وقال أردوغان، في كلمة بالقصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الثلاثاء، إنّه "حتى في الحرب لا يمكن أن يتم إطلاق النار على العاملين في المجال الصحي، وإن أصبحنا كهولندا فإنّه من الممكن أن نفعل ذلك، لأنّنا نعرف هولندا والهولنديين من مذبحة سربرنيستا، لأنّنا على علم بمعدنهم وصفاتهم، وكم كانوا سيئيين".
وأضاف "نحن نعرف كيف قتلوا ثمانية آلاف بوسني، نحن نعرف ذلك جيداً، لا يأتي أحد ويعلمنا الحضارة. إنّ جبين هذه الأمة أبيض أما جباههم فسوداء للغاية"، في إشارة إلى قيام 400 جندي هولندي من العاملين في بعثة حفظ السلام التابعة الأمم المتحدة في يوغسلافيا السابقة، بجمع السلاح من البوسنيين الذي التجأوا إلى مقرّهم، قبل أن يمتنعوا عن الدفاع عنهم ضد الهجوم الصربي، مما أدى إلى مقتل 8 آلاف بوسني في المذبحة.
واتهم الرئيس التركي هولندا بممارسة "إرهاب دولة"، موجّهاً انتقادات شديدة اللهجة، لجميع الدول الأوروبية التي وقفت إلى جانب هولندا ضد تركيا، وبالذات المستشارة الألمانية.
وتابع أردوغان، أنّ "قلة الاحترام خلال التعامل مع وزير الأسرة التركية، يوم السبت، كانت موجهة أيضاً للدبلوماسية. إنّ من وقف إلى جانب هولندا في طريقتها بقطع الطرق، فقدوا كل اعتبارهم"، مضيفاً "تخرج علينا المستشارة الألمانية وتقول إنّها تقف إلى جانب هولندا، نحن نعلم بأنه لا فرق بينكِ وبينها، هي أيضاً تهاجم بهمجية وأنتِ كذلك".
وقال الرئيس التركي "سنعمل على اتخاذ إجراءات إضافية ضد هولندا"، مؤكداً أنّ "هذه الأخطاء لن تحل بمجرد اعتذار"، بحسب قوله.
وفيما بدا رداً على الحملات في عدد من الدول الأوروبية لحثّ المغتربين الأتراك للتصويت ضد التعديلات الدستورية التي يؤيدها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بالتحالف مع حزب "الحركة القومية"، قال أردوغان "أدعو كل من يتابع العداء لتركيا، ولكل الأجانب في هولندا، لا تمنحوا أصواتكم إلى ذلك الموجود في الحكم ولا إلى ذلك العنصري"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيس حزب "من أجل الحرية" اليميني المتطرف غيرت فيلدرز.
وسحبت هولندا، السبت الماضي، تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على أراضيها، ورفضت دخول زميلته وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول سايان كايا، إلى مقر القنصلية التركية بمدينة روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها لاحقاً إلى ألمانيا.
وردّت أنقرة بفرض عقوبات دبلوماسية على أمستردام، فأكدت أنّها ستمنع السفير الهولندي لديها، والذي يقضي إجازة خارج تركيا، من العودة. كما منعت جميع الرحلات الدبلوماسية الهولندية من القدوم لتركيا أو استعمال مجالها الجوي، مشيرة إلى أنّها ستقترح على البرلمان التركي إلغاء معاهدة الصداقة التركية الهولندية.
واعتبر الرئيس التركي أنّ التصويت بـ"نعم" في الاستفتاء الشعبي المرتقب في 16 من أبريل/ نيسان المقبل، حول التعديلات الدستورية للتحوّل من نظام برلماني إلى رئاسي، يشكّل "أفضل ردّ على أعداء تركيا"، بحسب قوله.