلم في الهند اليوم أُجبر على أن يعيش في غيتو، وتضيف: "ترى أناساً يُسحلّون في الشارع، ويُطرَدون من متاجر كانوا شركاء فيها، منها محلات جزارة، وصناعة جلود، وحرف يديوية. العنف في الهند مرعب".

تستعيد روي حوادث اغتصاب النساء والفتيات التي وقعت في السنوات الأخيرة، وهي جرائم تقول إنها تجد من يبرّرها ويدافع عنها حتى من النساء، مضيفة: "الاستقطاب في الهند مخيف فعلاً"، معتبرة أن ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند الحالي ومنذ 2014، هو المسؤول عن هذه الحالة، وأنه أسوأ من ترامب، لأن الأمر في أميركا أنك ترى القلق من تصرفات ترامب، وتجد من يعارضه، أما في الهند فإن النخبة تصطفّ إلى جانب سياسات مودي اليمينية.

تشير روي في مقابلة "بي بي سي" إلى وجود كتب مدرسية في الهند "عن أعظم قادة العالم وصورة هتلر عليها"، وتشير إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده مجموعة من القضاة في بلادها محذرين من أن "الديمقراطية في خطر".

حول استقبال روايتها "وزارة السعادة القصوى" في بلادها والتي جاءت حافلة بالنقد للهند، وكيف يُنظَر إلى مسألة الاختلاف في العرق والجندر والهوية، تقول: "كل من ينتقد الحكومة في الهند يُوصَف بأنه غبي"، وتضيف: "عليك أن تتعلم الحذر وتعرف متى تصمت ومتى تذهب إلى طريق جانبي لتفلت من هنا وهناك".

تقول روي إنها تتألّم لاتهامها بالوقوف ضد بلادها، لكنها تعتبر أن المعركة التي تخوضها، عبر كتابة المقالات السياسية والأدب، هي معركة من أجل كل ما هو جميل في الهند: التعدّدية والأنهار والجبال والحرية والجمال، وأن كل معركة لا معنى لها إن لم تكن لحماية شيء تحبه.

المساهمون